من سخريات القدر فى هذا العالم العجيب أن يتصور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه يمكن أن يحصل على جائزة نوبل للسلام رغم مسئوليته عن إراقة دماء الأبرياء بشكل مباشر كما حدث فى ضرباته لإيران تضامنا مع إسرائيل لإيقاف مشروعها النووي.. أو بشكل غير مباشر بامتناعه عن تسليح أوكرانيا فى حربها ضد روسيا لامتناعها عن تسليم ثرواتها المعدنية لأمريكا أو ضرباته المباشرة لليمن للحد من قدرات الحوثيين فى البحر الأحمر والأهم مسئوليته عن قتل أهل غزة بتسليح إسرائيل بكميات هائلة من أحدث الأسلحة لاستخدامها فى حرب الإبادة التى أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وإصابة أكثر من 100ألف مصاب. ويثير التعجب أن كليهما يداه ملطختان بدم الأبرياء والغريب أن ترشيح ترامب لجائزة نوبل من مجرم الحرب نتنياهو الصادر ضده حكم المحكمة الدولية لارتكابه جرائم حرب الإبادة ضد الفلسطينيين ومع ذلك سافر للولايات المتحدة وحلقت طائرته فوق دول أوربية دون أن تحاول القبض عليه، وتذكرت قول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عن وعد بلفور وهو بداية المأساة التى تعيشها المنطقة العربية حتى الآن بأنه (وعد من لا يملك لمن لا يستحق) لهذا فإن ترشيح نتنياهو لترامب لينال جائزة نوبل للسلام يثير الغثيان فى حين يقتل أهل غزة المحاصرين يوميا بالقرب من مراكز توزيع الأغذية التى يديرها الجنود الإسرائيليون والأمريكيون مستخدمين سلاح التجويع فى سبيل دفعهم إلى التهجير القسرى وما بين الجوع والموت مسافة لا يستطيع أهل غزة الفرار منها بل يدفعون حياتهم من أجل الحصول على بعض الدقيق كما شهدت بذلك إحدى الطبيبات المتطوعات لهذا فإن حلم ترامب بنوبل عشم إبليس فى الجنة!