دعت الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس السوري بشار الأسد السماح بانطلاق المحادثات السياسية مع المعارضة، فيما أعلنت فرنسا مواصلة دعمها لجهود كل من المبعوث العربي والدولي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي للتوصل لإيجاد حل سياسي للأزمة ، وقائد الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب في اقتراحه بفتح حوار مع النظام في دمشق. فقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن النظام السوري يتعرض لضغط كبير ويحارب على جبهات متعددة، وأضافت أنه يبدو أن المعارضة السورية حققت تقدماً كبيراً هذا الأسبوع، فقد سيطرت على مطارات "في حين يرد النظام بالقصف الجوي ولا يضرب المدنيين وحسب، بل ضرب بعض قواته مما يعكس يأسه".
وسئلت إن كان لدى واشنطن انطباع بأن أيام الأسد باتت معدودة ومن الممكن أن يسقط النظام السوري في أي وقت، فأجابت بأن الأمر صعب جداً ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بشيء بشأنه.
وأضافت أنه إذا كان الأسد يهتم فعلاً بما هو الأفضل لبلاده، وإذا كان يهتم بما هو الأفضل لمن هم في جانبه، فعليه أن يسمح ببدء المفاوضات السياسية.
وشددت على أن أمريكا تنتظر لترى كيف تتطور الأمور، "وما نسعى وراءه الآن هو استمرار تقوية ائتلاف المعارضة السوري لجهة ارتباطه المباشر باللاعبين السياسيين والمجتمعات المحررة داخل سوريا، ومعاً يمكنهم المضي بالعملية الانتقالية قدماً".
في هذة الاثناء ، أعلنت فرنسا اليوم مواصلة دعمها لجهود كل من مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك لحل الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي للتوصل لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وقائد الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب في اقتراحه بفتح حوار مع النظام في دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو والذي أشار الى مناقشة الأزمة السورية الاثنين المقبل في بروكسل في لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، "أود أن أذكر بأننا ندعم جهود الأخضر الإبراهيمي واقتراح معاذ الخطيب والشروط التي وضعت لذلك".
وبين أن "شكل المحادثات أقل أهمية من محتواها، كما لا بد من التوصل إلى صيغة سياسية لإنهاء الأزمة" في سوريا.
وبسؤاله عن إمكانية مشاركة ايران في محادثات التوصل لحل للأزمة السورية، قال لاليو: "ان ايران مرحب بها للمساعدة في المساهمة في الاستقرار وجهود المجتمع الدولي في إيجاد السلام، ولكن ينبغي أن يشمل هذا تقديم طهران دليلا على حسن نيتها تجاه عدد من المواضيع من بينها برنامجها النووي ووضع حقوق الإنسان فيها ودورها في سوريا"، مضيفاً: ان بلاده "اعترضت سابقا على تولي ايران أي دور مباشر في المحادثات حول سوريا من دون أن تمتثل طهران أولا لالتزاماتها الدولية".
وشدد المسؤول الفرنسي أيضا على "ضرورة أن يستجيب النظام السوري الآن لعرض الخطيب للحوار وتلبية شروطه"، مؤكدا موقف بلاده بأنه "لا بد أن يطرح بشار الأسد من المشاركة في حل للأزمة.. وأنا أتفهم تصور الائتلاف الوطني السوري ومعظم الشركاء الدوليين للائتلاف للحوار مع الأشخاص الذين لطخت أيديهم بالدماء والمذنبين بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية".
ولفت لاليو الى أن "الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال اجتماع بروكسل الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة لسوريا".
مستعد للتفاوض
وكان الائتلاف الوطني السوري المعارض أعلن امس الجمعة انه مستعد للتفاوض مع أي من أعضاء الحكومة السورية غير المتورطين بالاحداث على موضوع رحيل الرئيس بشار الاسد، مؤكدا ان اي حل سياسي للازمة لا يمكن ان يشمل الاسد واركان نظامه.
وقال الائتلاف في بيان صدر غداة اجتماع عقدته الهيئة السياسية للائتلاف في القاهرة، بعد تصريحات لرئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب ابدى فيها استعدادا مشروطا للحوار مع ممثلين للنظام "ان بشار الأسد والقيادة الأمنية - العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية وليسوا جزءا من أي حل سياسي في سورية، ولابد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائم".
واضاف البيان ان "الحل السياسي ومستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري والذين لا يمكن ان يكون بشار الأسد وأركان نظامه ممثلين لهم".
وطلب الائتلاف من اعضاء مجلس الامن لا سيما روسياوالولاياتالمتحدة، ان "تؤمن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة، وان تتبنى الاتفاق الذي يمكن ان ينتج عنها عبر قرار ملزم في مجلس الامن الدولي".
وشدد على ان "باب الحل السياسي الذي يضمن حقن الدماء والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوة".
وكان الخطيب ابدى في نهاية يناير/كانون الثاني استعداده للجلوس مع ممثلين للنظام شرط الا تكون ايديهم "ملطخة بالدماء"، وذلك للتحاور على "رحيل النظام".