ما حدث فى الجامعات من فوضى وانفلات وتخريب فى العام الدراسى الماضى وما صاحبه أيضًا من تردد وتراخ من رؤساء بعض الجامعات فى مواجهة هذا العنف وتواطؤ بعض الأساتذة فى هذا الانفلات يتطلب منا استيعاب الدرس حتى لا يتكرر نفس السيناريو المؤسف خاصة أن بدء الدراسة بالجامعات أصبح على الأبواب. فلأول مرة فى تاريخ الجامعات نشاهد السنج والمطاوى والسكاكين وزجاجات المولوتوف فى أيدى الطلبة وتحول الجامعات إلى ساحات للاقتتال. وهذا يتطلب منا بأن نستوعب الدرس حتى لا تتكرر أحداث ومشاهد العام الماضى المؤسفة هذا العام خاصة أن جماعة الإخوان ومن يستأجرونهم يريدون إحداث البلبلة والفوضى من خلال الجامعات باعتبارها الورقة الأخيرة لهم. والحقيقة أننا لا ننكر أن الكثير من الجامعات تستعد لاستقبال العام الجامعى الجديد والمقرر له يوم 11 أكتوبر المقبل بإقامة البوابات الحديدية وتقوية جهاز الأمن الإدارى و...و... ولكننى أرى أن هذا الإجراء غير كاف لتحقيق الانضباط داخل الجامعات فالأمر يتطلب اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير.. أولها أن يكون لرؤساء الجامعات موقف حازم تجاه أى خروج على الشرعية أو التقاليد والأعراف الجامعية... فالمفروض أن الطالب جاء للجامعة للدراسة والعلم والتعلم وخروجه عن هذا الهدف أو عدم التزامه بالتقاليد الجامعية يكون طرده وفصله هو الإجراء المناسب له وإخلاء مكانه لطالب آخر جاد يريد أن يتعلم خاصة أن الدولة تتكبد ملايين الجنيهات لإيجاد مكان مجانى لكل طالب بالجامعات. ثانى الإجراءات ضرورة عودة الحرس الجامعى من الشرطة مرة أخرى للجامعات أو السماح بتواجد قوات من الشرطة داخل الحرم الجامعى لحماية المنشآت والأرواح والتعامل مع أى أعمال تخريب.. فالحرم الجامعى جزء من الشارع وليس حرمًا مقدسًا وهذا اعتقاد خاطئ فالحرم المقدس هو الحرم المكى فقط ومع ذلك تتواجد الشرطة داخله. الأمر الثالث لابد من عودة لغة الحوار بين الأستاذ والطالب.. وهذا أصبح شيئًا تفتقده جامعاتنا هذه الأيام ويعد من الأسباب الرئيسية التى ساعدت على تفشى العنف داخل الجامعات. إننى أريد أن أغلق الباب أمام الجماعة «إياها» التى تريد استغلال الجامعات فى إحداث البلبة والفوضى.. وأقول لهم «انتهى الدرس»!