تواصل سلطنة عُمان إجراء المشاورات والمباحثات المهمة فى إطار الاتصالات العربية والعالمية السياسية والاقتصادية المكثفة التى تقوم بها لتفعيل التعاون الإقليمى والدولى وإثراء حوار الحضارات. ويؤكد المحللون السياسيون أن هناك العديد من الأصداء المهمة التى ما تزال تتوالى عقب الزيارة، وكلها تصب فى صالح دعم الاستقرار الإقليمى والسلام العالمى انطلاقا من المبادرات الاستراتيجية التى يقوم بها السلطان قابوس فى إطار السياسات الثابتة التى يتبناها منذ توليه مقاليد الحكم . اتفاقيات جديدة أصدر ديوان البلاط السلطانى بيانا حول الزيارة أشار إلى أنها تعبر عن حرص قيادتى البلدين على الارتقاء بمستوى التعاون بينهما إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين. وخلال فترتها وقعت السلطنة وإيران ثلاث اتفاقيات جديدة تتعلق الأولى بمشروع خط أنابيب لنقل الغاز، وتختص الثانية بمجال العمل، وتتعلق الثالثة بالتدريب المهنى، ولذلك تحمل العلاقات آفاقا مفتوحة للتعاون الثنائى لاسيما فى قطاعات الطاقة والسياحة. تم توقيع اتفاقيات أخرى متعددة خلال الفترة الماضية فى مجموعة من المجالات مما يسهم فى تطوير التبادل التجارى على المدى الطويل. كما تم التوصل فى نهاية العام الماضى إلى اتفاق على جانب كبير من الأهمية تستورد السلطنة بموجبه الغاز الإيرانى اعتباراً من السنة المقبلة -2015 - ولمدة 25 عاماً. تم أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم تقضى بمضاعفة عدد الرحلات الجوية بين البلدين من 14 إلى 30 رحلة أسبوعياً وهو ما يفتح الباب أمام نمو حركة السياحة، خاصة مع تدشين خطوط ملاحية، والتوصل إلى اتفاقيات للاستثمار المشترك فى بعض الموانئ وفى مقدمتها ميناء الدقم بمحافظة الوسطى. آفاق رحبة وفقا لتحليلات خبراء السياسة الدولية فقد اتسمت العلاقات بين السلطنة وإيران بالسلاسة والتعاون، فالسلطنة كانت دائما داعية خير وسلام ووفاق من أجل إعادة التواصل بين الغرب وإيران كلما توترت الأجواء. وقد رعت مصالح إيران فى كندا وبريطانيا إثر وقف التمثيل الدبلوماسى مع هذين البلدين. كما أن السلطنة احتضنت لقاءات غير رسمية بين خبراء طهران وواشنطن العام الماضى لبحث الملف النووى الإيرانى. وقد تحدثت بعض وسائل الإعلام عن دور أكثر أهمية للسلطنة فى التوصل إلي الاتفاق النووى، لاسيما وأن سلطنة عمان قامت على مدار سنوات بدور ايجابى للإسهام فى التواصل والتقريب بين إيران والولايات المتحدة بحكم علاقاتها الجيدة مع الطرفين. بيان مشترك فى ختام الزيارة أوضح بيان مشترك أصدرته سلطنة عُمان وإيران أن الجانبين تطرقا فى المباحثات إلى قضايا المنطقة والعالم أجمع ذات الاهتمام المشترك. وأكد الجانبان على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المزيد من المساعى لضمان استمرار الأمن والاستقرار القائمين على أساس التعاون الجماعى. كما أكدا على أهمية مكافحة الإرهاب بشتى أشكاله وصنوفه، مع الالتزام بقرار الأممالمتحدة الخاص بإقامة عالم خالٍ من العنف والتطرف. وعبر البلدان عن ترحيبهما بالتوافقات فى المباحثات التى جرت بين إيران ومجموعة دول 5+1، مع أهمية استمرار هذه المباحثات وصولاً للتوافق المنشود. وأكد البيان على ارتياح السلطنة وإيران لمستوى العلاقات الثنائية القائمة على الثقة والاحترام المتبادل بينهما، وجددا إرادتهما الراسخة لتطوير هذه العلاقات فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، وضرورة تنفيذ برامج التعاون بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وأكد الطرفان على الدور الإيجابى والمثمر الذى يلعبه القطاع الخاص فى البلدين وذلك فى سياق زيادة التعاون الثنائى، وعبرا عن أملهما بأن تؤدى هذه الأنشطة إلى زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجارى والاقتصادى بين السلطنة وإيران. كما وجه الدكتور روحانى الدعوة للسلطان قابوس لزيارة إيران وقد حظيت بالترحيب على أن يتم تحديد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.