لدينا مثل شائع عن المستحيلات نقول: «عشَم إبليس فى الجنة»؛ لأن إبليس عصى أمر ربه فمصيره نار جهنم والعياذ بالله. وأرى أن من المستحيلات، كما الجنة لإبليس، ما طرحه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس من خطة ل«تطهير» غزة، قائلا إنه يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من القطاع فى محاولة لإحلال السلام فى الشرق الأوسط. هذا ليس سلاما، بل استمرار اشتعال الحرب فى المنطقة. السلام هو حل الدولتين كما أقرت الأمم المتحد واعترفت بفلسطين اكثر من 145 دولة. وقد رفضت مصر، وكل الدول العربية، التهجير القسرى للفلسطينيين، كما رفضت حرب الإبادة الجماعية والتجويع التى يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلى على الشعب الفلسطينى، ورفضت تسويف القضية وإلغاءها من الملفات العالمية كما يود السفاح الصهيونى نتنياهو بدعم الإدارة الامريكية. ما يحلم به الصهاينة مستحيل حدوثه، وعلى ترامب أن يعيد حساباته، وعلى البنتاجون أن يعيد حسابات موازين القوى فى المنطقة. ليس من المنطقى أن تمد إسرائيل بترسانة أسلحة دمار شامل لقتل الشعب الفلسطينى الأعزل. لقد تعرضت واشنطن لانتقادات عالمية لدعمها اللامحدود لإسرائيل التى ترتكب جرائم حرب ضد شعب مشرد فى الصحراء. وأثارت منظمات حقوقية ووكالات إنسانية مخاوف بشأن الوضع فى غزة بعد أن تسببت الحرب فى نزوح سكان القطاع بأكملهم تقريبا وأدت إلى أزمة غذائية. الغريب ان ترامب يقول إن سكان غزة المدمرة مليون ونصف المليون الآن، وكانوا من قبل 2 مليون و300 الف نسمة؛ أى أن إسرائيل قتلت 800 الف مواطن! نصيحتى للرئيس الأمريكى ان يسعى لحل القضية الفلسطينية بالسلام. أما ما يفعله السفاح نتنياهو وحكومته المتطرفة فيجُر المنطقة والعالم إلى أتون حرب مستمرة. وقد سعت مصر للسلام وعقدت مؤتمرا يدعو لوقف حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل، ومحاسبتها على جرائم الحرب التى ارتكبتها ضد شعب أعزل. دعاء: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام.