هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    البنك المركزي يطرح أذون خزانة محلية بقيمة 75 مليار جنيه الأحد المقبل    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 16 مايو 2025    مستشار ألمانيا: العقوبات الأوروبية الجديدة ضد روسيا جاهزة وستُعتمد في 20 مايو    صفقات بمئات المليارات وتحولات سياسية مفاجئة.. حصاد زيارة ترامب إلى دول الخليج    الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي فرط صوتي    رسالة إلى عظيم أمريكا.. داعية سلفي شهير يدعو ترامب إلى الإسلام (فيديو)    برشلونة يحقق أرقاما قياسية بالجملة فى طريقه لحصد لقب الدوري الإسباني    الحوثيون يعلنون حظر الملاحة الجوية على مطار اللد-بن جوريون    ليست ورقة في نتيجة.. أسامة كمال: عرّفوا أولادكم يعني إيه نكبة.. احكوها وورّثوها كأسمائكم    نتيجة وملخص أهداف مباراة برشلونة ضد إسبانيول في الدوري الإسباني    نجم الزمالك السابق يعلق على قرار لجنة التظلمات بشأن أزمة القمة    أسامة نبيه: أشكر اللاعبين.. وبذلنا مجهودًا مضاعفًا بسبب مجموعتنا في الدور الأول    «يتمنى اختفاء الفيديو».. قناة الأهلي تهاجم حازم إمام وتستعرض مقطعا مثيرا    د. أسامة أبوزيد يكتب: طريق الإصلاح    مصرع صغير وإصابة 21 آخرين في انقلاب سيارة عمالة زراعية في البحيرة    الأرصاد تحذر: موجة شديدة الحرارة تضرب البلاد اليوم    حريق بأشجار يمتد لسطح منزلين بسوهاج.. والحماية المدنية تتدخل    دون إصابات.. سقوط سيارة في ترعة بالغربية    الثانوية العامة.. ننشر جدول مدارس المتفوقين STEM المُعدل    هل النوم تحت أشعة «الواي فاي» ضار؟ أطباء يجيبون على السؤال المحير    يوسف حشيش يحتفل بعقد قرانه على منة القيعي (صور)    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    الكاتب صنع الله إبراهيم (سلامتك).. الوسط الثقافي ينتفض من أجل مؤلف «ذات».. بين الأدب وغرفة العمليات.. «صنع الله» يحظى باهتمام رئاسي ورعاية طبية    لتوفير سلع غذائية بأسعار تنافسية.. محافظ الشرقية يفتتح مولًا تجاريًا في العصلوجي    محاكمة متهم بجلب «الاستروكس» وبيعه في دار السلام    الأهلي يمهل ثنائي الفريق فرصة أخيرة قبل الإطاحة بهما.. تقرير يكشف    لقب الدوري السعودي يزين المسيرة الأسطورية لكريم بنزيما    الرؤى متعارضة.. خلافات ترامب ونتنياهو تُحدد مصير «الشرق الأوسط»    فيفى عبده تشعل حفل زفاف ابنة أمل رزق بالرقص على الأغانى الأجنبية (صور)    إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الدوحة الدولي للكتاب.. اعرفهم    بعد زيارة ترامب له.. ماذا تعرف عن جامع الشيخ زايد في الإمارات؟    النائب إيهاب منصور يطالب بوقف إخلاء المؤسسات الثقافية وتحويلها لأغراض أخرى    سعر الذهب اليوم الجمعة 16 مايو محليا وعالميا بعد الانخفاض.. بكام عيار 21 الآن؟    أخبار × 24 ساعة.. الحكومة: جهود متواصلة لتأمين المخزون الاستراتيجى للقمح    الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء : عدد سكان العالم سيصل 8.9 مليار نسمة بحلول 2035    رئيس قناة السويس: قرار تخفيض الرسوم مدروس وهذا حجم الخسائر في 18 شهرا    عرض على 5 أندية.. غموض حول مصير ساني مع بايرن ميونيخ    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    حيازة أسلحة بيضاء.. حبس متهم باليلطجة في باب الشعرية    بسنت شوقي: نجاح دوري في «وتقابل حبيب» فرق معي جماهيريًا وفنيًا    وزير التعليم يتخذ قرارات جريئة لدعم معلمي الحصة ورفع كفاءة العملية التعليمية    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    ما حكم الأذان والإقامة للمنفرد؟.. اعرف رد الإفتاء    هل يجوز الزيادة في الأمور التعبدية؟.. خالد الجندي يوضح    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة مطروح لجميع المراحل (رسميًا)    بمشاركة واسعة من المؤسسات.. جامعة سيناء فرع القنطرة تنظم النسخة الثالثة من ملتقى التوظيف    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    دايت من غير حرمان.. 6 خطوات بسيطة لتقليل السعرات الحرارية بدون معاناة    تعزيز حركة النقل الجوى مع فرنسا وسيراليون    تيسير مطر: توجيهات الرئيس السيسى بتطوير التعليم تستهدف إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات    محافظ الجيزة: عمال مصر الركيزة الأساسية لكل تقدم اقتصادي وتنموي    إحالة 3 مفتشين و17 إداريًا في أوقاف بني سويف للتحقيق    موريتانيا.. فتوى رسمية بتحريم تناول الدجاج الوارد من الصين    "الصحة" تفتح تحقيقا عاجلا في واقعة سيارة الإسعاف    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل ستعود للمصريين أخلاقهم الأصيلة ؟
نشر في أكتوبر يوم 16 - 03 - 2014


كلاكيت ثانى مرة للتذكرة وليس أكثر ..
