عبر الفضائيات والأقمار الصناعية ومن خلال الضوء المنبعث عبر الشاشات التليفزيونية تخفت نجمات وتولد نجمات.. وهكذا الحياة.. فمنذ أيام قليلة قررت باربرا والترز أشهر مذيعة وصحفية تليفزيونية عالمية الابتعاد عن الأضواء بعد مرور نصف قرن على مزاولتها لهذا العمل الإعلامى تاركة لمعجبيها ومنافسيها رصيدًا يقدر بالمئات من اللقاءات والبرامج والمقالات الصحفية والتليفزيونية التى أجرتها مع رموز وقادة العالم أثناء تربعهم على عروشهم متجاوزة بذلك أقرانها من الإعلاميين الذين أخفقوا فى ملاحقتها كماً وكيفاً فلا يوجد رئيس أمريكى منذ صعود نجمها وحتى الآن لم تحاوره باربرا، وكان أشهر لقاءاتها مع الرئيس الأسبق نيكسون بعد إعلان اعتزاله عقب فضيحة ووتر جيت ولقاءها مع مونيكا لوينسكى صديقة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون وقد حققت هذه المقابلة أعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ المقابلات التليفزيونية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. أما أهم اللقاءات السياسية فى تاريخ التليفزيون الأمريكى كما جاء على لسان باربرا فهو اللقاء الذى أجرته مع قائد الحرب و السلام الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى السابق مناحم بيجين والذى أجرى فى نوفمبر 1977 وقد وصفت نفسها بعد إجرائها هذا اللقاء أنها شعرت بأنها مبعوثه للسلام. تتحدث باربرا عن حياتها التى امتدت ل 84 عاما بأنها طوال مشوار عملها لم تخضع لتهديدات ولا لوعود فقد كان همها الأول البحث عن الحقيقة وحققت شهرتها بسبب تنوع ضيوفها واختلاف ميولهم وتوجهاتهم فلن تنسى لقاءها الشهير مع الزعيم الكوبى فيدل كاسترو والذى ترجم إلى ست لغات عالمية وكذلك لقاءاتها مع مشاهير الفنانين والكتاب. وتقول باربرا إن عمل المرأة فى المجال الإخبارى لم يكن شائعاً آنذاك فقد كانت أول سيدة تعمل فى هذا المجال وتنوعت مساهماتها الصحفية والتليفزيونية بعد انضمامها للعمل فى قناة (ايه بى سى) الأمريكية من معدة لبرامج الأطفال إلى محاورة للشخصيات العامة والمشاهير، ثم منتجة لأشهر البرامج الحوارية بعنوان «ذى فيو» و«20/20» لتستحق عن جدارة لقب أسطورة الصحافة والتليفزيون فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. نالت باربرا العديد من الجوائز والشهادات كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من أشهر الجامعات والمعاهد العالمية وكرمتها محطة «إيه بى سى» التى عملت بها لأكثر من ثلاثين عاما بإطلاق اسمها على مقر «إيه بى نيوز» فى نيويورك. وتقول باربرا فى لقاء إعلان اعتزالها « بعد هذا المشوار الطويل والتجربة الغنية هل يستطيع أحد أن يحصل على كل شىء» ولكى ندرك مغزى هذا السؤال يجب أن نتعرف على حياتها فهى ابنة لأسرة يهودية مهاجرة امتلك والدها ملهى ليلياً ولديها اثنان من الأخوة جاكلين الكبرى التى كانت تعانى من إعاقة أدت لوفاتها عام 1985 وشقيقها الذى توفى بعد إصابته بالتهاب رئوى عام 1932 وقد تزوجت باربرا أربع مرات من ثلاثة رجال (تزوجت أحدهم مرتين) انتهت جميعها بالطلاق وليس لديها أبناء سوى ابنها بالتبنى.