بعد أن أصبح عاليها واطيها.. وبعد أن نامت القوالب.. والأنصاص قامت.. وبعد أن تحول لحال آخر.. بعد أن كان الستر والصحة والعافية هو ما يطلبة المواطن.. أصبح ما يسد رمقه من جوع.. بعد أن زادت الفوارق الطبقية بشكل بشع.. بعد أن أصبح سكان القصور.. لا يعلمون شيئا عن سكان القبور.. بعد 25 يناير أصبحت الطبقة الوسطى والفقيرة فى حالة يرثى لها وظهرت طبقة من أثرياء الفوضى.. وهم من كونوا الثروات من الممنوعات والمخدرات والتهريب من سلاح وآثار وبناء مخالف لو تم حصره وتوقيع العقوبة المالية على المخالفين بطول مصر وعرضها ما احتجنا لفرض ضرائب أو رسوم.. ففى محافظة الإسكندرية 26 ألف بناء مخالف فقط.. والدولة اليوم وهى تضع النقط على الحروف وتصحح الأوضاع المايلة.. ولأن مصر لا يوجد بها رجال أعمال ولكن رجال مال.. من جمع المال بأى وسيلة.. لذلك لا يعرفون المسئولية الاجتماعية عليهم.. وعلى الدولة وهى ترتب الأوضاع أن تسألهم السؤال الذى يسأله المواطن البسيط التجارة تستر ولكن لا تغنى الغنى الفاحش أو المتوحش.. فعليهم أن يقفوا مع وطنهم.. والسؤال الأهم كيف تكونت المليارات فى وقت قياسى.. السؤال من أين لك هذا.. وللعلم أول من نادى بمبدأ من أين لك هذا.. المعمول به فى العالم حتى اليوم.. هو ذلك الصحابى الجليل أبوذر الغفارى.. فى واقعة شهيرة خاطب فيها معاوية بن أبى سفيان وكان واليا على دمشق فى عهد سيدنا عثمان بن عفان - ثالث الخلفاء الراشدين فقد رأى أبوذر الغفارى معاوية يبنى قصرا منيفا وسأله من أين لك هذا.. واسترسل يقول: إن كان من مال المسلمين فهو الخيانة.. وإن كان من خاص مالك يا معاوية فهو الإسراف.. وقانون من أين لك هذا أو الكسب غير المشروع كان له وجود فى النظام الملكى تحت شعار رفع أيامها «التطهير قبل التحرير».. أما استنطاع أصحاب المليارات ورجال المال وعدم الوفاء بحق وطنهم.. على الدولة أن تسألهم من أين لك هذا.. رحم الله أبوذر الغفارى!!