كتبت هذا المقال بعد الثورة مباشرة وكان لدى أمل كبير أن يتحسن حال أبناء هذا الوطن وأن الثورة ستغير الناس للأحسن وأن الناس ستتفتح قلوبهم للخير وليس للشر وأن الغد سيكون أفضل دائما.. وأن كل واحد سيعمل فى إطار شغله وليس أذية خلق الله يمين وشمال وأن الشر يمكن أن يخجل شوية ويبعد عن التلويش فى خلقه شوية، ولكن للأسف أظهرت الثورة أسوأ ما فى أخلاق الناس من احتيال وبلطجة وإرهاب الآمنين والتلويح بالشر، وذلك نتيجة أن البلد بكافة مؤسساتها مشغولة فى ترتيب البيت من الداخل وهم مشغولون بالتخريب والتدمير لكل شىء ومين يلحقله لقمة ومين يلحقله سبوبة والدنيا ظاطت وباظت وراح الناس الطيبين فى الرجلين.. وربنا المعين على هؤلاء المأجورين من أجل علاوة أو ترقية أو حتى الرضا السامى تطوعا وحاجة ببلاش كده واللى يلحق حاجة يأخذها من كل الخراب الذى أصبح يحيط بمصر من كل جانب.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فى كل بلية وكل شرير يصدر شره على خلقه الآمنين.. فإذا كان من حكمونا صدروا لهذا الشعب أسوأ القيم وأحقرها طوال فترة طويلة فمن الصعب تخلص الناس من هذه الأخلاق السيئة فهذا يحتاج إلى نقع الناس فى مسحوق قوى المفعول حتى يتخلصوا مما أصابهم من أمراض أخلاقية وإنسانية وأنانية وحقارة صعب التخلص منها ونقول أيه هذا أصبح حال البلد.. أو محتاجين لحبوب يوسف السباعى للنظافة من رواية أرض النفاق وعلى رأى الأستاذ محمد صبحى نحن نحتاج إلى إعادة بنا البشر وليس الحجر فقط، إزاى يقول لنا علماء العلوم الاجتماعية ذلك، فنحن نحتاج وصفة أو روشتة عاجلة لعلاج هؤلاء الناس الذين لا هم لهم إلا أذية خلق الله لمجرد نقيصة، وحقد فى نفوسهم على من هم أفضل منهم والله أعلم.. وفجأة وجدنا حولنا كم هائل من العصابات والتجمعات التآمرية فى كل مكان تريد أن تجنى ثمار الثورة لمصلحتها بالإدعاء بأنهم كانوا غير متفقين مع الحكم السابق وهم كانوا من ذيول الحكم السابق فى كل مكان وكل مؤسسة ومسئولين عن الخراب الذى ألم بكل مكان وكل مصلحة عامة وهم أحد الحرامية الذين نهبوا مؤسساتنا وأفقروها وأخذوا عضماية ولا لقماية ناشفة ولا حتى طرية فهم متورطون فى هذا الفساد وكانوا لايجرؤون على فتح أفواههم حتى بكلمة وهس والآن يتشدقون بأنهم مع الثورة قلبا وقالبا إزاى برضه أنت ما تعرفش هؤلاء كلاب وخدامين كل عصر وكل وقت وآكلى فتات كل الموائد.. وإذا كان الفاسدون قبل الثورة سرقوا مليارات ومليارات وملايين وملايين من أموال هذا الشعب.. سرقوا بنوكا وأراضى وسرقوا البحر والنهر والشمس والهواء النقى والطعام النظيف والحياة.. كل ذلك سيعود، ولكن الأفظع والأدهى والأكثر خطورة، أنهم سرقوا وشوهوا وأفقروا الأخلاق المصرية الأصيلة والتى ظل المصريون على مر العصور يتباهون بها بلا منازع.. واختفت كثير من صفات الإنسانية والنبل والرقى والأخلاق الرفيعة بين أبناء هذا الوطن، وتدنت العلاقات الإنسانية من حب الخير والتراحم والتآلف والتلاحم فى الحزن والفرح..
