"التنظيم والإدارة" يتيح الاستعلام عن نتيجة التظلم في مسابقة شغل 20 ألف وظيفة معلم مساعد مادة اللغة الانجليزية    العواري للطلاب الوافدين بالأزهر: نواجه منعطفًا خطيرًا يستهدف حضارة الإسلام وقيمها    المنوفية.. فتح باب القبول للالتحاق بمدارس التمريض الثانوية حتى الأحد 27 يوليو    تفاصيل طرح جديد لقطع الأراضي الاستثمارية    من الإكتفاء الذاتى والتصدير إلى الاستيراد…منظومة انتاج الأسمدة تنهار فى زمن الانقلاب    عضو تنسيقية شباب الأحزاب: 25 يناير و30 يونيو ثورتان صنعتا الجمهورية الجديدة    ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 30% على ليبيا والعراق والجزائر    لتطوير الطرق والجسور والبنية التحتية، أحمد الشرع يصدر مرسوما بإنشاء صندوق سيادي يتبع الرئاسة السورية    مدبولي: لا أحد يستطيع أن يجور على حق مصر في نهر النيل    ريال مدريد مهدد بفقدان أرنولد ضد باريس سان جيرمان بمونديال الأندية    رومانو: أرسنال قدم عرضه الأول لتشيلسي للحصول على خدمات مادويكي    الاتحاد السكندري يضم لاعب الزمالك رسميا    استمرار توافد جماهير الدراويش لتوقيع استمارات سحب الثقة من مجلس الإسماعيلي (فيديو)    ترامب: نخطط لتسهيل التوصل لتسوية سلمية للصراعات فى السودان وليبيا    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن برنامج ندوات دورته ال18    محافظ الغربية يشهد ختام فعاليات المهرجان القومي للمسرح بطنطا    رفع موقع دير أبو مينا الأثري بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر    كلية الفنون الجميلة بالمنصورة تناقش 200 مشروع تخرج للطلاب    نائب محافظ الوادي الجديد تتفقد وحدة الكشف المبكر للأورام بالخارجة    6 أعراض تؤكد أن طفلك يعاني من مشكلات في الكبد    الكشف على 833 حالة فى قافلة مجانية لجامعة كفر الشيخ بقرية فى البحيرة    تطورات حالة طبيب مستشفى بني سويف الجامعي بعد واقعة الجرح الذبحي    منتخب الطائرة البارالمبي يحصد ذهبية البطولة الأفريقية في كينيا بالفوز على رواندا    زينة عامر وجنا عطية تتوجان بذهبية التتابع في بطولة العالم للخماسي الحديث للناشئات    77 مترشحًا يتقدمون لخوض انتخابات مجلس الشيوخ في اليوم الخامس لتلقي الأوراق    افتتاح أول مدرستين للتكنولوجيا التطبيقية في الأقصر    السجن المشدد 5 سنوات لسارق بالإكراه ضبطه الأهالي متلبسًا في الجيزة    السجن المشدد ل متهمين بحيازة المواد المخدرة والسلاح في المنيا    محافظ «المركزي» المصري يبحث تعزيز التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار    وزير الزراعة يكلف الدكتور سعد موسي بالعمل وكيلا لمركز البحوث الزراعية لشئون البحوث    عبد العاطي: نتطلع لاستضافة المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار فى غزة فور التوصل لوقف إطلاق النار    خرق جديد.. الجيش الإسرائيلي يفجر منزلا جنوب لبنان    السقا يحتفل بعرض فيلمه أحمد وأحمد في الإمارات وزيزو يشاركه    توقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة الإسكندرية والمتحف الوطني لنظم تاريخ الكتابة بكوريا الجنوبية    تقدم الجيش ومعاناة المواطنين.. آخر تطورات الأوضاع في السودان    نمو كبير في صادرات الإسماعيلية الزراعية خلال مايو ويونيو.. اعرف التفاصيل    رئيس الوزراء: سفن التغييز تبدأ الضخ في الشبكة القومية الأسبوع المقبل    طلب ترشح لقائمة واحدة بانتخابات مجلس الشيوخ تحت اسم القائمة الوطنية من أجل مصر    طارق الجميل يجتمع بمدربي قطاع الناشئين في غزل المحلة استعدادًا للموسم الجديد    عثمان سالم يكتب: إدارة احترافية    خبير اقتصادي: زيارة الرئيس