أول من أطلق مصطلح «القطط السمان» فى مصر هو المرحوم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب فى الثمانينيت الذى اغتالته أيدى الإرهاب الأسود.. أطلق هذا اللفظ على أثرياء الانفتاح والطبقة الطفيلية التى ظهرت فى عهد الرئيس السادات.. واستمرت طوال عصر الرئيس مبارك للتتحول إلى ديناصورات.. القطط السمان كانوا مليونيرات.. الديناصورات الموجودون الآن مليارديرات.. أصبحوا مراكز قوى بعد أن استغلوا جميع الفرص من تجارة ممنوعة واحتكار وإعفاءات ضريبية وتسقيع أراض وتهريب ضريبى والأخطر أنهم هربوا أموالهم إلى الخارج.. رغم أنهم لا يستطيعون أن يجمعوا هذه الثروات إلا من مصر لأن مصر لا يوجد بها قواعد وأسس للعبة المال.. عكس العالم كله.. فالأغنياء فى العالم يعرفون المسئولية الاجتماعية نحو المجتمع الذى يعيشون فيه.. فمن غير المعقول أن يملك هؤلاء القصور والمنتجعات والطائرات واليخوت وغالبية الشعب من سكان القبور والعشوائيات.. ونحن هنا لا نقر عليهم ولا نحسدهم ولكن نسألهم أين دوركم الاجتماعى لإذابة الفوارق بين الطبقات؟. كم مدرسة وجامعة ومستشفى قمتم بإنشائها لصالح هؤلاء الفقراء من شركائكم فى الوطن؟. هل تناسيتم أنكم كنتم من البسطاء مثلهم وكونتم هذه الثراوت فى الثلاثين عامًا الماضية؟. هل فى مصر فعلًا رجال أعمال.. أم رجال مال يكنزون الثروات فقط؟. الطريف أن بعض هؤلاء يعتبر الإعانات الشهرية التى تقدر بخمسين جنيهًا أو أقل للأسرة الفقيرة والتى يشترط عليهم للحصول على هذه الاعانة الحصول على بطاقة الرقم القومى لاستخدامها فى الانتخابات البرلمانية ليحصل على مقعد فى البرلمان ليحمى ثروته.. بعد أن اختلط المال بالسياسة.. هؤلاء لم يسمعوا عن روكفلروفوردوبيل جيتس الذى تبرع بنصف ثروته لفقراء العالم هؤلاء الأغنياء المصريون لا يعرفون دورهم الاجتماعى فهم يأخذون فقط ولا يعطون.. ويدعون أنهم يملكون مؤسسات خيرية شكلية للتحايل على الضرائب.. حدثنى صديق يعمل فى ألمانيا أن إحدى شركات السيارات العالمية رصدت لمركز أبحاث خمسين مليون يوريو لدراسة اتجاهات الشباب فى الشرق الأوسط.. ماذا قدم أغنياء مصر لمراكز الأبحاث ولشباب الباحثين.. ونحن فى مرحلة جديدة؟. على هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ويعرفوا دورهم الحقيقى فى المجتمع.. فهم الذيم نشروا ثقافة التسول.. وهم الذين أوصلوا المجتمع لأن يفتش المواطن على قوت يومه فى صندوق القمامة. وعلى السادة الأطابر فى الغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال وجمعيات المستثمرين أن يجدوا الصيغة الملائمة لانقاذ مصر من الفقر والعوز.. وعليهم أن يتعاونوا مع الرئيس القادم ويقدموا جزءًا من ثرواتهم لخدمة المجتمع.. وإلا فلن تكون هناك دولة.. وستذهب ثرواتهم هباءً منشورا.. تجربة روسيا مع رجال الأعمال وأثرياء الأزمات.. تجب دراستها والرئيس القادم عليه أن يحرك المياه الراكدة فى الاقتصاد المصرى.. وعلى القطط السمان أن يستوعبوا الدرس جيدًَا!! اللهم قد بلغت اللهم فاشهد!!