على الرغم من تأكيد وزراة الصحة أن فيروس إنفلونزا الخنازير تحت السيطرة وأن عددا كبيرًا من الحالات المصابة تعافت من المرض. إلا أن عددًا من الأطباء يحذرون من خطورة المرض بعد ارتفاع عدد المصابين إلى نحو 340 حالة و45 وفاة، مؤكدين أن الفيروس فى طور « التحور» منتقدين أن معامل وزارة الصحة تعانى إهمالًا وعجزًا فى عقار «التاميفلو».. التقينا طرف الأزمة لاستجلاء الحقيقة. فى البداية قالت وزيرة الصحة د. مها الرباط «ليس لدينا مصلحة لإخفاء عدد الإصابات أو الوفيات بسبب إنفلونزا الخنازير، والمرض موجود فى مصر منذ عام 2009، والوزارة اتخذت كل الإجراءات الوقائية، واستعنا بخبراء للقضاء على الفيروس». ويضيف د.عمرو قنديل مسئول الطب الوقائى بوزارة الصحة أن هناك 700 ألف جرعة من عقار «التاميفلو» تم توزيعها على المستشفيات، لصرفها بالمجان، و750 ألف جرعة بمخازن الوزارة، وأن الوزارة حصلت على مواد خام من الشركة المصنعة تكفى لتصنيع مليون و300 ألف جرعة. لافتا إلى أن الوزارة ستتخذ جميع الإجراءات الوقائية لمنع انتشار المرض، حيث وفرت 30 مليون ماسك للعاملين بالقطاع الصحى، مشيرًا إلى أن نسبة الإصابة بإنفلونزا الخنازير هذا العام أقل من السنوات الماضية، مناشدا المواطنين اتباع إجراءات الوقاية من المرض، وغسل الأيدى جيدًا. وأكد أن الوزارة ستقوم بتشغيل الخط الساخن 105 لتلقى شكاوى المواطنين من إنفلونزا الخنازير على مدار 24 ساعة وأوضح أنه لا توجد أية إصابة بإنفلونزا الطيور منذ شهر إبريل 2013 وأن إجمالى حالات الإصابة بها منذ 2006 وحتى الآن بلغ 173 حالة توفى منهم 36 حالة، مشيرا إلى أن المصل «التاميفلو» لايؤخذ كوقاية من المرض، ولكن كعلاج لإنفلونزا، وأن وزارة الصحة لديها كميات كافية من المصل تصل إلى مليون و500 ألف علبة كما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن إنفلونزا الخنازير ضمن الإنفلونزا الموسمية. وقال قنديل إنه لا توجد حالات وفيات فى مرض الإنفلونزا تحت سن ال 15 عامًا وأن أكثر الحالات تنحصر فى الفئة العمرية من 25 إلى 39 عاما، مضيفاً أن هناك 33% من حالات الإصابة لديهم أعراض خطرة بنسبة 75% كأمراض القلب والصدر و السكر وأمراض المناعة. مشيرا إلى أن الوزارة تقوم باتخاذ إجراءات عديدة منها التنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومتابعة الوضع العالمى والوبائي، ومعرفة التحور الجينى لفيروس الإنفلونزا مؤكدًا أنه لا يوجد أى تحور فى الفيروس فهو نفسه الموجود فى أمريكا وفرنسا وكندا واستراليا وهو نفسه الذى كان موجودًا فى عام 2009 نافيًا أن تكون هناك علاقة لوزارة الصحة بتأجيل الدراسة فى الجامعات والمدارس خشية تفاقم المرض وزيادة الاصابات بين الطلاب. من جانبه قال الدكتور أحمد كامل المتحدث باسم وزارة الصحة أن هناك 339438 حالة فحصتها العيادات التابعة لوزارة الصحة واكتشفت أعراضًا شبيهة بالإنفلونزا وهذا طبيعى لأن ذروة المرض تبدأ فى شهرى يناير، وفبراير، وتراقب وزارة الصحة عن كثب نشاط الفيروس ولا يزال فى المعدلات الطبيعية خاصة أن ولاية كاليفورنيا الأمريكية التى يصل تعدادها 45 مليونًا لديها 147 حالة وفاة بسبب الطقس البارد فى