الصيني لمصر ترسخ دعائم الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتدفع مسيرة التعاون بين القاهرة وبكين    إخماد حريق اشتعل بكشك فى شارع فيصل.. صور    عيسى السقار نجم حفل "هنا الأردن.. ومجده مستمر" في "مهرجان جرش"    الأزهر للفتوى الإلكترونية: الالتزام بقوانين ضبط أحوال السير والارتفاق بالطرق من الضرورات الدينية والإنسانية    أفضل دعاء للرزق بالولد وفقًا للقرآن والسنة    وكيل الأزهر: «المشروع الصيفى القرآنى» مبادرة تعزز دور الأزهر فى خدمة كتاب الله    الأزهر للفتوى: متوفين سنترال رمسيس "شهداء".. ويشيد بدور رجال الاطفاء    بدايًة من 12 يوليو.. أماكن امتحانات كلية التربية الفنية في المحافظات لتأدية اختبارات القدرات لعام 2025-2026    كوريا الشمالية: وزير خارجية روسيا يزور بيونج يانج بعد غد    7 سبتمبر .. الحكم على المتهم بقتل زوجته فى المقطم    وفاة طالب إثر إصابته بلدغة ثعبان في قنا    سقوط عنصر جنائي بتهمة النصب والتزوير بالطالبية    «حدوتة حب مصر».. قصور الثقافة تحتفي بمسيرة أحمد منيب بحضور أبنائه غدًا    لاول مرة مساعد رقمى يتنبأ بالخطر بالمحطات النووية قبل وقوعه ب30 دقيقة    أيمن الرمادي: عبد الله السعيد مثل رونالدو في الزمالك.. وكنت بحاجة للقندوسي وزلاكة    وزير الصحة يبحث مع المدير الإقليمي للصحة العالمية التعاون في ملفات المبادرات والتحول الرقمي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 9-7-2025 في محافظة قنا    تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. مؤشرات كليات ومعاهد دبلوم سياحة وفنادق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤوف مسعد والأسوانى وجها لوجه: اتهام قاس.. ودفاع جمعى
نشر في أكتوبر يوم 27 - 04 - 2014

منذ أن صدرت رواية «عمارة يعقوبيان» للكاتب والروائى والطبيب علاء الأسوانى فى العام 2002، ومثلت نقطة فارقة فى سوق القراءة والتلقى فى مصر والعالم العربى، وغيرت من خريطة توجهات النشر وآليات الاستقبال ورواج الكتب، تزامنا مع حزمة من التحولات والتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، أصبح الأسوانى من مشاهير الكتاب واحتلت كتبه صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعا، وترجمت إلى أكثر من 30 لغة. لكن الأمر لم يخل من منغصات ومشكلات أمام الأسوانى وفريق آخر من الكتاب الشباب الذين حققت أعمالهم أرقاما خيالية فى التوزيع، فتصدى لهذه الظاهرة فريق آخر من الكتاب الذين هاجموا هذا الشكل من الكتابة، والترويج له، معتبرين أن هذا يحمل تهديدا حقيقيا ومؤشرا خطيرا على القيم الفنية والجمالية للأعمال الأدبية.
وكان من أبرز هؤلاء الكاتب والروائى المخضرم رؤوف مسعد الذى تصدى بعنف للأسوانى واشتبك معه غير مرة، فى مناسبات عديدة منذ العام 2004. وكان آخر هذه الاشتباكات ما كتبه مسعد فى جريدة الشرق الأوسط السعودية فى 5 أبريل 2014، تحت عنوان «الأسوانى ويوسا.. تداخل روايتين أم تأثيرات مباشرة؟»، فى صفحة كاملة، عرض فيها لما اعتبره «تشابهات» و«اقتباسات مباشرة وواضحة» من الأسوانى فى روايته الأخيرة «نادى السيارات» الصادرة عن دار الشروق 2013، عن رواية الأديب العالمى والكاتب الروائى البيروفى ماريو بارجاس يوسا «حفلة التيس»، وهو ما اندلع على إثرها معركة حامية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، و«تويتر»، وعلى الصفحات الشخصية لكتاب ومثقفين ونقاد، تدخلوا فى المعركة الدائرة بإبداء آرائهم أو تعليقاتهم وشهاداتهم، كل من وجهة نظره، ورؤيته للموضوع وانحيازاته الفنية أو الأخلاقية أو الشخصية تجاه هذا الطرف أو ذاك من أطراف المعركة الدائرة..
