لعن الله العوز والحاجة ومد اليد.. أسر كثيرة تنام ليلا بدون طعام.. أو يقتصر عشاؤها على رغيف حاف.. ومع ذلك فهى سعيدة.. مسرورة قانعة بما رزقها الله ويكفيها حمد الله وشكره.. ولا طلب لها إلا الستر والصحة.. ولكن قد تتعرض هذه الأسر إلى إعصار يهدد حياتها ويعصف بسفينة الحياة.. ويدير دفتها نحو الهلاك.. وهذا دائمًا ما لا تضعه الأسرة فى حسبانها.. هذا الرجل الذى تجاوز الخامسة والستين من عمره عاش حياته حامدا ربه على ما أعطاه ويعطيه.. منذ شبابه الأول أى منذ أربعين سنة وهو يخرج من بيته الصغير المبنى من الطوب اللبن مع أول ضوء للفجر ليبدأ حياته ويومه الطويل الحافل بالعمل والمشاق فى سبيل الحصول على لقمة العيش له ولزوجته وشريكة كفاحه.. إنه عامل زراعى على باب الله يقوم بالعمل كأجير يساعد من يحتاج إلى مساعدة من أصحاب الأراضى الزراعية مقابل جنيهات قليلة تساعده على المعيشة.. لم يحسب للأيام القادمة أى حساب.. وحتى لو حاول أن يحسب فماذا تفعل هذه الجنيهات القليلة.. ورغم الفقر والعوز والحاجة والرزق الضيق.. فإنه كان يتمنى أن يرزقه الله بالخلف الصالح.. ولكن إرادة الله -الذى لا راد لها- تجعله يعيش دون أن ينجب حاول هو وزوجته المستحيل.. ولكن يد الله هى العليا.. سنوات وسنوات وهو يجرى وزوجته معه من أجل الأولاد ولكن لم يحدث وفى النهاية استسلم للواقع ولإرادة الله عز وجل وظل يدعو الله أن يبارك له فى زوجته التى عاشت معه على الحلوة والمرة.. وفى خلال هذه الرحلة الطويلة سقط فريسة للمرض لم يتخيل أن يكون مرضًا مزمنًا.. فقد أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة.. وقىء دموى ذهب إلى المستشفى خضع للفحص وأخبره الأطباء أول الأمر بأنه مصاب بالبلهارسيا بسبب عمله بالزراعة وسرعان ما تفاقمت حالته فبدأت بطنه فى الانتفاخ ووجهه يميل إلى الزرقة ويصاب بالوهن والكسل وعدم استطاعته العمل أو حتى أن يقوم من فرشته.. ذهب للمستشفى مرة ثانية وثالثة فى النهاية أكد الأطباء أنه يعانى من تضخم بالكبد والطحال بسبب البلهارسيا مع استسقاء بالبطن ويحتاج إلى علاج دائم وبذل للمياه الموجودة بالبطن من آن إلى آخر وهكذا أصبح غير قادر على العمل أو الوقوف على قدميه.. ولأن الزوجة صبورة وحنونة وتعودت على مساعدته والوقوف بجانبه منذ سنوات شبابها لم تتخل عنه فهى تربى الطيور وتخرج للسوق كل أسبوع لبيعها ومساعدة الزوج على تحمل مصاعب الحياة.. ولكن وآه من لكن هذه المرة فقد ظهر على الزوجة أعراض عدم الاتزان والسقوط على الأرض فجاءة.. أول الأمر كان أغلب الظن كما يقول الزوج أنها تحتاج إلى تغذية فهى تبذل مجهودًا كبيرًا بين العمل بالمنزل والسوق ومساعدتها لنساء القرية ولكن ظلت الأعراض بل زادت عليها عدم استطاعتها الرؤية بسهولة ولم يكن هناك مفر من الذهاب للمستشفى التى كانت ترفض الذهاب إليها خوفا من المصاريف.. وكانت رحلة طويلة من فحوصات وتحاليل وأشعة رنين مغناطيسى كل هذا والزوج يستدين حتى يعالج الزوجة وفى النهاية ظهر المستور فالزوجة مصابة بمياه على المخ وتحتاج إلى جراحة سريعة لتركيب صمام بالمخ وتم إجراء الجراحة على نفقة الدولة لكن أكد الأطباء حاجتها إلى إجراء جراحة أخرى لترقيع وإصلاح قاع الجمجمة وبالفعل تم ما طلبه الأطباء وهى الآن تحت العلاج.. يبكى الزوج ويقول نحن فى أشد الحاجة إلى المساعدة ونعيش ظروفًا صعبة للغاية وليس لنا أولاد ليساعدونا ويقفوا بجوارنا والمرض هد الحيل وكل دخلنا 450 جنيهًا معاش ضمان وهذه الجنيهات لا تكفى العيش الحاف.. فهل نجد من يساعدنا وصفحة مواقف إنسانية تناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة الرجل وزوجته على مواجهة ظروف الحياة والمرض.. من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.