ختامها غش … تداول أسئلة الأحياء والإحصاء للثانوية العامة على جروبات الغش    فالفيردي يوجه رسالة مؤثرة لمودريتش وفاسكيز وجماهير ريال مدريد    الرياضية: ثيو هيرنانديز يكمل الكشف الطبي مع الهلال    الخليج الإماراتية: الوصل والريان ينسحبان من صفقة وسام أبو علي    وزير الشباب والرياضة يستقبل أبطال منتخب الكرة الطائرة البارالمبي بعد التتويج ببطولة إفريقيا    «كجوك» أفضل وزير مالية بإفريقيا لعام 2025    موعد عزاء المخرج الراحل سامح عبد العزيز    الفريق أسامة ربيع يلتقى السفير اليابانى لبحث التعاون فى التدريب والتسويق    المستشار الدكتور حنفي جبالي يستقبل رئيس مجلس الدولة الصيني    باريس سان جيرمان ينهي سجل ريال مدريد المثالي في كأس العالم للأندية    وزير الخارجية يبحث مع 7 وزراء عرب جهود مصر لاستئناف وقف إطلاق النار بغزة ومستجدات    تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت المقبل    مجلس كنائس الشرق الأوسط معزياً البطريرك يوحنّا العاشر:"الدماء التي سالت بكنيسة مار الياس دماؤنا جميعاً"    قراءة مبسطة فى قانون الإيجارات القديمة بعد التعديلات.. إجابات للمستأجرين والملاك    انتخاب رئيس جهاز حماية المنافسة المصري لمنصب نائب رئيس الدورة التاسعة لمؤتمر الأمم المتحدة للمنافسة    تخصيص قطع أراضي لإقامة مشروعات تنموية وخدمية في 5 محافظات    النشرة المرورية.. كثافات مرورية على الطرق الرئيسية فى القاهرة والجيزة    ضبط 339 قضية مخدرات.. 166 قطعة سلاح نارى وتنفيذ 83418 حكما قضائيا متنوعا    السجن 3 سنوات لمتهمين بإحراز سلاح وإصابة شخص فى سوهاج    رئيس الوزراء: جهود مكثفة لجهاز حماية المستهلك في يونيو.. 682 حملة رقابية و15 ألف شكوى تحت المراجعة    ضبط شخصين بأسيوط لقيامهما بالنصب والاحتيال على المواطنين من خلال توظيف الأموال فى مجال المراهنات الالكترونية    نائب رئيس الوزراء يبحث تنفيذ الشركات المصرية لمشروعات البنية التحتية بالكونغو    أهالي القنطرة شرق ينتظرون تشييع جثمان الفنان محمد عواد وسط أجواء من الحزن    بلقطات حب ورومانسية.. زوج أسماء أبو اليزيد يحتفل بعيد ميلادها    وزارة الصحة تنظم ورشة عمل بالتعاون مع مركز برشلونة لسرطان الكبد لتعزيز التشخيص والعلاج    تناول هذه الفاكهة صباحا يقلل دهون والتهابات الكبد بهذه الطريقة    السيسي يصدر قرارين جمهوريين.. تعرف عليهما    الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تُعلن تضامنها مع "الأرمنية": انتهاك حرمة الكنائس مرفوض    حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 10 يوليو 2025    السويدي للتنمية الصناعية تجذب استثمارات تركية جديدة لتعزيز صناعة النسيج في مصر    أوكرانيا تعلن خسائر روسيا منذ بدء الحرب    عضو بالبرلمان الأوروبي يقترح منح المقررة الأممية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز جائزة نوبل للسلام    متحدث «الصحة العالمية»: مئات الشاحنات تنتظر خارج معبر كرم أبو سالم    «المشاط» تُسلّط الضوء على الشراكة بين "التخطيط" ومعمل عبد اللطيف جميل لسياسات التنمية بجامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا    "كوبري جديد؟!".. الأهلي يتدخل لقطع الطريق على صفقة الزمالك المنتظرة    الأحد.. انطلاق أولى حلقات الموسم الجديد من برنامج "واحد من الناس"    حاولت مساعدته.. شاهد على حادثة ديوجو جوتا يروي تفاصيل جديدة    صورة رومانسية لإمام عاشور مع زوجته    جمال شعبان يحذر من هذه العلامة: قد تشير لأزمة قلبية    متحور كورونا الجديد - عوض تاج الدين يجيب هل وصل إلى مصر؟    