«أكتوبر» واجهت كلا من طرفى المعركة؛ رؤوف مسعد من جانب، وعلاء الأسوانى من جانب آخر، كما استطلعت آراء آخرين فى الخلاف الحاصل، وسجلت وجهة نظر كل طرف حسبما يرتأيه، فى هذا التحقيق الأدبى..
البداية كانت مع رؤوف مسعد الذى قال «الحقيقة دُهشت من كم ردود الأفعال، التى تجاوز بعضها بر مصر، تعليقا على مقالى الخاص بالتناص بين روايتى الأسوانى ويوسا. كذلك أحسست أن هناك كمية من «الغل السياسى» خاصة تجاه الأسوانى، وجَدَتْ فى مقالى فرصة لتجريحه سياسيا وشخصيا».
لكن البعض أكد أن لك موقفا معاديا من الأسوانى منذ زمن بعيد، وأن خصومتك له تعود بشكل أو بآخر إلى آرائه السياسية التى تخالفه فيها على طول الخط.. فما تعليقك على هذا؟ سألته..
فأجابنى مسعد: كنت قد قرأت تعليقا للصديق الصحفى محمد طعيمة فهمت منه أيضا أن هناك من يتصور أننى «مزقوق» لتصفية حسابات سياسية مع الأسوانى لموقفه من السيسى.
والحقيقة أننى لست من دراويش السيسى، كما أن وقتى المحدود نتيجة لطاقتى الذهنية والجسدية، لا يسمح لى إلا بمتابعات محدودة أدبية وسياسية، لأنى فى الوقت نفسه أشتغل أيضا على رواية جديدة. ولذا أعلن هنا أننى متحمس للسيسى باعتباره مرشح غالبية الشعب التى تعتقد أنه سيخلصها من السقوط فى كهف التاريخ. وآمل أنه نتيجة قدومه من جيش مصر يستطيع مع الشعب الدفاع ضد من يتربصون بمصر الرابضون المسلحون على حدودها الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة طبعا لمحاولى النظام الغربى العالمى تفكيكها.
رؤوف مسعد تابع تفصيل رده قائلا «أقسم أنى لا أتابع كتابات الأسوانى السياسية أساسا لأنى لا أعتبره مؤثرا فى الرأى العام المصرى، واعتبر كتاباته السياسية هى «رد عتب» كما يقول أهل الشام على من يهتم بهم الأسوانى فى بلاد الخواجات؛ باعتباره مناضلا ضد «العسكر» وبالطبع سوف نجده غدا - طبقا لاتجاهات الريح الغربية - مؤيدا للسيسى والعسكر و «كده تسليك وكده توليع». وعلى فكرة ليس عندى هنا فى أمستردام دشا لكى أتابع القنوات المصرية التى لم أكن أتابعها إلا لماما وأنا فى مصر بعد أن «لمت» المديكور والسخفاء السياسيين.
واختتم مسعد قوله «لا أجد تفسيرا - علميا أو نفسيا - عن حجم ردود الأفعال بمواجهة الأسوانى، إلا رؤيتى الناتجة عن اهتمامى الحقيقى والمحدود باليوجا وبعلم النفس وهى أن ثمة شخصيات تستطيع دون بذل أى مجهود أن تنتج كراهية لها من الآخرين نتيجة تصرفاتها السوقية ونتيجة عنطزة كذابة ونتيجة تفاهة متأصلة».
