السؤال عن الشهادات الدراسية التى تحملها نجمات السينما المصرية.. قفز إلى ذهنى فجأة وأنا أستعد للكتابة عن لبنى عبد العزيز. لبنى عبد العزيز أحمل لها فى داخلى تقديرا خاصا جدا ومبعث هذا التقدير المعلومات التى عرفتها من دراستى لتاريخها الفنى وسيرتها الشخصية وأيضا من موضوعات أفلامها التى كانت تختارها بعناية ومن الشخصيات التى قدمتها فى هذه الأفلام تصور فيها حالات من حياة بنات جيلها فى مصر. لبنى من جيل من النجمات اللاتى عرفتهن السينما فى وقت كانت فيه الحياة العامة فى مصر تشهد مداً ثقافيا وحراكا فكريا.. هؤلاء النجمات كن وكانت السينما فى زمانهن جزءا منه. لكنها بمفردها (لبنى عبد العزيز) دون بنات جيلها والأجيال التى سبقتها أو تلتها تستحق عن جدارة وصفها ب (النجمة المثقفة)! من هذا الوصف خرج سؤالى عن الشهادات الدراسية التى تحملها نجمات السينما فى مصر وقد رأيت أن تكون الإجابة عنه هى مقدمة سطورى عن لبنى عبد العزيز. نادية لطفى ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت يحملن شهادات متوسطة (نادية لطفى ومريم فخر الدين) درستا فى المدرسة الألمانية بمصر وحصلتا على الدبلوم (يعادل البكالوريا فى المدارس المصرية وقتها)، سميرة أحمد ونعيمة عاكف وسعاد حسنى لم يكملن تعليمهن الأولى بسبب ظروف أسرية خاصة وللدقة (لعدم السعة المالية التى تمنحهن الفرصة لاستكمال التعليم فى المدارس).. سعاد حسنى بعد انفصال أمها عن أبيها عاشت مع أمها وزوج أمها فى حى بولاق أبو العلا بالقاهرة وتعلمت سعاد فك الخط فقط على يد زوج أمها الذى كان يعمل مفتشا فى التربية والتعليم.. نعيمة عاكف بعد انفصال أمها عن أبيها سكنت الأم ومعها نعيمة فى بيت متواضع فى شارع محمد على. ولظروف الاحتياج للمال عملت نعيمة عاكف فى كازينو الكيت كات ومنه عرفت طريق النجومية، أما سميرة أحمد فقد حرمتها الظروف التى عانت منها أسرتها بعد إصابة الأب بالعمى من استكمال الدراسة التى كانت متفوقة فيها. حيث كانت سميرة تحلم أن تعمل مدرسة مثل مدرستها التى كانت تحبها بشدة فى المدرسة (أبلة نبوية). ... مى عز الدين تحمل ليسانس آداب فى تخصص علم الاجتماع نالته من جامعة الإسكندرية. ... منى زكى بكالوريوس إعلام تخصص علاقات عامة وإعلان من كلية الإعلام جامعة القاهرة. ليلى علوى بكالوريوس إدارة أعمال «معالى زايد» خريجة كلية التربية الفنية بالزمالك ودرست بالمعهد العالى للسينما «سماح أنور» خريجة كلية آداب قسم فرنساوى. ... إلهام شاهين تحمل بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج وكذلك سوسن بدر. .. أما عن لبنى لبنى عبد العزيز درست فى مراحل التعليم الأولى فى مدرسة سانت مارى للبنات ثم التحقت بالجامعة الأمريكية ونالت درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا فى أمريكا. (لبنى حاصلة على ماجستير فى التمثيل).. وعن مشوار لبنى مع الفن. تقول المعلومات التى توفرت لنا.. البداية كانت مبكرة جدا حيث اختارها مدير البرنامج الأوروبى فى الاذاعة وكان صديق عائلتها للعمل فى برنامج ركن الأطفال فى البرنامج الأوروبى.. عمر لبنى كان وقتها التاسعة. فى هذا البرنامج لمعت لبنى عبد العزيز التى ظلت تقدمه بدون أجر حتى وصل عمرها إلى 14 سنة... فى هذا العمر كانت لبنى قد نالت ثقة المسئولين فى الاذاعة لتولى تقديم البرنامج. (ركن الأطفال).. الذى أهل لبنى عبد العزيز لذلك كان اجادتها للغة العربية وكذلك للانجليزبة والفرنسية فى سن ال 16 تولت لبنى إعداد وتقديم البرنامج وإخراجه. لبنى عبد العزيز التلميذة فى الجامعة الأمريكية كتب عنها يوسف ادريس وكتب عنها الكاتب رشاد رشدى كممثلة فى فريق تمثيل الجامعة عن دورها فى مسرحية لتشيكوف كانت هى مسرحية (الشقيقات الثلاث). لكن لبنى دخلت إلى الوسط الفنى فى مصر من باب الصحافة، حيث كانت تعمل محررة فى قسم الفن فى جريدة