وفاة المطرب الشعبي محمد عواد بشكل مفاجئ    الحكومة السورية: نرفض التقسيم أو الفدرلة و نؤكد تمسكنا بمبدأ سوريا واحدة    لولا دا سيلفا ردا على رسوم ترامب الجمركية: البرازيل دولة ذات سيادة ولن نقبل الإهانة    الهيئة العليا للوفد توافق على طلب رئيس الحزب بطرح الثقة في نفسه    وفاة المخرج سامح عيد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة    10 صور لاحتفال زيزو مع أحمد السقا بفيلمه الجديد    الوداع الأخير.. المطرب محمد عواد في عزاء أحمد عامر ثم يلحق به اليوم فجأة    ما حكم الوضوء بماء البحر وهل الصلاة بعده صحيحة؟.. أمين الفتوى يحسم (فيديو)    موعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 والرابط الرسمي للاستعلام    اليوم الخميس| آخر تقديم ل 178 فرصة عمل بالإمارات ب 24 ألف جنيه    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر للقطاع العام والخاص والبنوك والمدارس    "لعب للصفاقسي".. من هو محمود غربال صفقة الزمالك المحتملة؟    الولايات المتحدة تشهد أسوأ تفش للحصبة منذ أكثر من 30 عاما    ما أحكام صندوق الزمالة من الناحية الشرعية؟.. أمين الفتوى يوضح    وزير الثقافة: إعفاء مهرجانات "الأوبرا" من الضريبة يُؤكد اهتمام الدولة بالفنون    عصام السباعي يكتب: الأهرام المقدسة    لرسوبه في التاريخ.. أب يعاقب ابنه بوحشية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 10-7-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤوف مسعد والأسوانى وجها لوجه: اتهام قاس.. ودفاع جمعى
نشر في أكتوبر يوم 27 - 04 - 2014

منذ أن صدرت رواية «عمارة يعقوبيان» للكاتب والروائى والطبيب علاء الأسوانى فى العام 2002، ومثلت نقطة فارقة فى سوق القراءة والتلقى فى مصر والعالم العربى، وغيرت من خريطة توجهات النشر وآليات الاستقبال ورواج الكتب، تزامنا مع حزمة من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، أصبح الأسوانى من مشاهير الكتاب واحتلت كتبه صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعا، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة. لكن الأمر لم يخل من منغصات ومشكلات أمام الأسوانى وفريق آخر من الكتاب الشباب الذين حققت أعمالهم أرقاما خيالية فى التوزيع، فتصدى لهذه الظاهرة فريق آخر من الكتاب الذين هاجموا هذا الشكل من الكتابة، والترويج له، معتبرين أن هذا يحمل تهديدا حقيقيا ومؤشرا خطيرا على القيم الفنية والجمالية للأعمال الأدبية.
وكان من أبرز هؤلاء الكاتب والروائى المخضرم رؤوف مسعد الذى تصدى بعنف للأسوانى واشتبك معه غير مرة، فى مناسبات عديدة منذ العام 2004. وكان آخر هذه الاشتباكات ما كتبه مسعد فى جريدة الشرق الأوسط السعودية فى 5 أبريل 2014، تحت عنوان «الأسوانى ويوسا.. تداخل روايتين أم تأثيرات مباشرة؟»، فى صفحة كاملة، عرض فيها لما اعتبره «تشابهات» و«اقتباسات مباشرة وواضحة» من الأسوانى فى روايته الأخيرة «نادى السيارات» الصادرة عن دار الشروق 2013، عن رواية الأديب العالمى والكاتب الروائى البيروفى ماريو بارجاس يوسا «حفلة التيس»، وهو ما اندلع على إثرها معركة حامية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، و«تويتر»، وعلى الصفحات الشخصية لكتاب ومثقفين ونقاد، تدخلوا فى المعركة الدائرة بإبداء آرائهم أو تعليقاتهم وشهاداتهم، كل من وجهة نظره، ورؤيته للموضوع وانحيازاته الفنية أو الأخلاقية أو الشخصية تجاه هذا الطرف أو ذاك من أطراف المعركة الدائرة..
«أكتوبر» واجهت كلا من طرفى المعركة؛ رؤوف مسعد من جانب، وعلاء الأسوانى من جانب آخر، كما استطلعت آراء آخرين فى الخلاف الحاصل، وسجلت وجهة نظر كل طرف حسبما يرتأيه، فى هذا التحقيق الأدبى..
البداية كانت مع رؤوف مسعد الذى قال «الحقيقة دُهشت من كم ردود الأفعال، التى تجاوز بعضها بر مصر، تعليقا على مقالى الخاص بالتناص بين روايتى الأسوانى ويوسا. كذلك أحسست أن هناك كمية من «الغل السياسى» خاصة تجاه الأسوانى، وجَدَتْ فى مقالى فرصة لتجريحه سياسيا وشخصيا».
لكن البعض أكد أن لك موقفا معاديا من الأسوانى منذ زمن بعيد، وأن خصومتك له تعود بشكل أو بآخر إلى آرائه السياسية التى تخالفه فيها على طول الخط.. فما تعليقك على هذا؟ سألته..
فأجابنى مسعد: كنت قد قرأت تعليقا للصديق الصحفى محمد طعيمة فهمت منه أيضا أن هناك من يتصور أننى «مزقوق» لتصفية حسابات سياسية مع الأسوانى لموقفه من السيسى.
والحقيقة أننى لست من دراويش السيسى، كما أن وقتى المحدود نتيجة لطاقتى الذهنية والجسدية، لا يسمح لى إلا بمتابعات محدودة أدبية وسياسية، لأنى فى الوقت نفسه أشتغل أيضا على رواية جديدة. ولذا أعلن هنا أننى متحمس للسيسى باعتباره مرشح غالبية الشعب التى تعتقد أنه سيخلصها من السقوط فى كهف التاريخ. وآمل أنه نتيجة قدومه من جيش مصر يستطيع مع الشعب الدفاع ضد من يتربصون بمصر الرابضون المسلحون على حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة طبعا لمحاولى النظام الغربى العالمى تفكيكها.
رؤوف مسعد تابع تفصيل رده قائلا «أقسم أنى لا أتابع كتابات الأسوانى السياسية أساسا لأنى لا أعتبره مؤثرا فى الرأى العام المصرى، واعتبر كتاباته السياسية هى «رد عتب» كما يقول أهل الشام على من يهتم بهم الأسوانى فى بلاد الخواجات؛ باعتباره مناضلا ضد «العسكر» وبالطبع سوف نجده غدا - طبقا لاتجاهات الريح الغربية - مؤيدا للسيسى والعسكر و «كده تسليك وكده توليع». وعلى فكرة ليس عندى هنا فى أمستردام دشا لكى أتابع القنوات المصرية التى لم أكن أتابعها إلا لماما وأنا فى مصر بعد أن «لمت» المديكور والسخفاء السياسيين.
واختتم مسعد قوله «لا أجد تفسيرا - علميا أو نفسيا - عن حجم ردود الأفعال بمواجهة الأسوانى، إلا رؤيتى الناتجة عن اهتمامى الحقيقى والمحدود باليوجا وبعلم النفس وهى أن ثمة شخصيات تستطيع دون بذل أى مجهود أن تنتج كراهية لها من الآخرين نتيجة تصرفاتها السوقية ونتيجة عنطزة كذابة ونتيجة تفاهة متأصلة».