المصرى المعروف بشهامته ونبله ونخوته وجدعنة ولاد البلد تراجعت هذه الصفات فى كثير من المواقف، وأصبحت الأنانية والفردية وحب الذات والمصالح الشخصية أهم من المصلحة العامة.. وأصبحت القيمة السائدة فى كل التعاملات بين الناس اللى تغلب ألعب به واخطف وأجرى وأسرق وأجرى.. وأصبح اللى معاه قرش يساوى قرشا وقيمة الإنسان تحددت بما يملك، وبرصيده فى البنك وبحجم سيارته.. وأكلتنا المظاهر وقتلت جوهر الناس ومعادنهم النفيسة.. وأصبح كل فرد يقول أنا ومن بعدى الطوفان.. فغرقت سفينة نوح وغرقنا كلنا فى السلبية واللامبالاة وماليش دعوة، والكل تاجر بالكل والكل باع الكل وسقطنا فى بحر التأخر وعدم الإنتاج.. وتكونت جبهات فى كل مجال وكل مؤسسة وكل قطاع من قطاعات الأشغال لمحاربة الناجحين والمتميزين والموهوبين وقتل الأفكار ووأد كل من هو قادر على عمل شىء ناجح وحورب النجاح فى كل مكان وأخليت الساحة للمعارف والمحاسيب والأقارب.. وأدى ذلك الى إشاعة الحقد والكره والبغض بين المصريين فى كل قطاعات الأعمال.. وفشلت كل المصالح وخسرت كثيرا من الأموال ولم تحقق أرباحا.. وأصبح أداء الأفراد بلا اهتمام وعلى قدر فلوسهم.. وازداد الفقراء فقرا والحرامية ثراء وكله بالقانون.. واختفت روح الفريق، وأصبحت كل الأشغال تتردى بالفشل كل فرد لا يريد إلا نفسه فى الصدارة والآخرون يموتوا يغوروا فى داهية، ولهذا البلد تأخرت وأصبحت فى مصاف الدول البدائية.. وتأخر التعليم والعلم.. وكثير من الكفاءات هاجرت وتركت مصر وعادت تبين لنا فشل إدارة مؤسساتنا. والدليل أمامنا د.زويل ود.مجدى يعقوب وفاروق الباز وغيرهم الكثيرون من رجال أعمال يشار لهم بالبنان.
والإنسان المصرى الذى يأكلها بدقة وملح وينام ضميره مرتاح أصبح يقبل القرش الحرام ويفتح باب الدرج ويقبل الرشوة علشان يعيش ويعيش أولاده مستورين يادوبك مستورين لأن هناك من كان يلتهم مرتبه ودخله المفروض أن يتقاضاه من وظيفته وحرم منه.. وسرقوه مليارات كان يمكن أن يعيش المصريون بها.. كل المصريين فى رغد ورفاهية، وهذه ليست قاعدة فلا يزال هناك كثير من المصريين يعتزون بكرامتهم ويرفضون القرش الحرام ..
وتردى الأخلاق الذى ساد وأفسد المجتمع ليس بين أبناء الوطن فقط.. بل بين أبناء الأسرة الواحدة أصبحت تسودها الغيرة والحقد هذا لديه وليس لدى مثله.. والعلاقات الإنسانية بينهم صارت تيك أواى، ويمكن الأخ لا يرى أخاه بالسنوات. والأخ المحتاج لإخوة إنسانيا أو ماديا لا يجد استجابة وشحت العلاقات الطيبة بين الإخوة. ويمكن للأخ أن يبيع أخوه أو أخته أو يسرقه أو يخونه. انقلب حال المجتمع.. وكل ذلك بسبب السعار المادى والجشع والطمع، والذى لديه سيارة يريدها خمس سيارات والذى لدية ثلاجة عايز فى كل حجرة ثلاجة وكل حجرة تليفزيون وهلما جرا..
