لا شك أن استقالة الأخضر الإبراهيمى من منصبه كمبعوث دولى فى سوريا تعبر عن تدهور الأزمة السورية من سيئ إلى أسوأ حيث تشهد الفترة الحالية تصعيدا سياسيًا من الخارج وعسكريًا فى الداخل. حيث أكد الشيخ معاذ الخطيب - الرئيس السابق للائتلاف الوطنى للمعارضة السورية - أن الحرب السورية ستستمر إلى أن تحقق أهدافها فى تحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية ومحاسبة النظام السورى عن الجرائم التى ارتكبها فى حق الإنسانية والتى لن يتغاضى عنها التاريخ. ورفض المعارض السورى التدخل الخارجى فى الأزمة السورية ووضع سوريا تحت البند السابع فى مجلس الأمن لتفادى يفتح الباب على مصراعية أمام التدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا الذى يضعها فى إطار الاحتلال. معتبرا أنه يمثل خطرا كبيرا على أمن وسيادة البلاد. ويرى أن أى تدخل خارجى ستكون نتائجه كارثية إما لتقسيم سوريا أو لدعم نظام بشار الأسد وأعوانة واستمرار نزيف الدم السورى وفى كلا الحالتين لن تحل الأزمة السورية وبالتالى فإن سوريا أمام خيارين كلاهما ضد مصلحة الشعب السورى. مشددًا على ضرورة إحياء الدور العربى بشكل أكبر لدعم القضية السورية التى ستؤثر سلبا على الأمن القومى العربى. وأضاف الخطيب أنه رغم توحش نظام بشار الأسد واستبداده ليس أمامنا غير العودة لطاولة الحوار مع النظام السورى بعيدا عن الاستراتيجيات الغربية إذ إن الجانبين الروسى والأمريكى لديهما رؤية لتقسيم سوريا وأعتقد أنه لا النظام ولا المعارضة يرغبون فى رؤية بلادهم مجزأة. على الجانب الأخر استنكر د. تيسير النجار – المعارض السورى – لتصريحات معاذ الخطيب خلال لقائه مع د. نبيل فهمى وزير الخارجية فيما يتعلق بضرورة العودة للحوار مع النظام السورى بالرغم من بطش واستبداد النظام وذلك لتشكيل حكومة إنقاذ يتولى أحدهم رئاستها بعد فوز الأسد فى الانتخابات الرئاسية. ويرى أن الوضع فى سوريا يتدهور من سيئ إلى أسوأ خاصة بعد استقالة مندوب الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي، فضلا عن الزيارة الفاشلة لوفد الائتلاف إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لبحث الأزمة السورية ورفض أمريكا لتسليح المعارضة لمواجهة بطش النظام السورى. وأضاف أنه ليس هناك من هو مهتم حاليا بالبحث عن خليفة للإبراهيمى ولم يتم بحث المسألة فى جلسة مجلس الأمن الدولى المغلقة التى ناقش فيها تقرير الإبراهيمى واستقالته قبل انعقادها مباشرة.موضحا أن الحرب السورية اكبر من الإبراهيمى و من أى شخص آخر وبالتالى استقالته كانت متوقعة خاصة أن الإبراهيمى لا يملك عصا سحرية لحل الأزمة لا سيما أن الوضع السورى شديد التعقيد بل ويزداد تعقيدا يوما بعد يوم. ومن جانبه اكد هيثم المالح – عضو الائتلاف الوطنى للمعارضة السورية سابقا- أن الخاسر الوحيد فى استمرار الحرب السورية هو الشعب السورى الذى يرتكب فى حقة أبشع الجرائم من قبل النظام السورى الذى لم يتهاون فى ارتكاب أى جريمة بهدف الاستمرار فى الحكم حتى لو كان الضحية هو الشعب السورى.