** لكن البعض يرى أنك وجهت اتهامات قاسية للأسوانى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر عن نص روائى آخر لأديب عالمى.. ما حيثيات هذا الاتهام ودوافعه لديك؟ وجهت سؤالى لمسعد صاحب «بيضة النعامة» رد قائلا: حسب كلام الغلاف الأخير لرواية علاء الأسوانى «نادى السيارات»، جاء فيها «يصطحبنا علاء الأسوانى إلى مصر الأربعينيات من القرن الماضي، إلى مجتمع بدأ تذمره يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك على استحياء أن له حقوقًا طال صمته عنها، وما بين ملك منغمس فى لذاته الخاصة وكبير للخدم يتصرف كملك فوق الخدم، ومحتل إنجليزى لا ينفك ينظر إلى المصريين نظرة احتقار»، إذن من كتب هذا الكلام على ظهر الغلاف يخبرنا أننا أمام نص عن مصر الأربعينيات، بما يعنى أنها رواية تؤرخ لمرحلة من أربعينيات القرن الماضى من تاريخ «المجتمع «المصري»، ويقدم تحليلا نصيا للرواية بأن الكاتب عقد «مقارنات بين المصريين حينها والمصريين الآن».
أما رواية «حفلة التيس» للروائى البيروفى الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب، فهى عن اغتيال ديكتاتور فى الدومينيكان تروى من خلال فلاش باك، استرجاعا، لفتاة (أوروا) جرى تهريبها وهى فى الرابعة عشرة من العمر من الدومينيكان خوفا أن يقتلها الديكتاتور بعد أن فشل جنسيا معها، النص، 439 صفحة من القطع الكبير، مليء بالتفاصيل المتقاطعة عن تصرفات الديكتاتور وعن حياة الشعب هناك، ارتباطًا بعودة أورانيا بعد أكثر من ثلاثين سنة إلى موطنها.. وبعد اغتيال الديكتاتور أيضا.
وتابع مسعد قائلا: النص الروائى «نادى السيارات» للأسوانى يتعامل مع إسقاطات اجتماعية/ سياسية فى حين أن «حفلة التيس» تتعامل - مع السياسة - مباشرة دون إسقاطات. الالتباس التناصى هنا يجعل - الأسوانى - ينساق كثيرا مع «حفلة التيس» حتى يصل إلى ذات النتيجة التى وصلت إليها الرواية العالمية فى منطقيتها ومكانها وزمانها: أى الاغتيال، فالاغتيال فى «نادى السيارات» ليس له من مبرر سوى أن الكاتب أراد أن يقدم «حكمته» الأخيرة للقارئ.
كما خلق الأسوانى شخصية «الكوو» كمعادل موضوعى للديكتاتور اللاتينى حتى يصل به إلى نهاية الديكتاتور نفسها؛ أى الاغتيال، لكن من دون منطق زمانى أو مكاني، لوجود اختلاف أساسى فى «تركيب فضاء» الروايتين، فالاغتيال للساسة والحكام فى مصر نادر التحقيق العملى إلا فى مرات قلائل.
غلاف «التيس» يقدم تلخيصًا مركزًا عن «أحداث الرواية» محددًا مهامها بأنها «تأريخ» لتطور أحداث أدى إلى «كمين نصبته جماعة فى الثلاثين من مايو 1961 تمكنت من قتل رجل الدومينيكان القوى، الزعيم والرئيس الموقر والمنعم إلى الوطن فخامة الجنرال يسمى الدكتور رفائيل تروخيو مولينا». فى «نادى السيارات» يريد الكاتب أن «يلخص» لنا ما يطلق عليه «المجتمع المصري» فى مكانين محددين: نادى السيارات الملكي، وأحياء سكنية شعبية داخل القاهرة.
ويتابع مسعد قائلا: يجعل الأسوانى النادى «خلاصة» ما يُطلق عليه «المجتمع المصرى»، فيقدم لنا الاحتلال الإنجليزى فى شخصيات بريطانية؛ كمدير للنادي، وجنرال يستجوب الساقى عن كيفية عمل الكوكتيل، وزيارة الملك فاروق للنادى لكى يلعب القمار، أى المثلث التقليدى من المحتل والحاكم والسلطة الحاكمة باعتبار أن النادى هو «المجتمع» إياه، يقاوم النادى «عبث السلطة وفسادها وانغماس الملك فى لذاته الخاصة واحتقار المحتل الإنجليزي».. بالعمل من خلال خلية سرية سياسية يعمل بعض أفرادها فى النادى يترصدون للملك ليصوروه مقامرا واضعا طرطورا على رأسه.. وبالطبع توجد خلية سياسية فى «التيس» هى التى قامت بتنفيذ الاغتيال.
هكذا عرض مسعد لحيثيات رأيه فى علاء الأسوانى وروايته الأخيرة «نادى السيارات»، تاركا الباب مفتوحا أمام القارئ والمتابع كى يصل إلى ما أضمره بين السطور وواراه خلف المقارنات التفصيلية التى يرى أنها كافية وماثلة أمام عين المطالع ليحكم إن كان الأسوانى «سارقا» أم لا؟!
على الطرف الآخر، ومن جانب علاء الأسوانى ذاته، الذى رفض مرارا وتكرارا الرد بشكل مباشر على اتهامات مسعد فى أكثر من مناسبة، عرض لى الأسوانى رأيه تفصيليا وبشكل واضح وحاسم ردا على تساؤلاتى التى وجهتها له فى لقائنا الأخير بالمعهد الفرنسى بالقاهرة، بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية من «نادى السيارات»..
بداية استهل الكاتب والروائى والمعارض السياسى الشرس، علاء الأسوانى رده قائلا: إن هذا الكلام لا يستحق مجرد الالتفات إليه، ولا الانزلاق أو الوقوع فى الفخ الذى يريده صاحب الاتهام وهو البحث عن شهرة يفتقدها أو نجاح لم ينله، خصوصا أن الجميع يتابع الانتقادات والإساءات التى يوجهها لى هذا الشخص منذ العام 2004، ويقرأون ما تحمله من بذاءات وافتراءات وآراء متضاربة وغير منطقية بل متناقضة أيضا.
صاحب «نادى السيارات» قال: إن كل من قرأ الرواية يعلم أنها لا علاقة لها برواية يوسا، ولن يفهم هذا أو يتأكد منه إلا من قرأ الروايتين معا، وعموما أنا تعودت على مثل هذه الحملات المسمومة والهجمات الشرسة التى تشن كل فترة بسبب مواقفى السياسية ويستغل فيها كل ما يمكن حشده فى ذلك، وعلى رأسهم الكتاب وأصحاب الأقلام المدفوعون من أمن الدولة للهجوم على وتشويه صورتى بأى شكل.
وتابع الأسواني: إن الكاتب الذى اتهمنى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر، رؤوف مسعد، مواقفه منى معروفة، والجميع يعلم ما سبق أن ردده عنى عقب صدور رواية «عمارة يعقوبيان»، حينما أثار قضية الشواذ والشذوذ، فقد اتهم مسعد مترجم يعقوبيان بالشذوذ ولذا ترجمها (هكذا!) لأنها رواية تدافع عن الشذوذ، متهمنى بأننى أدافع عن الشواذ وأروج لهم.. إلخ ما قاله فى ذلك الوقت.
وقال الأسوانى إن مسعد عاد ليناقض نفسه، واتهم الرواية بمغازلة العقلية العربية التى تقف موقفا حازما من الشذوذ والشواذ ولذا قام مؤلفها بقتل البطل الشاذ، وقال حينها إن الأسوانى قد قتل فى روايته البطل الشاذ جنسياً طلباً لرضا الأرض والسماء!! مصرحا بأنه سيبلغ الاتحاد الأوروبى عن ناشر الرواية التى تحارب الشذوذ!! هذا هو رؤوف مسعد، وهذه هى آراؤه ومواقفه المتناقضة، ومن وقتها قررت ألا أنشغل بالرد عليه أو إهدار الوقت فيما لا يستحق.
الأسوانى أضاف قائلا: كما ذكرت فى أكثر من مناسبة سابقة، إن مثل هذه الاتهامات التى تكال والأخبار المسمومة لن تجدها فى أى بلد ديمقراطي، لكنها فى مصر تستعمل دائما لتشويه كل من يعارض النظام. فإذا كنت معارضا للنظام، فستفاجأ ذات صباح بموضوع فى جريدة ما يحمل تشنيعا عليك أو اتهاما مشينا، وهو ما تقابله بالتجاهل وعدم الاكتراث، لكنك ستفاجأ أيضا بعدها باتصالات عديدة، من صحفيين كثر، يسألونك عن التعليق على ما كتبه أحدهم عنك، هنا لو أنا رفضت التعليق فسيكتب بعضهم أننى رفضت الحديث والإدلاء بتصريحات للجريدة الفلانية، ولو أننى نفيت فسيكتب بعضهم أن الأسوانى يرفض الاتهام وينكر التهمة! لأصبح فعلا «متهما» وهذا ما لا أقبله ولا أسمح لنفسى بالتورط فيه وحتى لا يصل المغرضون إلى هدفهم بالشوشرة وارتباط الحدث أو الرواية باتهامهم الكاذب.