** لكن البعض يرى أنك وجهت اتهامات قاسية للأسوانى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر عن نص روائى آخر لأديب عالمى.. ما حيثيات هذا الاتهام ودوافعه لديك؟ وجهت سؤالى لمسعد صاحب «بيضة النعامة» رد قائلا: حسب كلام الغلاف الأخير لرواية علاء الأسوانى «نادى السيارات»، جاء فيها «يصطحبنا علاء الأسوانى إلى مصر الأربعينيات من القرن الماضي، إلى مجتمع بدأ تذمره يعلو ضد سلطة تعبث، وبدأ يدرك على استحياء أن له حقوقًا طال صمته عنها، وما بين ملك منغمس فى لذاته الخاصة وكبير للخدم يتصرف كملك فوق الخدم، ومحتل إنجليزى لا ينفك ينظر إلى المصريين نظرة احتقار»، إذن من كتب هذا الكلام على ظهر الغلاف يخبرنا أننا أمام نص عن مصر الأربعينيات، بما يعنى أنها رواية تؤرخ لمرحلة من أربعينيات القرن الماضى من تاريخ «المجتمع «المصري»، ويقدم تحليلا نصيا للرواية بأن الكاتب عقد «مقارنات بين المصريين حينها والمصريين الآن».
أما رواية «حفلة التيس» للروائى البيروفى الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب، فهى عن اغتيال ديكتاتور فى الدومينيكان تروى من خلال فلاش باك، استرجاعا، لفتاة (أوروا) جرى تهريبها وهى فى الرابعة عشرة من العمر من الدومينيكان خوفا أن يقتلها الديكتاتور بعد أن فشل جنسيا معها، النص، 439 صفحة من القطع الكبير، مليء بالتفاصيل المتقاطعة عن تصرفات الديكتاتور وعن حياة الشعب هناك، ارتباطًا بعودة أورانيا بعد أكثر من ثلاثين سنة إلى موطنها.. وبعد اغتيال الديكتاتور أيضا.
وتابع مسعد قائلا: النص الروائى «نادى السيارات» للأسوانى يتعامل مع إسقاطات اجتماعية/ سياسية فى حين أن «حفلة التيس» تتعامل - مع السياسة - مباشرة دون إسقاطات. الالتباس التناصى هنا يجعل - الأسوانى - ينساق كثيرا مع «حفلة التيس» حتى يصل إلى ذات النتيجة التى وصلت إليها الرواية العالمية فى منطقيتها ومكانها وزمانها: أى الاغتيال، فالاغتيال فى «نادى السيارات» ليس له من مبرر سوى أن الكاتب أراد أن يقدم «حكمته» الأخيرة للقارئ.
كما خلق الأسوانى شخصية «الكوو» كمعادل موضوعى للديكتاتور اللاتينى حتى يصل به إلى نهاية الديكتاتور نفسها؛ أى الاغتيال، لكن من دون منطق زمانى أو مكاني، لوجود اختلاف أساسى فى «تركيب فضاء» الروايتين، فالاغتيال للساسة والحكام فى مصر نادر التحقيق العملى إلا فى مرات قلائل.
غلاف «التيس» يقدم تلخيصًا مركزًا عن «أحداث الرواية» محددًا مهامها بأنها «تأريخ» لتطور أحداث أدى إلى «كمين نصبته جماعة فى الثلاثين من مايو 1961 تمكنت من قتل رجل الدومينيكان القوى، الزعيم والرئيس الموقر والمنعم إلى الوطن فخامة الجنرال يسمى الدكتور رفائيل تروخيو مولينا». فى «نادى السيارات» يريد الكاتب أن «يلخص» لنا ما يطلق عليه «المجتمع المصري» فى مكانين محددين: نادى السيارات الملكي، وأحياء سكنية شعبية داخل القاهرة.
ويتابع مسعد قائلا: يجعل الأسوانى النادى «خلاصة» ما يُطلق عليه «المجتمع المصرى»، فيقدم لنا الاحتلال الإنجليزى فى شخصيات بريطانية؛ كمدير للنادي، وجنرال يستجوب الساقى عن كيفية عمل الكوكتيل، وزيارة الملك فاروق للنادى لكى يلعب القمار، أى المثلث التقليدى من المحتل والحاكم والسلطة الحاكمة باعتبار أن النادى هو «المجتمع» إياه، يقاوم النادى «عبث السلطة وفسادها وانغماس الملك فى لذاته الخاصة واحتقار المحتل الإنجليزي».. بالعمل من خلال خلية سرية سياسية يعمل بعض أفرادها فى النادى يترصدون للملك ليصوروه مقامرا واضعا طرطورا على رأسه.. وبالطبع توجد خلية سياسية فى «التيس» هى التى قامت بتنفيذ الاغتيال.
