حذر الإسلام من المنافقين ودعانا رب العزه جل شأنه إلى عدم مخالطتهم أو الجلوس معهم.. واتفق العلماء على أنه ما أكثر صور النفاق الآن بين أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم محذرين منهم خاصة فى ظل المرحلة الراهنة وقرب فترة الانتخابات الرئاسية، والتى هى بمثابة بيئة خصبه يبدع فيها هؤلاء المنافقون، داعين إلى العودة إلى السلوك الإسلامى الذى دعانا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتجنب النفاق حتى نصبح خير أمة. فى البداية قال الدكتور السعيد محمد على، وكيل وزارة الأوقاف، حتى نصبح خير أمة فمن الضرورى أن نكون على مستوى المسئولية وأن نمتلك الشجاعة التى تصنع منا الفرد الصالح، لافتا إلى تلك المسئولية التى توجب على كل فرد أن يؤدى عمله فى موقعه باتقان وجدارة، لا أن يكون ضعيف المستوى، فتلك هى القوة التى دعانا إليها الإسلام فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم حين قال «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، مؤكدا أن القوة ليست بدنية فحسب إنما هى قوة بدنيه وايمانية وعلمية وثقافية، هذه القوة ما يعرف النفاق إليها سبيلا. وتابع: فحرى بأمة الإسلام أن يحسن أبناؤها تمثيل هذا الدين اقتداء واهتداء بالأسوة الحسنة والنموذج الأمثل والقدوة الطيبة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قائلا: لا أقل من أن يفطن المسلم إلى ذلك خاصة نحن فى ظل الامتحانات التى يؤدى فيها أبناء الأمة واجبهم العلمى فيحرصون على التفوق، الذى يجعل منهم روادا كلًا فى موقعة يؤدى واجبه كما ينبغى لنهضة الأمة ونكون على مستوى المسئولية فى قوله تعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس». وشدد وكيل وزارة الأوقاف على أن الإسلام كان حريصا على ألا يخلق أحدا فى الوسط الإسلامى منافقًا، لذلك لم يكن فى المجتمع المكى نفاق رغم أنه كان أشد وأصعب، على عكس مجتمع المدينة فقد كان فى المجتمع المكى المؤمن مؤمن والكافر كافر، لافتا إلى أن المنافقين شكلوا أزمة فى المجتمع المدنى فى شئون الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لذلك حارب الإسلام النفاق بكل طريق، واعتبر المنافق ضعيفا لا يصلح أن يكون قائدا أورائدا، فهو من الطابور الخامس وفى مؤخرة القوم، وحسبه عقوبة النبى صلى الله عليه وسلم «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» فعلى أبناء الأمة أن ينصهروا فى بوتقه واحدة رافعين لواء الأمة الإسلامية.. هدفهم واحد. وأكد الدكتور السعيد تجب مراعاة كل ذلك خاصة نحن على أبواب الانتخابات الرئاسية وأن نراعى الموضوعية فى الاختيار، وذلك من خلال تقديم المصالح العليا على مادونها وإعلاء مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية وأن نراعى الأمن القومى للبلاد، فالاختيار أمانه ومسئولية يجب أن نكون على مستوى هذه المسئولية. فى حين قال الشيخ صابر عجلان، إمام وخطيب، إن النفاق إظهار ما ليس فى القلب وفى الدين نعرّفه بأنه إظهار الإيمان وإخفاء الكفر، مؤكدا أن آفاته وأضراره صعبه جدا وتهدد المجتمع، والنبى صلى الله عليه وسلم قال «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر» فنرى أن الحديث جمع بين ثلاث صفات جميعها أخطر من بعضها فالكذب والخيانة وعدم الأمانه كلها صفات تهدد الأمة، لذلك حذرنا منها رسول الله ?. وأضاف أن الكذب نفاق وهناك آيات عديدة فى القرآن الكريم تحذر من الكذب وتنهى عنه فيقول تعالى ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) والنبى صلى الله عليه وسلم حذرنا من الكذب فقال (ص) «اياكم والكذب فإن الكذب يؤدى إلى الفجور». وأضاف أن عقاب المنافق فى الآخرة معروف فهو فى الدرك الأسفل من النار مصداقًا لقوله ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا) ، وحذرنا رب العزة جل شأنه من مجالسة المنافقين فقال فى سورة النفاق ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ، وقال أيضا ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ) . واختتم كلامه مؤكدا أن المنافق أشد خطرًا على المجتمع من الكافر، لأن المنافق لا تعرفه أما الكافر فظاهر لك كفره وبالتالى تأخذ حذرك منه.