الكاتب الساخر والصديق الراحل جلال عامر كان يسخر من الفضائيات وبرامج «التوك شو» ويقول إن الضيوف موجودون فى مخزن أو سرداب أو جراج تحت مدينة الإنتاج الإعلامى ويتم توزيعهم بالتساوى وبالدور على الفضائيات هذا خبير أمنى.. هذا خبير استراتيجى.. هذا رئيس حزب.. هذا ناشط سياسى.. هذا ناشط بيئى.. هذا ناشط جنسى.. وبالتالى تصبح هذه الوجوه بنظرية الإلحاح نجومًا.. ولأننا فى مرحلة جديدة نريد بناء الوطن ومنظومة الإعلام على رأس هذه الأولويات فى البناء لتحقيق التنمية للوطن.. ولأن الإعلام الليلى فى مصر سبوبة كبيرة يملك مفاتيحها أشخاص لا يتعدون 20 شخصًا فى مصر ولا يسمحون بوجوه جديدة من الشباب أو النخب الجديدة.. وتكون الإثارة والتشويق بعيدين عن الهدف الإعلامى التنويرى.. على العموم لابد أن نعترف أن برامج التوك شو ساهمت فى إزاحة حكم الإخوان المهم أن سبوبة الإعلام الليلى فى مصر بدأت تفقد بريقها رغم ترابط المصالح بين أصحاب القنوات ورجال الإعلام وأصحاب شركات الدعاية وللأسف أصبح المشاهد يعلق على نجوم الإعلامى الليلى بأمثال شعبية فى الصميم تعبر عن جهل القائمين على الإعلام الليلى مثل «اللى مايعرفش يقول عدس».. «كله عند العرب صابون».. ويصف المشاهد نفاق هؤلاء «صاحب بالين كداب وصاحب ثلاثة منافق» فمذيع الفضائيات يعمل صحفيًا صباحًا وفى الظهر رجل أعمال والعصر ممثل وبالليل فى «التوك شو».. ولأن الإعلام الليلى أصبح ظاهرة وله مريدون ومن يتكسبون منه.. وبالتالى أصبح لوبى مؤثر على القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى ودائمًا يكون لخدمة رجال أعمال ومال وسماسرة من كل فئات من كل فئات البيزنس.. لذلك نطالب الحكومة بالإسراع بتصحيح خارطة الطريق فى مجال الإعلام الفضائى.. حتى يتوافق مع مرحلة البناء والتنمية والدولة الجديدة.. وإذا كنا فى شهر رمضان قد انفجرت فى وجهنا «ماسورة مسلسلات» من كل شكل ونوع.. فنحن كمشاهدين نعتبرها استراحة محارب قد فاض به الكيل من الإعلام الليلى الذى سبب شوشرة واكتئابًَا للمشاهدين.. وعلى أصحاب القنوات الفضائية أن يراجعوا أنفسهم.. على المشاهد أن يتمسك بأن الصبر مفتاح الفرج وكل شىء دواه الصبر.. لكن قلة الصبر ملهاش دواء.. والصبر جميل..