أما الجرائم التى انتشرت وكانت غير مسبوقة وظهرت وطفت على وجه المجتمع وهزت الضمير وأظهرت كم القسوة التى بدا عليها هؤلاء المجرمون، جرائم القتل فى الأسرة الواحدة.
وجرائم الاغتصاب للأطفال وسرقة الأطفال والاتجار بأعضائهم.. وعرفنا هؤلاء الذين يبيعون دماءهم غيلة الفقر وكذلك كلاويهم وأكبادهم غيلة العوز، وشاهدنا أناسا تلفق لهم التهم وإدخالهم السجن وتشويه سمعة بعض المحصنات ودحض الحق بالباطل والباطل بالحق واختلط الحابل بالنابل.. وانتشر العنف بين الناس قلة الذوق والألفاظ البذيئة تسمعها فى كل مكان بعد أن كان هذا الشعب المصرى معروفا بعفة اللسان والكياسة ودماثة الخلق، والسؤال هل يمكن أن يعود المصريون إلى سابق عهدهم.
الجنس– المخدرات– الدين– هذا الثالوث الذى ثارت الصين وقاومته وحررت بلدها منه وطهرت أبناءها منه.. ألقوا ببلدنا فى أحشائه.. يتخرج الشاب من الجامعة فلا يجد عملا ويكون مكانه الرصيف والنواصى وأصدقاء السوء فيتلهى بالمخدرات أو الأفلام الثقافية أو يلقى بنفسه إلى دعاة الدين المزيفين للدين.. الصين عرفت طريقها ووضعت يديها على الداء ثم انطلقت إلى التقدم وغزو العالم بصناعتها وتجارتها وأصبحت بعبع العالم الاقتصادى.. وكان يمكن لمصر أن تكون لولا هؤلاء الذين سرقوا أموال الشعب المصرى وتاجروا بقوته.. وكان يمكن أن يعيش الشعب المصرى بالمليارات التى نهبت فى تقدم وازدهار ورفاهية. ولكن القيم التى تعمد النظام من خلال مؤسساته الإعلامية نشرها.. قيم الفردية والثروة والمظاهر الكاذبة وإثارة الحقد بين الفقراء والأغنياء والعنف وإفساد الذوق وإشاعة الفهلوة والرغبة فى الثراء السريع بلا تعب أدت إلى انحراف كثير من الناس.. وكل فرد وجد الغلاء والدروس الخصوصية وارتفاع أسعار كل الخدمات كل يوم عن يوم وسار الكل يبحث عن الفلوس وتناسينا قضايا الوطن وتركناهم ينهبوه ونحن مشغولون بلقمة العيش..
ثورة الميدان.. ثورة الشباب الواعى الفاهم الدارس الذى تفوق على جيلنا الصامت الذى ضرب وهزم وقهر دون أن ينبت ببنت شفة وإلا لقى التجويع والترويع والإبعاد والنفى داخل منزلك قيد الإقامة الجبرية. وإلا تجد نفسك متهما فى قضية أخلاقية أو محاصر بزبالة البشر يرهبوك.. ويقلقوا منامك.. أو يرسلوا لك واحد زبالة يتحرش بك يوريك العين الحمرا، والله العظيم لقد خطرت لى فكرة ميدان التحرير منذ سنوات كلما تعرضت للقهر والظلم وكنت أضحك ملء جفونى لأنى أتصور أن هناك من سيأتى ويجرنى للسرايا الصفراء بالعباسية وأقهقه من الفكرة. إلى أن فعلها أولادى وكلهم فى سن أولادى الذين لم يروا النور بفعل فاعل.
والله عملها الشباب اللى زى الورد والفل وأيقظ الشعب المصرى كله الشباب الذى أشعرنا أننا كلنا لسنا على مستوى المسئولية ولم نستطع مواجهة كل الظلم الذى عاناه الشعب لسنوات طالت 30 سنة ياهو ولا صبر أيوب. أيقظونا وأعادونا نحن المصريين لأنفسنا انظر أخلاق الميدان، ميدان التحرير. ميدان الثورة ميدان الحب والطهر والعفاف..عودى أخلاق المصريين الأصيلة.. عودى ونحن فى انتظارك..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.