يحاول نتنياهو أن يستبق زيارته للولايات المتحدة بأى «إنجاز» يقول للأمريكيين إن دعمهم اللامحدود لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل لم يذهب سدى!! لكن كل الظروف تؤكد أن مسيرة الفشل الإسرائيلى مستمرة رغم المجازر التى لا تتوقف ضد شعب فلسطين!! فى الشهر العاشر من حرب الإبادة على غزة، يحاول نتنياهو بيع الأوهام عن انتصارات زائفة، وهو يعرف جيدًا أنه لم يحقق أى هدف من أهداف حربه المجنونة التى يرفض جيشه الاستمرار فيها وتخرج المظاهرات تطلب إيقافها لعودة الرهائن، بينما يصر نتنياهو على إفشال كل مقترحات التهدئة لأن نهاية الحرب تعنى نهايته السياسية!! خلال الأيام القليلة الماضية، تلقى نتنياهو ضربتين موجعتين، الأولى حين أيقظوه فى الفجر ليعلم أن طائرة مُسيَّرة ضربت قلب تل أبيب بعد أن تجاوزت كل الموانع فى طريقها من اليمن إلى إسرائيل، ولولا أن القوات الأمريكية اعترضت ثلاث مُسيَّرات أخرى وصاروخًا مُوجهًا قُرب سواحل اليمن كانت فى طريقها لإسرائيل لكانت الضربة أشد وأوجع!! بعدها جاء قرار محكمة العدل الدولية لينسف أى مشروعية للوجود الإسرائيلى بالأرض الفلسطينية المحتلة عام 67، وليطلب من العالم إنهاء الاحتلال ويؤكد أن إسرائيل تُمارس التمييز العنصرى وتقيم المستوطنات غير المشروعة وترتكب جرائم الحرب ما يؤكد خروجها عن القوانين والشرعية ويستلزم العقوبات الدولية وليس الدعم الذى تقدمه بعض القوى الكبرى!! الضربة الإسرائيلية للمنشآت المدنية فى ميناء الحديدة لن تستعيد لإسرائيل قوة الردع التى فقدتها، وبغض النظر عما أوردته المواقع الإخبارية وفى مقدمتها موقع «اكسيوس» الأمريكى الشهير عن أن الضربة الإسرائيلية تمت بالتنسيق مع أمريكا.. فإن كل ما تحققه الضربة الاسرائيلية هو المزيد من مخاطر توسيع الصراع بالمنطقة، ومحاولة توريط الولاياتالمتحدة فى هذا الصراع بصورة مباشرة وهو أمر تدرك أمريكا جيدًا عواقبه الوخيمة! كل ذلك لا ينفى أن النواب والشيوخ الأمريكيين سيحتفون بمجرم الحرب سعيًا وراء التمويل الصهيونى لهم فى الانتخابات ما عدا القلة المحترمة أمثال السيناتور بيرنى ساندرز الذى قال إنه لن يشارك فى استقبال مجرم حرب!! وسيُحاول بالطبع ابتزاز إدارة بايدن والتقرب إلى ترامب، وفى كل الأحوال يبقى عنوان الزيارة هو ديموقراطية مأزومة ونُخبة سياسية فاسدة بأمريكا، وصهيونية فاشية يقودها مجرمو الحرب إلى نهايتها !!