إشراف: بهاء زيتون شارك فى الملف: مهنى أنور - رمضان أبو إسماعيل منال سليم - شيماء مكاوى - مى هارون دعاء عبد العزيز - سارة الجمل - سيد عبد الرازق كاريكاتير: أحمد طنطاوى من الثابت علميًا أن التحاق الأطفال بمرحلة رياض الأطفال تساعد وتفيد بدرجة كبيرة فى جوانب نموهم النفسية والجسمية والعقلية والحركية والإدراكية واللغوية كما تساهم أيضًا فى تطوير قدراتهم وميولهم وبالتالى تحقيق توافقهم الشخصى والاجتماعى.يقول الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الطفولة بجامعة عين شمس إن مرحلة رياض الأطفال هى مرحلة و(الطفولة المبكرة) وهى المرحلة النهائية التى تتحدد فيها أسس شخصية الطفل، وملامحها لذلك فإن أى خبرات معينة فى هذه المرحلة الباكرة من حياة الطفل يمكن أن تترك بصماتها وآثارها الإيجابية أو السلبية على أحواله وسلوكه وتصرفاته وشخصيته ليس فى هذه المرحلة فقط وإنما تمتد هذه الآثار طوال فترة حياته. لذلك يجب أن نضع فى اعتبارنا أن ذهاب الأطفال إلى الروضة يمثل حد ذاته أزمة ثالثة فالأزمة النفسية الأولى وهى (أزمة وصدمة الميلاد) والتى تعقب إنفصال الجنين عن رحم الأم الذى كان يعيش داخله ويلبى له جميع مطالبه واحتياجاته الفيسولوجية بصورة مثالية ودقيقة حيث يفاجأ ويصدم عقب الولادة بمواجهة عالم آخر جديد مختلف تمامًا عن الذى عايشه وتمتع وتنعم به لمدة تسعة أشهر فى بطن أمه، أما الأزمة أو الصدمة الثانية التى يمر بها الأطفال هى (أزمة الفطام) وهى أن الطفل بعد أن كان يعتمد فى غذائه على ثدى أمه واحتضانها له وحنوها عليه أثناء عملية الرضاعة فإنه ولقله وعيه وفهمه وإدراكه فى مرحلة الرضاعة غالبا ما يرتبط بداخله منع الرضاعة بمنع الحب والعطف والحنان والاهتمام. وإذا نظرنا إلى (الصدمة الثالثة) التى يواجهها الأطفال أثناء فترة حياتهم النهائية فهى صدمة أو (أزمة الفطام النفسى) والانفصال عن الأسرة والذهاب إلى الروضة حيث أن الروضة تمثل لمعظم الأطفال فى هذه السن المبكرة من عمرهم مكانًا جديدًا غريبًا وشديد الاتساع إذا ما قورن بييئة المنزل لم يألفه من قبل يتعامل بداخله مع أشخاص كثيرين غرباء بالنسبة له لا يعرفهم وهنا يدرك الطفل ويستشعر مدى النقلة الكبيرة فى حياته لأنه أثناء وجوده داخل الأسرة كان الجميع من الأب والأم والأخوة يهتمون به وبخدمته وبتلبية كل مطالبه واحتياجاته دون أن يطلبها غير أنه عندما يذهب للروضة ولأول مرة فإن الأمر يكون مختلفًا تمامًا حيث يقبل الأطفال على بيئة جديدة تحكمها النظم والقواعد والضوابط المختلفة فهناك نظام الفصل والحصة والكتب وبعض الواجبات المدرسية والانضباط والالتزام بالمواعيد والتعامل الاجتماعى مع المشرفة والأقران وهو نظام يختلف عن تصرفات من قبل أحد الوالدين أو كليهما أوكل أفراد الأسرة إذا أن بعض أولياء الأمور وبحكم عاطفتهم وحبهم الشديد والمبالغ فيه للطفل يريدون دائمًا رؤية طفلهم أمام أعينهم فى كل وقت وفى كل مكان بل إن البعض من أولياء الأمور نجدهم فى حالة (شبه هستيريه) أو حالة من الفزع والرعب والقلق والتوتر والخوف حتى أنهم لايتصورون أو يتخيلون ما لايكون طفلهم وسط أحضانهم وهو مايطلق عليه فى علم النفس (الرعاية أو الحماية الزائدة فى التربية) وبناء على تلك المشاعر والأحاسيس غير العادية يحيطيون أطفالهم بكم هائل من الأوامر والنواهى والتنبيهات من كل المحيطين بهم أو الذين سيتعاملون معهم داخل هذا المجتمع الجديد (الروضة). والخطورة هنا فى مثل هذه الأحوال فى أن الطفل بطبيعته يحتاج دائمًا إلى الشعور بالأمن والأمان والطمأنينة ونظر لأن انتقاله من (حضن أسرته) إلى مجتمع آخر جديد غامض بالنسبة له وغريب فإن ذلك يؤذيه ويزعجة ويؤثر ذلك فى أن أى طفل يحتاج لبعض الوقت حتى يستطيع أن يقيم علاقة اجتماعية تفاعلية ناجحة مغ المشرفة أو المعلمة التى توازى أو تقارب بالنسبة له شخصية أمه فضلا عن إقامة علاقات اجتماعية أخرى مع زملائه داخل الفصل قد تشعر الطفل بالخوف منهم أو الابتعاد عنهم أو بعدم القدرة على التفاهم أو التواصل معهم مايعنى أنه فى هذه الحالة يفقد الإحساس بالأمان وتضطرب نسبية مما ينعكس سلبًا على سلوكه وتصرفاته قد يعان من مشكلات مثل «التأتاه» أو التلعثم فى الكلام أو التبول اللاإرادى. أو فقدان الشهية للطعام أو الشعور بالصداع أو يصاب بالسخونة أو قد يدخل فى حلات من البكاء الشديد أو الصراخ بدون سبب معين، لذلك يجب أن يكون خوف الوالدين على أطفالهم فى الحدود المعقولة وبذلك يجعل الطفل فى حالة من الطمأنينة وينعم بمستقبل كله آمال وطموحات.