الأهرام.. العلاقة بين لبنى وجريدة الأهرام والعمل بالصحافة بدأ تحين كانت لبنى فى المنحة بكاليفورنيا تدرس التمثيل وأرسلت عدة موضوعات صحفية كتبتها خصيصًا إلى جريدة الأهرام عن (الحياة فى أستديوهات هوليوود)، ومن تحقيق صحفى كانت تعده وقت أن كانت تعمل محررة فى الأهرام قابلت فى استديو الأهرام المنتج مكتشف النجوم والنجمات فى زمانه رمسيس نجيب ومعه المخرج صلاح أبو سيف (ابن مدرسة استديو مصر). صحيح لبنى رفضت العرض الذى قدماه لها للعمل بالسينما فى البداية خوفا من رفض والدها للفكرة. (حيث سبق وتلقت جزاء نجاحها فى التمثيل فى فرقة الجامعة الأمريكية صفعة على خدها تورم لها من خالها). وصحيح رمسيس نجيب وصلاح أبوسيف هما أيضا رفضا الاستسلام لرفضها وتمسكا بالذهاب إلى والدها لإقناعه وبالفعل وصلا معه إلى قرار كان مفاده أنه (الوالد) (مالوش دخل بالموضوع ول لبنى حق القرار بمفردها). ولكن ضاعت فرصة عمل لبنى مع رمسيس بسبب أنها استغرقت وقتا أطوال فى التفكير قبل اتخاذها القرار فى أثناء ذلك الوقت تلقت العرض بالعمل مع عبد الحليم حافظ فى فيلم «الوسادة الخالية». أجر لبنى عن بطولة فيلم الوسادة الخالية كان مائة جنيه فقط. قدمت لبنى للسينما بعد الوسادة الخالية 17 فيلما كان آخرها فيلم «إضراب الشحاتين» بعد هذا الفيلم هاجرت لبنى عبد العزيز إلى أمريكا فى صحبة زوجها الطبيب إسماعيل برادة وظلت فى أمريكا 33 سنة. فى عام 98 عادت للقاهرة وللوسط الفنى. ومن أدوارها أشهد لها بأنها نجمة مثقفة. لأن البنات اللاتى جسدتهن على الشاشة كن فى لحم ودم وفكر وكان لكل واحدة منهن (موقف وحالة خاصة) من حياة بنات جيلها. (سميحة) فى فيلم (الوسادة الخالية) بنت تؤمن بالحب لكنها أيضا تؤمن بأن لعائلتها وللتقاليد احتراما واجبا وإذا كانت الظروف ضد تجربة الحب فالعقل يكون هو قبول الواقع وخلق حب جديد. (أمينة) فى فيلم (أنا حرة) بنت متمسكة بحلمها أن تعيش حرة. بلا أيه قيود يفرضها المجتمع بتقاليده وعاداته أو لظروفه ويكون الأهم عندها هدف تحقيق ذاتها فى مجتمعها كإنسانة تملك علمًا وفكرًا وثقافة ووجهة نظر وبعد ذلك يأتى احتياجها كأنثى للبيت والأسرة وفى فيلم (غرام الأسياد) قدمت لبنى عبد العزيز دور بنت السايس (نور) التى تحب ابن الباشا وتقف الفوارق الطبقية بينهما وتثبت الأيام أن الفرق الحقيقى (مظهرى) فارغ لا معنى له. وأعتبر أنا شخصيا دورها فى (رسالة من امرأة مجهولة) الذى قدمته أمام فريد الاطرش من أجرأ ما قدمته الشاشة المصرية حتى الآن عن (البنت فى مصر).. لعبت لبنى عبد العزيز فى الفيلم دور (آمال) التى تعجب بالمطرب المشهور وتدخل معه فى علاقة تكون نتيجتها طفلا فتكون المفاجأة أن على آمال أن تعيش به دون أن يكون له أب. بعد أن عرفت أنها كانت مجرد وجه من مئات الوجوه فى حياة ذلك المطرب المشهور. (المعنى الجرىء فى دور آمال تحملها للمسئولية. مسئولية الخطأ فى حق انوثتها عندما منحت نفسها لرجل دون زواج ومسئولية أن تكون لطفلها أما وأبا فى نفس الوقت. والجرىء فى هذا الموضوع أنها كانت المرة الوحيدة التى شاهدنا فيما (حدث خطيئة بنت) دون أن تروعنا عواصف العار التى تقتلع من الاساس من داخلنا أن الخاطئة لها حق (التوبة) وقادرة على (التوبة) والله وحده الذى له قبولها أو رفضها.. أهم ما فى هذا الفيلم قبولنا وقبول المجتمع ل (آمال) كإنسانة اخطأت وتحملت نتيجة خطأها. وكانت (أميرة) الشخصية التى قدمتها لبنى عبد العزيز فى فيلم (آه من حواء) أيضا مهمومة بذات الهم (حرية البنت فى القرن العشرين) كل فيلم قدمته كانت تلعب فيه شخصية تملأ رءوسنا بالأسئلة وتشاكس عقولنا بالفكر وتمتعنا بتلقائية غير معهودة فى ممثلة سبتقها. (شريفة) فى فيلم (هذا هو الحب) (هدى) فى فيلم (هدى) (هاميس) فى فيلم (عروس النيل) (بهية) فى فيلم (أدهم الشرقاوى) (سنية) فى فيلم (هى والرجال) (نادية) فى فيلم (العنب المر)