ظلت حديقة الحيوان بالجيزة لأكثر من150 عاماً مقصداً لملايين المصرين الذين يجدون فيها متعتهم الوحيدة خلال الأعياد والمناسبات والعطلات الأسبوعية تصل مساحتها إلى ما يقارب 80 فدانا وتتضمن جداول مائية وكهوفا بشلالات مائية وجسورا خشبية، ومعالم أثرية تبهر من يراها وبحيرات للطيور المعروضة وما يقرب من ستة آلاف حيوان من نحو 175 نوعا، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية. تتميز حديقة حيوان الجيزة بأن لكل مكان فيها قصة خاصة وأنها تضم عدة أماكن أثرية أهمها جبلاية القلعة والشمعدان والكوبرى المعلق الذى بناه المهندس المشهور ايفل وبعض البوابات الآثرية الخاصة بسراى الخديو إضافة إلى «الاستراحة الملكية» المكونة من 15حجرة، كانت الاستراحة الملكيه مخصصة لاحتفالات أعياد الميلاد والتنزه لأطفال العائلة المالكة. وحتى نعرف أهمية مبنى «الاستراحة» التى تعد من المبانى الملكية النادرة إن لم تكن الأجمل على مستوى العالم نظرًا لطابعها المعمارى وتصميمها الفريد لدرجة أن الرئيس المصرى الراحل، أنور السادات، كان يعقد بها أحيانًا الاجتماعات ذات الطابع السرى! كان الخديو إسماعيل أول مَنْ فكَّر فى إنشاء حديقة الحيوانات ليزورها ملوك وزعماء أوربا أثناء افتتاح قناة السويس. ويوجد المتحف الحيوانى الذى به أكثر من خمسة آلاف عينة محنطة.. هدايا قيِّمة تلقاها زعماء مصر منذ العهد الملكى حتى الآن..وأنت تقف أمام «الاستراحة الملكية» «الاستراحة» المكونة من 15حجرة. وقد قالت د. فاطمة تمام رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، فى البداية لابد أن تتوقف مبهورا أمام معالم الحديقة، بداية من البوابات الأثرية «تحتوى على رسوم مجسَّمة لحيوانات»، وهناك جبلان صناعيان يربطهما جسر معلق صممه المهندس إيفل الذى قام بانشاء تمثال «الحرية» ويوجد فى الحديقه جبلاية الشمعدان والكشك اليابانى وكشك الموسيقى، فضلًا عن الجبلاية الملكية وجبلاية الإبداع وغيرها من المزارات. وأضافت: فخلف أحد الأبواب المغلقة، تحديدًا فى أقصى جنوب الحديقة يوجد «المتحف الحيوانى»، وهو عبارة عن مبنى عريق جرى إنشاؤه عام 1906م، حيث يطلُّ أحد جوانبه على بحيرة صناعية بها نافورة. يُعَدُّ من أقدم متاحف الحيوان فى العالم، كما يصنَّف كأكبر مشروع ثقافى يختص بعالم الحيوان «تضم صالاته الثلاث مقتنيات نادرة من الهياكل العظمية للحيوانات المهددة بالانقراض والنادرة. وتابعت: هناك فى وسط الحديقة، تقع «الجبلاية الملكية» التى جرى إنشاؤها قبل افتتاح الحديقة بسنوات «تحديدًا فى عام 1867م».. وتتميز الجبلاية «كما عرفنا» بأن تصميمها الهندسى يجعلها مكيَّفةَ الهواء بطريقة طبيعية، والمفارقة أن هذا التصميم يسهم فى تضخيم الأصوات لإضفاء بهجة على الزائرين والمترددين على الحديقة «من كبار الشخصيات والوفود بالطبع». وإلى جانب مجموعات الصبار والأشجار النادرة، والتماثيل التى تتزين بها «الجبلاية»، فإن أرضيتها «المفروشة بالزلط الملون والرسومات الفنية» والبحيرة التى تتوسطها مجموعة كبيرة من نبات البردى، كانت تضفى عليها طابعًا جماليًّا خلَّابًا. وأشارت تمام إلى مبنى «الكشك اليابانى»، القريب من الباب الخلفى للحديقة «المطلّ على جامعة القاهرة». والمبنى الذى يعلوه حاليًّا «قفل» أصفر اللون، تم تصميمه على الطراز اليابانى، بأمر ملكى من حاكم مصر عام 1924، ضمن الاحتفاء والترحيب بزيارة ولى عهد اليابان آنذاك. ويُستخدم «الكشك اليابانى» متحفًا للمقتنيات والصور الفوتوغرافية التاريخية للحديقة، غير أن زيارته ممنوعة على رواد الحديقة العاديين، ويجرى فتحه على فترات متباعدة للوفود المهمة ومن «الكشك اليابانى» ل «مغارة الشمعدان» التى تتزين بوابتها الخارجية بالصخور. وتحتوى المغارة على العديد من النباتات النادرة، وكوبرى معلق يمرُّ فوق ممر مائى من القواقع البحرية، التى تشبه قاع المحيط، ويتزين سقف المغارة