ذكر موقع ديبكا الإسرائيلى المقرب من أجهزة الأمن أن الرئيس الأمريكى أوباما ووزير خارجيته جون كيرى قررا فى أعقاب مشاورات جرت بينهما خلال الأيام القليلة الماضية بخصوص المفاوضات السياسية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، الابتعاد بصورة مؤقتة عن هذه المفاوضات إلى أن يصل الطرفان- رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن- بدافع من نفسيهما إلى اتفاق حول استئناف التفاوض. وقالت مصادر ديبكا الخاصة إن كيرى يصف التدخل الأمريكى فى هذه المفاوضات باللمسة الخفيفة Light touch، وأن تقديرات البيت الأبيض وكيرى تشير إلى أن بنيامين نتنياهو ورئيسة الطاقم الإسرائيلى المفاوض، تسيبى ليفنى سوف ينجحان من نفسهما فى التوصل إلى اتفاق جديد مع أبو مازن. وأضاف موقع ديبكا أنه رغم هذا التوجه الأمريكى الجديد إلا أن الولاياتالمتحدة تلتزم بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلى جوناثان بولارد فى إطار الاتفاق الإسرائيلى- الفلسطينى! وتأتى هذه التقديرات الأمريكية استنادا إلى الرسائل التى نقلها أبو مازن لمكتب نتنياهو الأسبوع الماضى والتى أعلن فيها الزعيم الفلسطينى أنه مهتم باستئناف المفاوضات. ويؤكد موقع ديبكا أنه فى اللقاء المقرر عقده بين طاقمى المفاوضات الإسرائيلى والفلسطينى سوف تطرح تسيبى ليفنى اقتراحا إسرائيليا جديدا توافق إسرائيل بمقتضاه على تنفيذ كل بنود الاتفاق الذى تم التوصل إليه عشية نسفه فى الأسبوع الماضى، بما فى ذلك إطلاق سراح 420 أسيرا فلسطينيا بينهم 14 من عرب 48 الذين يعيشون داخل إسرائيل، وذلك بشرط طرد هؤلاء ال 14 من إسرائيل وسحب الجنسية الإسرائيلية منهم. ويعترض أبو مازن على هذا الشرط، لكن نتنياهو وليفنى اتفقا فيما بينهما على أن تقوم إسرائيل بإبلاغ الفلسطينيين أنه من غير الممكن أن يتدخلوا فى الطريقة التى تتعامل بها إسرائيل مع مواطنيها، وأن هذا الموضوع ليس من شأنهم. وفيما يتعلق بالطلبات الفلسطينية للانضمام إلى 15 منظمة دولية والتى بسببها فرضت الحكومة الإسرائيلية عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، بما فى ذلك تجميد نقل أموال الضرائب التى تقوم إسرائيل بجبايتها لصالح السلطة، والتى تصل إلى ما يقرب من 115 مليون دولار شهريا، سوف توافق إسرائيل على تجميد كل هذه الإجراءات وعدم تفعيلها فى مقابل موافقة الفلسطينيين على تجميد نصف طلباتهم ليصلوا إلى 7 فقط بدلا من 15 مع عدم الإقدام على أى خطوات من شأنها أن تعزز وضعهم فى هذه المعاهدات والمواثيق الدولية. وأكدت مصادر ديبكا المقربة من أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه سواء فى واشنطن أو فى القدس يصعب أن تجد شخصية سياسية تأخذ على محمل الجد الكلام الذى لا يتوقف فى القدس حول إجراء انتخابات عامة جديدة فى إسرائيل قريبا. وقالت مصادر ديبكا فى واشنطن إنه لا رئيس الوزراء نتنياهو ولا وزير المالية يائير لبيد ولا وزيرة العدل تسيبى ليفنى يريدون إجراء مثل هذه الانتخابات ولكل أسبابه الخاصة به. وفيما يتعلق بما قاله وزير الخارجية الإسرائيلى فى نيويورك بخصوص الانتخابات وأنه سوف يخوض الانتخابات القادمة مستقبلا بدون (الليكود)، فقد وصفته المصادر فى واشنطنوالقدس بأنه محاولة منه (لتشجيع نفسه). وفى نفس الوقت وصفت مصادر سواء فى واشنطن أو القدس تهديدات رئيس حزب (البيت اليهودى) نفتالى بينيت بالانسحاب من الحكومة إذا ما تمت صفقة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بأنها (غير جدية).