هكذا عرض مسعد لحيثيات رأيه فى علاء الأسوانى وروايته الأخيرة «نادى السيارات»، تاركا الباب مفتوحا أمام القارئ والمتابع كى يصل إلى ما أضمره بين السطور وواراه خلف المقارنات التفصيلية التى يرى أنها كافية وماثلة أمام عين المطالع ليحكم إن كان الأسوانى «سارقا» أم لا؟!
على الطرف الآخر، ومن جانب علاء الأسوانى ذاته، الذى رفض مرارا وتكرارا الرد بشكل مباشر على اتهامات مسعد فى أكثر من مناسبة، عرض لى الأسوانى رأيه تفصيليا وبشكل واضح وحاسم ردا على تساؤلاتى التى وجهتها له فى لقائنا الأخير بالمعهد الفرنسى بالقاهرة، بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية من «نادى السيارات»..
بداية استهل الكاتب والروائى والمعارض السياسى الشرس، علاء الأسوانى رده قائلا: إن هذا الكلام لا يستحق مجرد الالتفات إليه، ولا الانزلاق أو الوقوع فى الفخ الذى يريده صاحب الاتهام وهو البحث عن شهرة يفتقدها أو نجاح لم ينله، خصوصا أن الجميع يتابع الانتقادات والإساءات التى يوجهها لى هذا الشخص منذ العام 2004، ويقرأون ما تحمله من بذاءات وافتراءات وآراء متضاربة وغير منطقية بل متناقضة أيضا.
صاحب «نادى السيارات» قال: إن كل من قرأ الرواية يعلم أنها لا علاقة لها برواية يوسا، ولن يفهم هذا أو يتأكد منه إلا من قرأ الروايتين معا، وعموما أنا تعودت على مثل هذه الحملات المسمومة والهجمات الشرسة التى تشن كل فترة بسبب مواقفى السياسية ويستغل فيها كل ما يمكن حشده فى ذلك، وعلى رأسهم الكتاب وأصحاب الأقلام المدفوعون من أمن الدولة للهجوم على وتشويه صورتى بأى شكل.
وتابع الأسواني: إن الكاتب الذى اتهمنى بالسرقة والاقتباس والنقل المباشر، رؤوف مسعد، مواقفه منى معروفة، والجميع يعلم ما سبق أن ردده عنى عقب صدور رواية «عمارة يعقوبيان»، حينما أثار قضية الشواذ والشذوذ، فقد اتهم مسعد مترجم يعقوبيان بالشذوذ ولذا ترجمها (هكذا!) لأنها رواية تدافع عن الشذوذ، متهمنى بأننى أدافع عن الشواذ وأروج لهم.. إلخ ما قاله فى ذلك الوقت.
وقال الأسوانى إن مسعد عاد ليناقض نفسه، واتهم الرواية بمغازلة العقلية العربية التى تقف موقفا حازما من الشذوذ والشواذ ولذا قام مؤلفها بقتل البطل الشاذ، وقال حينها إن الأسوانى قد قتل فى روايته البطل الشاذ جنسياً طلباً لرضا الأرض والسماء!! مصرحا بأنه سيبلغ الاتحاد الأوروبى عن ناشر الرواية التى تحارب الشذوذ!! هذا هو رؤوف مسعد، وهذه هى آراؤه ومواقفه المتناقضة، ومن وقتها قررت ألا أنشغل بالرد عليه أو إهدار الوقت فيما لا يستحق.
الأسوانى أضاف قائلا: كما ذكرت فى أكثر من مناسبة سابقة، إن مثل هذه الاتهامات التى تكال والأخبار المسمومة لن تجدها فى أى بلد ديمقراطي، لكنها فى مصر تستعمل دائما لتشويه كل من يعارض النظام. فإذا كنت معارضا للنظام، فستفاجأ ذات صباح بموضوع فى جريدة ما يحمل تشنيعا عليك أو اتهاما مشينا، وهو ما تقابله بالتجاهل وعدم الاكتراث، لكنك ستفاجأ أيضا بعدها باتصالات عديدة، من صحفيين كثر، يسألونك عن التعليق على ما كتبه أحدهم عنك، هنا لو أنا رفضت التعليق فسيكتب بعضهم أننى رفضت الحديث والإدلاء بتصريحات للجريدة الفلانية، ولو أننى نفيت فسيكتب بعضهم أن الأسوانى يرفض الاتهام وينكر التهمة! لأصبح فعلا «متهما» وهذا ما لا أقبله ولا أسمح لنفسى بالتورط فيه وحتى لا يصل المغرضون إلى هدفهم بالشوشرة وارتباط الحدث أو الرواية باتهامهم الكاذب.
