تمثال أبو الهول ذلك الأسد الضخم ذو الرأس الآدمية الرابض على هضبة الأهرام ليحرس أثار الأجداد منذ ما يقرب من 4500 تجرى له الآن عملية جراحية وهى أعمال الصيانة الدورية لمنطقتى الصدر والرقبة اللذاين يعتبرا أضعف أجزاء التمثال ولهذا فقد تم نصب الشدات المعدنية أمامه وبدأ المرممون عملية العلاج التى تستمر قرابة الشهرين ليظل أبو الهول يؤدى مهمته فى حراسة الهضبة لآلاف الأعوام القادمة. وأوضح الدكتور ممدوح الدماطى أنه إلى جانب ما يتم من أعمال صيانة لتمثال أبو الهول فإن المنطقة تشهد أعمال ترميم فى بعض الأماكن منها هرم الملك «منكاورع» خامس ملوك الأسرة الرابعة والتى تشمل إزالة الأملاح من جدرانه الداخلية وإعادة تأهيل منظومة الإضاءة وإجراء الصيانة الشاملة لنظام التهوية لممراته وحجراته بالإضافة إلى ترميم كل من مقبرة «نفر باو بتاح» ومقبرة «امرى» ، مشيرًا إلى أنه ذلك انطلاقا من سياسة الوزارة فى تطوير وصيانة المواقع الأثرية بمختلف محافظات الجمهورية وذلك قبل انطلاق الموسم السياحى القادم بهدف زيادة الموارد المتاحة للوزارة. وأوضح كمال وحيد مدير عام آثار الجيزة وسقارة أنه فى عام 2011 م بدأت أعمال الترميم للتمثال بمنطقة الصدر والرقبة حيث تم عمل تنظيف ميكانيكى لطبقة المونة التى وضعت فى الترميم السابق دون المساس بجسم التمثال الأصلى بعد ذلك تم وضع طبقة مونة جديدة تتكون من جير ورمل وهى نفسها مكونات المونة القديمة، وقد سبقت أعمال هذا الترميم ترميم الكساء الخارجى للتمثال « البلاطات الحجرية» وذلك فى الفترة من عام 1989م حتى عام 1997 م، ومنذ عام 2011م توالت أعمال الصيانة الدورية لمنطقة الصدر والرقبة وبعض بلاطات الكساء الخارجى وذلك تحت إشراف لجنة أثرية وهندسية وإدارة الترميم. وأوضح عصام شهاب أثرى بمنطقة آثار الهرم أنه كان من المخطط عند بناء هرم الملك خفرع أن ينحت تمثال يمثل رأسه على جسم أسد حتى يربط ما بين القوة العقلية والحكمة المتمثلة فى رأس الإنسان والقوة الجسدية المتمثلة فى جسم الأسد وذلك ليكون حارسا للجبانة الملكية أو للأهرامات. وأضاف أن التمثال تم نحته فى صخرة من الحجر الجيرى وهو مكون من ثلاث كتل الرأس وهى قوية جدا والصدر وهى ضعيفة وأخيرا القدم وهى كتلة قوية ويرجع ذلك إلى أنه قديمًا تشكل وادى ما بين محجر المقطم الذى تتميز صخوره بالقوة ومحجر المعادى الذى تعتبر أحجاره ضعيفة لذلك عندما أراد المصرى القديم أن يكسى الأهرامات من الخارج استخدم أحجار محجر المقطم ، كما أنه كان يتخلص من الأحجار الضعيفة حيث إنه لم يكن يستخدمها فى عملية البناء فالمصرى القديم كان يعلم أن «الحجر يمرض». ويستكمل عصام شهاب حديثه مؤكدًا أن عملية ترميم تمثال أبو الهول بدأت منذ أيام الفراعنة حيث اهتم ملوك الدولة الحديثة بآثار الأجداد فكانوا يقومون بأعمال ترميم واسعة النطاق خاصة بمنطقة الجيزة ومن أشهر من قاموا بهذه الأعمال «تحتمس الرابع» الذى قام ببناء أسوار ضخمة من الطوب اللبن كسواتر لحماية التمثال من الرياح المحملة بالرمال والتى من الممكن أن تنحر فيه على مدار الوقت وأيضا «خع أم واس» ابن الملك رمسيس الثانى الذى كان له دور كبير فى ترميم آثار الدولة القديمة والوسطى، كذلك كانت هناك أعمال ترميم وصيانة للتمثال فى العصر اليونانى والرومانى مثل وضع بعض البلوكات لتغطية الأجزاء الخارجية للتمثال حتى تمنع التآكل وفى العصر الحديث تم ترميمه عام 1926م وفى فترتى الثمانينيات والتسعينيات. وعن قصة تدمير أنف أبو الهول قال إن الأقاويل التى تداولها بعض كتب التاريخ حول قيام الحملة الفرنسية بتدميرها عار تماما من الصحة فالحملة عندما جاءت إلى مصر عام 1798م أحضرت معها ما يقرب من 165 عالما فى مختلف المجالات هم من كتبوا الكتاب الرائع» وصف مصر» فكيف لهؤلاء العلماء أن يدمروا الحضارة، أما حقيقة الأمر أن متصوفا مسلما يدعى «صائم الدهر» هو من دمر أنف تمثال أبو الهول حيث إنه عندما رأى التمثال خاف أن يعبده الناس فحطم الأنف لتشويهه، ولأنها رمز العزة والكرامة عند العرب وقد استخدم الأزميل فى ذلك حيث وجد آثار له مكان الأنف.