«ترمومتر الأحداث فى أفريقيا» توصيف دقيق أطلقه الدكتور السيد إبراهيم السيد جابر أستاذ الأراضى وعميد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة واصفا به معهد البحوث والدراسات الأفريقية الذى تناول أزمة سد النهضة بالبحث والدراسة محاولًا التوصل إلى حلول فيها بالإضافة إلى دوره بالمشاركة فى مراقبة انتخابات جنوب السودان.. التقينا د. السيد إبراهيم جابر.. وكان هذا الحوار. * حدثنا عن نشأة المعهد وكيف جاءت فكرته؟ ** أنشئ معهد البحوث والدراسات الأفريقية سنة 1947 وكان اسمه فى البداية معهد الدراسات السودانية وكان تابعا لكلية الآداب جامعة القاهرة حتى سنة 1971 حيث أدخلت به بعض من التخصصات وأصبح اسمه معهد الدراسات والبحوث الأفريقية. * ما الدور الذى يقوم به المعهد؟ ** للمعهد رسالة كبيرة فى أفريقيا فهو الجهة المعنية بالشئون الأفريقية فى مصر والمنطقة العربية ويكاد يكون من المعاهد القلائل المهتمة بالتخصصات الأفريقية فى أفريقيا كلها فالمعهد هدفه الأساسى صيانة علاقات مصر الأفريقية ودور مصر فى أفريقيا خصوصا دول حوض النيل وللمعهد دور تعليمى وعلمى واضح فهو يمنح درجة الدبلوم فى الدراسات الأفريقية ويمنح درجة الماجستير والدكتوراه فى الدراسات الأفريقية فى التخصصات المختلفة وبالمعهد كذلك مراكز بحثية لخدمة المجتمع فلدينا أربعة مراكز بحثية متخصصة هى: مركز الدراسات الأفريقية ومركز المعلومات والاستشارات الأفريقية ومركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية ومركز دراسات السودان والحقيقة أن تلك المراكز تقوم بدور علمى وبحثى من خلال تنظيم دورات فى الشئون الأفريقية سواء للأفارقة أو للمصريين ولدينا أيضا مركز تنمية قدرات الأفارقة وبناء القدرات الأفريقية يقوم بتنظيم دورات للأفارقة من دول أفريقيا مختلفة وخصوصا السودان ويقوم بعمل دورات متخصصة فى إدارة الأعمال والتخطيط الاستراتيجى وصيانة الموارد. * هل للمعهد أى دور تاريخى فى حل المشاكل بين الدول الأفريقية؟ ** المعهد يقوم بحل بعض المشكلات فالمعهد ترمومتر لأحداث أفريقيا فلا يوجد حدث فى أفريقيا إلا ونجد المعهد له دور فى تغطية مثل أزمة دارفور فالمعهد قام بعمل العديد من الندوات وورش العمل حول هذه الأزمة وشارك المعهد أيضا فى لجنة متابعة الانتخابات فى جنوب السودان كذلك شارك المعهد بعدد من الأعضاء لمتابعة الانتخابات فالمعهد له دور أكاديميى داخلى وفى أفريقيا وكذلك موضوع سد النهضة تم تنظيم عدد من المحاضرات وورش العمل حول هذا الموضوع وكذلك مشكلة مالى نوقشت باستفاضة فى المعهد من خلال ورش عمل وأى قضية لها انعكاسها فى المعهد من خلال الدراسات. * ما هى إصدارات ومطبوعات المعهد؟ ** لدينا العديد من الإصدارات كمجلة الدراسات الأفريقية وهى معنية بالشئون الأفريقية والتقرير الاستراتيجى السنوى للمعهد بالإضافة إلى إصدارات المعهد عن مؤتمرات وندوات يتم طبعها. * من هم أهم خريجى المعهد ؟ ** أذكر على سبيل المثال د.حسين العطفى وزير الموارد المائية من خريجى المعهد حصل على الدكتوراه فى الموارد المائية من المعهد. وهناك العديد من القيادات العسكرية التى حصلت على الماجستير والدكتوراه من المعهد بالإضافة إلى قيادات تخرجت فى المعهد وتشغل مناصب قيادية فى الوزارات المختلفة. * هل هيئة التدريس قاصرة على المصريين فقط أم هناك أساتذة من بلاد أفريقية؟ ** نعم هيئة التدريس قاصرة على المصريين لأن المعهد تابع لجامعة القاهرة ولكن طلاب المعهد من المصريين والأفارقة. * وماذا عن دور الدولة فى تقديم الدعم للمعهد باعتباره واجهة تعليمية لمصر فى أفريقيا؟ ** فى الآونة الأخيرة أولت الجامعة عناية كبيرة بالمعهد والعام الماضى تم تنظيم مؤتمر عن دول حوض النيل نظمته جامعة القاهرة لأن أفريقيا هى الامتداد الأمنى والاستراتيجى والطبيعى لمصر فالنيل شريان الحياة والحقيقة أن هناك اهتماما بأفريقيا على مستوى الدولة ونحن كمعهد معنى بالدراسات الأفريقية نتعاون مع العديد من الهيئات والمؤسسات التى تتعاون فى هذا الاتجاه فعلى سبيل المثال كانت هناك لجنة فى مجلس الشورى هى لجنة الشئون الأفريقية كانوا دائما ما يتشاورن مع المعهد فى كل الأمور الخاصة بأفريقيا. * كم عدد الطلاب المصريين والأفارقة الملتحقين بالمعهد؟ ** يبلغ عدد الطلاب المصريين حوالى 300 طالب أما عدد الطلاب الأفارقة فيصل إلى 50 طالبًا وهو عدد معقول نظرا لأن المعهد يمنح درجات علمية من ماجستير ودكتوراه عن طريق منح تقدمها مصر لبعض الدول الأفريقية فيوجد طلبة من نيجيريا والسودان وليبيا والنيجر ومالى وغينيا. * ما الدولة الأكثر إقبالا على التعليم فى المعهد؟ ** الدولة الأكثر إقبالا فى الفترة الأخيرة هى نيجيريا فلدينا ما يقرب من عشرة طلاب تم إرسالهم كبعثات إلى المعهد فى عدد من التخصصات منهم الجغرافيا والتاريخ واللغات. * هل للمعهد أى دور فى حل قضية سد النهضة بين مصر وأثيوبيا؟ ** بالفعل قام المعهد بعمل مبادرة على هامش مؤتمر حوض النيل الذى ألغى للظروف التى تمر بها مصر وكانت المبادرة قائمة على أساس إرسال خمسين منحة دراسية إلى البلاد الأفريقية خاصة دول حوض النيل وبالفعل تمت مقابلة سفراء هذه الدول وتحديد احتياجاتهم من البعثات وعلى سبيل المثال كان سيتم إرسال 10 منح دراسية لأثيوبيا على أن يحددوا هم المجالات التى هم فى حاجة إليها وكذلك قام المعهد بتقديم أكثر من عمل علمى عن سد النهضة بالتعاون مع الخبراء والمتخصصين الذين أبدوا مقترحاتهم وقدموا عددًا من التوصيات التى قدمت إلى صانعى القرار.