علاء الأسوانى أحالنى أيضا إلى ما سبق وكتبه الروائى والقاص حمدى عبد الرحيم عن جذور العداء الذى يكنه رؤوف مسعد له، حيث حاورت جريدة «أخبار الأدب» علاء الأسوانى قبل عدة سنوات، وكشف الأسوانى فى هذا الحوار عن حقيقة خلافه مع المترجم الفرنسى «ريشار جاكمون»، حينما قال إنه قدّم إلى جاكمون روايته القصيرة «أوراق عصام عبد العاطى» التى تدور حول شخص مضطرب نفسياً يهاجم الثقافة العربية وينتهى به الأمر نزيلاً فى أحد مستشفيات الطب النفسى. فأثنى جاكمون على الرواية وعلى كاتبها وقال إنه سيترجمها فيما لو تم تغيير نهايتها!!
رفض الأسوانى تغيير نهاية روايته؛ لأن تغيير النهاية سيعنى أن البطل «عاقل» وأن ما يقوله هو عين الصواب. من يومها وجاكمون يعادى الأسوانى الذى فضحه فى قاعة جامعة السربون أمام حشد من الكتاب والأساتذة الفرنسيين. وعلق الأسوانى على هذه القصة بقوله: «أنا لا أعتبر جاكمون ناقدا أدبيا. لكنه شخص جاء إلى مصر بتكليف سياسى وبناء على هذه التكليفات كان يقرر مهامه الأدبية».
وفى الحوار ذاته قال الأسوانى رداً على سؤال من المحرر الذى حاوره عن أمراض الثقافة المصرية: «نتيجة لسياسة وزارة الثقافة المصرية نشأ نوع نادر من المثقفين. المثقف الذى يناضل فى قضايا الأدب ولا يناضل فى قضايا الواقع».. وختم إجابته بقوله: «المثقف الذى يسكت عن حق الناس خائن».
قال مسعد: «إن الأسوانى يحرض على القتل»!! فعدت لقراءة الحوار فلم أجد أياً من مشتقات الفعل «قتل» فمن أين جاء مسعد بالقتل؟.. ثم لم أجد ذكراً لمسعد فى الحوار فلماذا هو ثائر؟
ويختتم عبد الرحيم تعليقه على الواقعة قائلا «الأستاذ مسعد بارع فى التأويل وقد بنى قضيته هكذا الأسوانى قال إن جاكمون اهتم برواية الصقار لأنّها تطاولت على القرآن.. والمتطاول على القرآن قد يُقتل. إذن الأسوانى يحرض على قتل كاتب الصقار ومترجمها!!»
ويبقى أن من أفضل ما كتب تعليقا على هذه المعركة العنيفة ما قاله الناشر والناشط المعروف محمد هاشم: أتابع «من بعيد» للآن، الهجوم الشنيع على علاء الأسوانى واكتشاف رهط كبير دفعة واحدة إنه حرامى روايات «مش فاهم إزاى»، بعض الأصدقاء داخل فى الخناقة عميانى، ونازل تلويش وشتيمة احتياطى.
والسؤال الآن: هل للهجوم علاقة بموقف الأسوانى من ترشح السيسى، وما تردد عن إعلانه دعم صباحى؟ لا أملك معلومات، تنفى وتؤكد الشائعات، أيا كان الأمر، أناشد بعض الأطراف عدم خلط أبو قرش على أبو قرشين، لكون الخلط ضارا أدبياً وسياسيا، ومن لديه معلومات يساعدنى على فهم «حرب داحس والغبراء» التى يتعرض لها وسط صمت مريب من أطراف عديدة.
ونحن معه ننتظر إجابة عن السؤال!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.