أوصى مؤتمر العمل العربى فى دورته ال 41 التى استضافتها القاهرة الأسبوع الماضى بتوسيع التعاون العربى ودعم آفاقه اقتصاديا واجتماعيًا بما يساعد على تخفيض البطالة على مستوى الوطن العربى بعد أن تفاقمت معدلات البطالة بشكل حاد فى الدول التى شهدت التحولات الأخيرة وارتفع عدد العاطلين عن العمل من 17 و 18 مليونًا قبل 2011 إلى ما بين 19 و 20 مليونًا فى 2012، كما تفاقمت معدلات البطالة بسبب عدم الاستقرار السياسى والأمنى، وتعدد الاضرابات والاعتصامات والزيادات غير المدروسة للأجور مما أثر سلبًا على الاقتصاد. وأكدت توصيات المؤتمر على أهمية دفع التعاون العربى فيما يتعلق بالاستثمار والتجارة البينية وتسهيل تنقل حركة العمالة المنظمة مع وضع شروط مهنية محددة خدمة للمصالح المشتركة بين دول الإرسال ودول الاستقبال، مع أهمية وضع استراتيجية محددة لتخفيض معدلات البطالة إلى النصف، وتخفيض معدلات الفقر ووضع استراتيجية عربية للتدريب والتعليم التقنى والمهنى والتى اعتمدها منتدى الرياض عام 2010م وتتمثل هذه الاستراتيجية فى مواسم مشتركة ومواصفات مشتركة متفق عليها لرفع أداء منظومات التدريب والتعليم الفنى لدعم التشغيل والحد من البطالة. وأوصى المؤتمر بإنشاء شبكة عربية لمعلومات سوق العمل ومشروع الرصد العربى وتوطين الوظائف ومشروع مواءمة مخرجات التعليم والتدريب واحتياجات سوق العمل وتطوير المشروعات والمنشآت الصغيرة وتشجيعها والعمل الجاد على توفير حوالى 50 مليون فرصة عمل خلال فترة العقد العربى للتشغيل حتى عام 2020م لاستيعاب الداخلين لسوق العمل الجدد. وعلى مدار الأسبوع الماضى شارك فى فعاليات المؤتمر الذى تمثله أطراف العمل الثلاث (الحكومات_ أصحاب الأعمال_ العمال) فى الدول العربية 169من الوفود الحكومية و59 من أصحاب الأعمال أو 124 من ممثلى العمال بمشاركة خمسة عشر وزيرًا للعمل العربى و5 رؤساء وفود عربية ومنظمات المجتمع المدنى ومنظمة العمل الدولية. تعاون مشترك واتفق المشاركون على أن المنطقة العربية تتعرض لتحديات كبيرة من الإرهاب والتطرف خاصة بعد ثورات الربيع العربى وأن المنطقة العربية تمتلك الكثير من الإمكانيات الاقتصادية ما يمكنها من إقامة سوق عربية وتعاون اقتصادى مشترك بين دولها لخلق نموذج لتبادل المنفعة حيث إن منطقتنا العربية تمتلك مقومات من رءوس الأموال وإعداد الخام والعمالة المدربة بالإضافة إلى ما تتميز به المنطقة من تنوع مواردها الطبيعية فإن ثلاثية العمل فى الدول العربية بالفعل أكدت على أهمية توفير فرص العمل فى قطاعات إنتاجية وخدمية وتشجيع الاستثمارات العربية مع آليات جديدة لمواجهة كافة التحديات وأجمع رؤساء الوفود الثلاثة على أن قدرة بلادنا العربية فى التعامل بندية وكفاءة مع التحريات الإقليمية والدولية تتوقف على قدرات ومهارات وإنتاجية القوى البشرية لدينا كما تتوقف أيضًا على كفاءة الأنظمة السياسية والاقتصادية وأنه لن يتحقق ذلك بدون إرادة عربية قوية تدرك أهمية العمل العربى المشترك باعتباره أساس التقدم لشعوبنا العربية أو تدرك تمامًا أن العالم يتغير وأنه يجب أن نكون مستعدين للمنافسة فى مختلف المجالات ومن هنا لابد من التركيز على تنمية الموارد البشرية وتوفير المناخ الملائم والضمانات الكافية لإبقاء الكفاءات العربية والأموال العربية فى أوطانها أو العمل على استعادة الخبرات الفنية والمهنية وكذلك الأموال العربية المهاجرة. دور مصر القيادى وخلال أعمال المؤتمر الذى عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وفى مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى عددًا من وزراء وقيادات العمل والشئون الاجتماعية بالدول العربية المشاركة فى الدورة ال 41 لمؤتمر العمل العربى بحضور د. ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة ورئيس المؤتمر وأحمد نعمان مدير عام منظمة العمل العربية وفى أثناء اللقاء تم استعراض الموقف فى سوق العمل العربية واحتياجاتها وأوضاع العمالة العربية مع التأكيد على أهمية إيجاد فرص العمل للشباب وتحقيق معدلات نمو وتنمية متسارعة تتناسب مع النمو السكانى المتزايد فى العالم العربى وقد تناول اللقاء أيضًا التأكيد على أهمية التدريب للعمالة العربية لرفع كفاءتها التنافسية والحرص على تأهيل العمالة فنيًا وثقافيًا لتتلاءم مع سوق العمل المستقبلية للعمالة الوافدة إليها كما تم بحث أهمية الاستقرار السياسى وتحسين بيئة العمل. وناقش المشاركون فى المؤتمر مع الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية دور مصر القيادى على المستوى العربى وضرورة مواجهة التحديات التى تواجه الوطن العربى وكيفية مواجهة هذه الظواهر الإرهابية والمتطرفة وإمكانية تحويل الطاقات المهدرة للشباب العربى إلى طاقة منتجة بالاهتمام بالبعد التنموى بجانب البعد الأمنى. من جانبه أكد المدير العام لمنظمة العمل العربية على أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات التى تشهدها المنطقة على المستويين السياسى والأمنى وأن ارتفاع نسبة البطالة فى بعض الدول العربية التى تشهد بعض الاضطرابات تتناقص فيها فرص العمل وأشار إلى أن نسبة البطالة فى العالم العربى بلغت 17% بوجه عام بينما تسجل نسبة 28% بين الشباب وترتفع بين السيدات لتصل إلى 54% وأن احتياجات العالم العربى للعمل سنويًا يجب أن يكون حوالى خمسة ملايين فرص عمل وأن الوصول إلى هذه النسبة يقتضى النهوض بمعدلات النمو الاقتصادى ليصل إلى 7% سنويًا كحد أدنى وقد استعرض أحمد نعمان التقرير السنوى لمنظمة العمل العربية تحت عنوان (التعاون العربى وآفاقه لدعم التشغيل). مواجهة الإرهاب فيما أشار رجب معتوق رئيس الاتحاد الدولى لنقابات العمال العربى بمصر دور الحكومات العربية بتوحيد الجهود من أجل مواجهة الإرهاب الأسود وتوظيف مقدرات الوطن من أجل توفير العمل الكريم لأبنائه وأكد معتوق على أهمية التعاون فى مجال التشغيل لتوفير فرص عمل للشباب العربى وتيسير تنقل الأيدى العاملة بين الأفكار العربية. فيما أكدت د. ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة ورئيس مؤتمر العمل العربى على ضرورة مواجهة التحديات التى تقابل القوى العاملة فى الوطن العربى وأهمها قضايا البطالة والتدريب المهنى والتمويل وضرورة التدريب على المهن التى يتطلبها سوق العمل فى الدول الطالبة للعمالة المصرية كما أكدت بأن العمالة المصرية تتميز بالمهارة الفائقة داخليًا وخارجيًا وأن المرحلة القادمة تتطلب تضافر كافة المؤسسات خاصة التعليمية والصناعية من أجل تخريج عمالة جيدة مؤهلة علميًا وعمليًا حتى يتأهل لسوق العمل وفرص عمل لائقة.