علاء الأسوانى أحالنى أيضا إلى ما سبق وكتبه الروائى والقاص حمدى عبد الرحيم عن جذور العداء الذى يكنه رؤوف مسعد له، حيث حاورت جريدة «أخبار الأدب» علاء الأسوانى قبل عدة سنوات، وكشف الأسوانى فى هذا الحوار عن حقيقة خلافه مع المترجم الفرنسى «ريشار جاكمون»، حينما قال إنه قدّم إلى جاكمون روايته القصيرة «أوراق عصام عبد العاطى» التى تدور حول شخص مضطرب نفسياً يهاجم الثقافة العربية وينتهى به الأمر نزيلاً فى أحد مستشفيات الطب النفسى. فأثنى جاكمون على الرواية وعلى كاتبها وقال إنه سيترجمها فيما لو تم تغيير نهايتها!!
رفض الأسوانى تغيير نهاية روايته؛ لأن تغيير النهاية سيعنى أن البطل «عاقل» وأن ما يقوله هو عين الصواب. من يومها وجاكمون يعادى الأسوانى الذى فضحه فى قاعة جامعة السربون أمام حشد من الكتاب والأساتذة الفرنسيين. وعلق الأسوانى على هذه القصة بقوله: «أنا لا أعتبر جاكمون ناقدا أدبيا. لكنه شخص جاء إلى مصر بتكليف سياسى وبناء على هذه التكليفات كان يقرر مهامه الأدبية».
وفى الحوار ذاته قال الأسوانى رداً على سؤال من المحرر الذى حاوره عن أمراض الثقافة المصرية: «نتيجة لسياسة وزارة الثقافة المصرية نشأ نوع نادر من المثقفين. المثقف الذى يناضل فى قضايا الأدب ولا يناضل فى قضايا الواقع».. وختم إجابته بقوله: «المثقف الذى يسكت عن حق الناس خائن».
قال مسعد: «إن الأسوانى يحرض على القتل»!! فعدت لقراءة الحوار فلم أجد أياً من مشتقات الفعل «قتل» فمن أين جاء مسعد بالقتل؟.. ثم لم أجد ذكراً لمسعد فى الحوار فلماذا هو ثائر؟
ويختتم عبد الرحيم تعليقه على الواقعة قائلا «الأستاذ مسعد بارع فى التأويل وقد بنى قضيته هكذا الأسوانى قال إن جاكمون اهتم برواية الصقار لأنّها تطاولت على القرآن.. والمتطاول على القرآن قد يُقتل. إذن الأسوانى يحرض على قتل كاتب الصقار ومترجمها!!»
ويبقى أن من أفضل ما كتب تعليقا على هذه المعركة العنيفة ما قاله الناشر والناشط المعروف محمد هاشم: أتابع «من بعيد» للآن، الهجوم الشنيع على علاء الأسوانى واكتشاف رهط كبير دفعة واحدة إنه حرامى روايات «مش فاهم إزاى»، بعض الأصدقاء داخل فى الخناقة عميانى، ونازل تلويش وشتيمة احتياطى.
والسؤال الآن: هل للهجوم علاقة بموقف الأسوانى من ترشح السيسى، وما تردد عن إعلانه دعم صباحى؟ لا أملك معلومات، تنفى وتؤكد الشائعات، أيا كان الأمر، أناشد بعض الأطراف عدم خلط أبو قرش على أبو قرشين، لكون الخلط ضارا أدبياً وسياسيا، ومن لديه معلومات يساعدنى على فهم «حرب داحس والغبراء» التى يتعرض لها وسط صمت مريب من أطراف عديدة.
ونحن معه ننتظر إجابة عن السؤال!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.