بمجموعة من الشمعدانات. وفيما يقدر عدد زائريها يوميا بالآلاف، فإن هذا العدد يتضاعف فى الأعياد والمناسبات، حيث يتجاوز عدد الزوار سنويًّا المليونَيْ شخص، لكن صدق أو لا تصدق أن الحديقة، التى تُعَد الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط، وأقدم حدائق الحيوانات فى إفريقى وقالت تمام:حديقة الحيوان فى الجيزة تعد واحدة من أجمل حدائق الحيوان فى العالم وأغناها بما تحتويه من مختلف أجناس الحيوانات والنبات جعلها الخديو اسماعيل تحفة فى عالم البساتين وجلب إليها النباتات النادرة من كافة بقاع العالم وجمل طرقاتها بالزلط الملون بأشكال هندسية وحفر فيها الجدران والأنهار والبحيرات وأقام عليها القناطر الجميلة وشيد فيها الجبلايات وزرع حولها الكثير من نباتات الصبار والصخور. وشهدت القاهره فى عهد محمد على أول عرض مكشوف للأسود حيث وضع عدد من هذه الأسود فى حفرة كبيرة أمام قلعة القاهره فى المكان الذى أقيمت فيه دار الدفتر خان القديمة وكان المواطنون يتفرجون على هذه الأسود فى أعلى الحفرة ويلقون إليها بالغذاء من اللحوم وقد اشتهرت هذه الحفرة باسم «مسبعة القلعة». وأشارت إلى أن الزرافة حصلت على الجنسية الفرنسية بعد أن أصدر محمد على باشا مرسوما يقضى بإهدائها إلى ملك فرنسا. بعد أن التى تم نقلها من الخرطوم، وصلت إلى الإسكندرية، ثم بدأت رحلتها على متن سفينة شراعية من سردينيا إلى ميناء مرسيليا. كانت إبنة شهرين. قصيرة القامة. ضعيفة الشهية. تتناول خمسة وعشرين جالونا من اللبن فقط يوميا. ومن الطرائف فى طريق رحلتها للقاء الملك شارل العاشر، تم تفصيل معطف واق من المطر خصيصا لها. مصنوع من المشمع المطرز بشريط أسود على كل الأطراف. كما ارتدت أحذية طويلة خوفا من تآكل حوافرها خلال الرحلة التى تبلغ خمسمائة وخمسين ميلا. استغرقت رحلتها إلى باريس أكثر من عامين، أطلق خلالها اسم الزرافة على الشوارع والميادين. وتحولت إلى مادة للأغانى والاستعراضات. وقد اعتاد الأطفال شراء كعك الزرافة. أما البنات فقد صففن شعورهن على شكل تسريحة الزرافة. ما إن وصلت الهدية الثمينة ميناء مرسيليا يوم 31 أكتوبر عام 1826، كان الحاكم فى انتظارها وقد فتن بجمالها، إلى حد أنه وصفها بأنها “المصرية الجميلة، الأنثى بمعنى الكلمة، والكنز الثمين”. تكلفت رحلة الزرافة 4500 فرنك فرنسى أى ما يقرب من750 دولارا أمريكيا. وهو مبلغ ضخم بمقاييس هذا الزمان من جانبه قال د.نبيل صدقى المشرف العام على الحديقه عرفت مصر حدائق الحيوان منذ أيام الفراعنة حيث كان الملوك والأفراد يخرجون لصيد الحيوانات والطيور وكانوا يحتفظون بها فى قصورهم للعرض والزينة.جلب لها الخديو عباقرة العالم من مصممين ومعماريين وفنانين من فرنسا وإيطاليا وانجلترا، لاسيما مصمم «برج إيفل» و«تمثال الحرية»، المعمارى الفرنسى ألكساندر جوستاف إيفل «15 ديسمبر 1832-27 ديسمبر 1923م»، والمصمم جوب، والمستر باربلليه، والمعمارى جورج، والمهندس الفرنسى كومباز، والمهندس التركى سيبوس. كان كل ركن فى الحديقة تحفة أثرية-تراثية لا مثيل لها.. والحديقة بها خمس «جبلايات» رائعة الجمال، وقد تم بناء الجبلاية الكبرى «جبلاية القلعة» عام 1867، إلى جانب الهضاب المزيَّنة بتماثيل متنوعة على شكل حيوان الكركدن «الخرتيت» والتماسيح وطيور أخرى غريبة. ووفقا للمصدر فإن شلالات المياه والبحيرات والقناطر الجميلة كانت تنتهى إلى بحيرة صغيرة فيها جزيرة ذات جسر خشبى وسط الحديقة، كما كانت هناك أماكن مخصصة للاستراحة، وتماثيل كثيرة على شكل طيور وسلاحف مصنوعة من الأسمنت والبللور الصخري، فى تناغم مع الأزهار والنباتات التى جرى استيرادها من الخارج خصيصًا للحديقة. أضاف يرجع إنشاء حديقة حيوان الجيزة إلى عام 1891 وكانت تسمى آنذاك «جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى أفريقيا»، وهى تعد أكبر حدائق الحيوان فى مصر والشرق الأوسط.