دراما تجرح الصيام !

لم تقتصر التجاوزات الدرامية فى مسلسلات رمضان هذا العام على المشاهد الخادشة للحياء والألفاظ الجارحة للمشاعر، والإيحاءات المبتذلة التى تتعارض مع حرمة الشهر الكريم، ولكنها امتدت لتصل إلى السخرية من الدين والتجرؤ على العقيدة.
ففى مسلسل «السبع وصايا» ، بطولة رانيا يوسف وسون بدر، تقوم الأخوات بالوضوء والصلاة قبل الشروع فى قتل والدهن، ورغم أن المسلسل يقدم نوعاً جديداً من الدراما استحوذ بالفعل على اهتمام كثير من المشاهدين إلا أن مؤلفه تجاوز كل الخطوط الحمراء فى التعامل مع الثوابت الدينية. ونفس الملاحظة تنطبق على مسلسل «فيفا أطاطا» للكوميديان محمد سعد الذى يسخر من شخصيات صحابية ويقدم تعذيب كبار قريش للمسلمين الذين آمنوا بدعوة الرسول محمد بطريقة تهكمية تتجاوز غرض الإضحاك إلى حد السخرية والعبث والاستهانة بالتاريخ الإسلامى وسيرة الرسول الكريم.
ولم تخل معظم المسلسلات من هذه النوعية من المشاهد، كالمشهد الذى يتحرش فيه رجل بإحدى المحجبات فى إحدى وسائل المواصلات فى مسلسل «سجن النساء»، وفى الخلفية صوت تلاوة للقرآن الكريم، وهى ظاهرة خطيرة تعكس اتجاه سلبى للسخرية ليس فقط من المتاجرين بالدين ولكن بالعقيدة ذاتها، وبدأ مع صعود جماعة الإخوان إلى الحكم وتولى المعزول محمد مرسى للسلطة ، ووصل إلى درجة انتشار الصفحات المخصصة للطعن فى العقائد والدعوة إلى الإلحاد على مواقع التواصل الاجتماعي.
والحقيقة المؤسفة أن الأعمال الدرامية هذا العام خلعت برقع الحياء وتجاوزت كل الخطوط الحمراء، وفاقت السينما التجارية فى الابتذال، ودخل معظم صناع الدراما فى سباق حول من يتجاوز الآخر فى كم الإيحاءات المبتذلة والألفاظ الخادشة للحياء ومشاهد الرقص و «الخناقات».
كما شهدت دراما رمضان كماً غير مسبوق من المشاهد الجريئة والملابس الساخنة التى ظهرت بها عدد من نجمات التليفزيون هذا العام، ومسلسلات قليلة للغاية هى التى نجت ونأت بنفسها عن الرقصات المبتذلة ومشاهد الكباريهات وتعاطى الخمور والمخدرات، فضلاً عن الكم الهائل من الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية الواضحة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، لكنه وصل إلى درجة تناول قضايا كانت من التابوهات والمحرمات الدرامية ليس فقط فى التليفزيون، ولكن أيضاً فى السينما التى لم تكن تجرؤ على تناول قضايا مثل الخيانة الزوجية وزنا المحارم، بكل تلك البشاعة والوضوح والصراحة والتعبير الفج المباشر.
ولو كنت مكان القائمين على الرقابة فى التليفزيون، لقمت على الفور بحذف المشاهد والألفاظ التى لا تتناسب مع حرمة وقدسية الشهر الفضيل، فحرية التعبير والإبداع لا تعنى على الإطلاق أن نتخلى عن مبادئنا ونصدم المشاهدين فى البيوت بكل هذا الكم من البذاءة .