أسوان «سونو» أطلقه قدماء المصريين، وتعنى «السوق»، لأنها كانت ومازالت ملتقى قوافل التجارة بين مصر والسودان، ثم سماها الإغريق «سيين».. وفى اللغة القبطية اسمها «سوان».. ثم سماها العرب «أسوان»، وأسوان نافذة مصر الأولى نحو أفريقيا.. أسوان بالنسبة للمصريين القدماء والمحدثين منجم الحجر الجرانيت، وهو الحجر الذى صنعت منه المسلات والتماثيل وقاعدة السد العالى الركامية.. أسوان تاريخيًا تمتد إلى شمال الخرطوم ومن البحر الأحمر إلى الصحراء الليبية.. وأهل أسوان من أصفى شعوب الدنيا نفسًا ومن أكثر شعوب الأرض تسامحًا، وسوف يذكر التاريخ أن جزءًا من أهل أسوان قدموا التضحية الوطنية، فقد تركوا أرضهم تحت مياه السد العالى «بحيرة ناصر» ذلك المشروع العملاق الذى قدم النماء والحياة لمصر. فى جنوبأسوان ثلث ثروات مصر الطبيعية تنتظر المستثمرين وقد تأخرت تنمية المنطقة 43 عامًا منذ بناء السد العالى، وتمثل المنطقة 30% من مساحة مصر و25% من طول مجرى النيل وتجاور ثلاث دول هى السودان وليبيا وتشاد.. واستطاعت الأقمار الصناعية تحديد الموارد والثروات وخرائط المشروعات لبدء أضخم تنمية فى منطقة أسوان.. وتسكن أسوان 7 قبائل أساسية (الجعافرة - النوبيون - العبابدة - البشارية - الأنصار - الأصولية - الأقباط).. و5 بطون (العقيلات - العباسيين - الهلالية - القناوية - السوهاجية).. وهم مصريون عرب يحرسون البوابة الجنوبية لمصر. ويرجع الفضل للرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى حافظ على تراث هذه المنطقة من الضياع، لأن الدولة مشكورة فى هذا الوقت نقلت الجزء الجنوبى الشرقى من النوبة (بحيرة ناصر الآن) إلى مركز التهجير شرق كوم أمبو، وراعت خطة التهجير الأسماء والترتيب الجغرافى ل 44 قرية نوبية.. ويرجع الفضل فى تصميم المبانى للمهندس العالمى الراحل حسن فتحى (سيد البناءين). وأهالى أسوان حيازتهم الزراعية صغيرة، بالرغم من أن الحرفة الرئيسية لهم مازالت الزراعة، وعدد السكان تضاعف 50 مرة منذ عام 1920، والدولة بدأت استصلاح آلاف الأفدنة بأودية النقرة وعبادى والعلاقى وخريت والصعايدة، وهذه المشروعات مازالت تحت الإنشاء.. وأهل اسوان والصعيد يطالبون الدولة بتوصيل مياه الرى لهذه المناطق.. والجزر النيلية بأسوان تحتوى على المعابد والآثار الفرعونية وهى جزر (فيلة والفنتين وسهيل وآمون وأغاخان والنباتات وجزيرة أمراء الفنتين) وهذه الجزر شبه معزولة عن طرق المواصلات.. والمطلوب إنشاء مرافئ حديثة على هذه الجزر، وزيادة الخطوط الملاحية للعبارات والسفن.. وفى مقابر جزيرة الفنتين بنوا فندقا كبيرا حجب الرؤية عن هذه المقابر، وهذا البناء يشوه حضارة الأجداد فى منطقة غرب أسوان والمنطقة المتاخمة لمحافظة أسوان (حلايب - شلاتين - أبو رمادة) مازالت بكرًا وتحتوى على ثروات معدنية ومراع وأرض صالحة للزراعة، وأسوان إحدى محافظات الصعيد التسع (مصر العليا)، ومساحة الصعيد 25.929 كيلو مترًا، وسكان الصعيد حوالى 30 مليون نسمة، و70% منهم مهنتهم الأساسية الزراعة.. والصعيد أكبر منطقة طرد للسكان نحو الشمال، وخارج البلاد منذ زمن بعيد لمحدودية الموارد وانتشار الفقر. وأكد لى د. محمد منصور أستاذ الاقتصاد بجامعة أسيوط أن الصعيد به 8 جامعات ستمد خطة تنمية الصعيد بالخبراء فى مختلف المجالات. والصعيد يحتاج حاليًا إلى 300 مليار جنيه كمرحلة أولى لتحقيق التنمية، حيث يمكن استصلاح 300 ألف فدان فى الوادى الأسيوطى ووادى كوم أمبو، ويمكن زراعة 500 ألف فدان بمنطقة شرق العوينات على المياه الجوفية والصعيد به صناعات عريقة مثل السكر والألمونيوم والورق والأسمنت وتكرير البترول.. وتم اكتشاف البترول بمنطقة غرب كوم أمبو.. وهذه الصناعات تحتاج للتوسع بضخ استثمارات كبيرة. والصعيد غنى بالمعادن والخامات الطبيعية مثل الحديد والمنجنيز والفوسفات والذهب.. وهذه الصناعات تستوعب عمالة كثيفة وبدأ إنتاج الذهب فى منجم السكرى.. ولدى مصر مناطق أخرى منتشرة فى الهضبة الشرقية الموازية للبحر الأحمر يمكن استخراج الذهب منها بكميات اقتصادية. وإقليم الصعيد يحتاج إلى طرق عرضية تربط محافظات الصعيد (المنياوأسيوطوسوهاجوقنا والأقصر وأسوان) مثل طريق أسيوط - البحر الأحمر، وطريق المنيا - راس غارب، وطريق سوهاج - البحر الأحمر، وطريق قنا - سفاجة، وطريق أسوان - البحر الأحمر.. وإنشاء هذه الطرق المتجهة من محافظات الصعيد إلى البحر الأحمر ستؤدى إلى توسيع الحدود شرقًا نحو محافظة البحر الأحمر، وتزيد من فرص التصدير عبر موانئ البحر الأحمر، وتخلق فرص عمل للصناعات المخصصة للتصدير.. وهذه الطرق العرضية لمحافظات الصعيد تدخل إقليم الصعيد ضمن الخريطة السياحية، لأنها ستحدث نوعًا من الترابط بين المناطق الأثرية الملاصقة لوادى النيل والمناطق السياحية فى البحر الأحمر يمكن للسائح أن يأتى إليها دون استخدام طريق القاهرة - أسوان. والصعيد مرشح ليكون منطقة التكامل بين مصر والسودان، حيث يمكن استغلال المناطق الحدودية بين البلدين لتنفيذ مشروعات زراعية وصناعية بين مصر والسودان تكون نواة للتعاون الاقتصادى والاجتماعى بين مصر والسودان ودول شرق أفريقيا.. وإذا تمت هذه المشروعات الطموحة بإقليم الصعيد ستؤدى إلى القضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية خارج البلاد، وكذلك الهجرة إلى الشمال.. وستكون مناطق الصعيد جاذبة للتوطن السكانى لأبناء الجنوب وأبناء الشمال.. وهذه الخطة التى أعدها خبراء الجامعات المصرية وجامعات الصعيد نرجوا أن تنال اهتمام ورعاية حكومة المهندس إبراهيم محلب، ويمكن أن تكون أحد المشروعات القومية التى تحل مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية.