كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شجاعًا في كل الأوقات وكان الصحابة يحتمون به إذا ما ألمت الملمات ومن أكثر الأمثلة العملية لشجاعته أنه بعد فتح "مكة" دخل العرب في دين الله أفواجًا إلا أن قبيلتي "هوازن" و"ثقيف" رفضتا الدخول في دين الله، وقررت حرب المسلمين، فخرج إليهم النبي- صلى الله عليه وسلم- في اثني عشر ألف من المسلمين، وعند الفجر بدأ المسلمون يتجهون نحو وادي "حنين"، وهم لا يدرون أن جيوش الكفار تختبئ لهم في مضايق هذا الوادي، وبينما هم كذلك انقضت عليهم كتائب العدو في شراسة، ففر المسلمون راجعين، ولم يبق مع النبي إلا عدد قليل من المهاجرين، وحينئذٍ ظهرت شجاعة النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخذ يدفع بغلته ناحية جيوش الأعداء، وهو يقول في ثبات وقوة وثقة: "أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب"، ثم أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- عمه "العباس" أن ينادي على أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- فتلاحقت كتائب المسلمين الواحدة تلو الأخرى، والتحمت في قتال شديد مع كتائب المشركين، وما هي إلا ساعات قلائل حتى تحولت الهزيمة إلي نصر مبين. وروي أنه ذات ليلة هب أهل المدينة المسلمون مذعورين من نومهم بسبب صوت أفزعهم، حسبوه عدوًا يستعد للهجوم عليهم ليلًا فخرجوا ناحية هذا الصوت، وفي الطريق قابلوا النبي- صلى الله عليه وسلم- راجعًا راكبًا فرسه بدون سرج ويحمل سيفه، فطمأنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وأمرهم بالرجوع بعد أن استطلع الأمر بنفسه- صلى الله عليه وسلم- فلم تسمح شجاعته أن يجلس في بيت ينتظر حتى يخبره المسلمون بحقيقة الأمر.