أمريكا. وأوضح أن مصر اشترت المادة الخام من «التاميفلو» عام 2009 من سويسرا، ومازال لديها طن فى مخازن شركة النيل لصناعة الأدوية وهى كافية لتصنيع مليون و400 ألف جرعة، بجانب 750 ألف جرعة مصنعة بالفعل فى المستشفيات المصرية وتوزع بالمجان، و750 ألف جرعة أخرى فى المخازن تكفى لعام 2016 مشيراً إلى أن الصلاحية التى أعلنت عنها شركة روش السويسرية للأدوية عام 2009 كانت خمس سنوات لكنها قامت بإجراء أبحاث وأعلنت أن الصلاحية يمكن أن يتم مدها سنتين للعقار واعتمدت ذلك هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية، وهونج كونج واستراليا، ومنظمة الصحة العالمية أعلنت ذلك وهذا ما وافقت عليه مصر. طبيب المنصورة وعلى الرغم من تأكيدات وزارة الصحة بعدم تحور الفيروس إلا أنه بعد وفاة طبيب بالمنصورة أثر الإصابة بإنفلونزا الخنازير أكد أطباء بالمنصورة تحور الفيروس وانتشار نوع جديد من أنواع العدوى التنفسية يصيب المرضى وينتقل إلى الأطباء و تسببت وفاة الدكتور أسامة راشد بمستشفى جامعة المنصورة فى صدمة للأطباء دفعتهم للتنديد والاستنكار ليسجل حالة الوفاة الرابعة بين الأطباء مهددين باستقالات جماعية إذا لم توضح وزارة الصحة حقيقة الأمر وتوفر الرعاية الصحية والوقائية لهم وتحسين ظروف العمل بدلا من تساقطهم واحدا تلو الآخر اثر إصابات بالعدوى. وأكد الأطباء فى بيانهم أن زميلهم الطبيب أسامة راشد توفى بعد صراع طويل مع المرض أثر إصابته بعدوى تنفسية أثناء العمل أدت إلى إصابته بالتهاب رئوى مزدوج وظل فى العناية المركزة بمستشفى الجامعة بالمنصورة دون أن تتحرك وزارة الصحة وتنقله بالإسعاف الطائر إلى القاهرة رغم مطالبتهم بذلك أكثر من مرة مؤكدين عجز الأطباء المعالجين للطبيب أسامة عن معرفة المرض الذى أصيب به وتوفير العلاج المناسب. نشاط الفيروس من ناحيته، قال الدكتور مجدى حجازى وكيل مديرية الصحة بالدقهلية إنه منذ بداية ديسمبر الماضى ومع حلول فصل الشتاء ينشط فيروس الإنفلونزا الموسمية. مشيرًا إلى أن تم حجز بعض المرضى المشتبه فى إصابتهم وأخذ عينات ومسحات لتحليلها بمعامل وزارة الصحة بالقاهرة أثبتت أن محافظة الدقهلية خالية تمامًا من مرض الكورونا وإنفلونزا الطيور مع وجود بضع حالات لا تتجاوز 15 حالة مصابة بإنفلونزا الخنازير «الإنفلونزا الموسمية» حيث كان هناك اشتباه فى ما يقرب 200 حالة . وأوضح أن الحالات المشتبه بها تحسنت جميعها وعادت للمنزل بعد تلقيها العلاج مضيفاً أن هناك 3 حالات وفاة حتى الآن بالمحافظة وأن سبب الوفاة الرئيسى لها ليس الأنفلونزا، إنما سببه عوامل أخرى لدى الحالات الثلاث أدت إلى وفاتهم. وأوضح أن الطبيب أسامة راشد من مدينة شربين والذى توفى بمستشفى الجامعة بمدينة المنصورة جاءت جميع التحاليل الخاصة به والتى تم إرسالها إلى وزارة الصحة سلبية تماما ولم يكن مصابا بالمرض فضلا عن التحاليل الخارجية التى قام بها أهله وأكدت أيضا سلبية النتائج. نوع محور وعلى الرغم من ذلك أكد الدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء السابق أن النوع الموجود من الإنفلونزا هو محوّر ما بين إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور مضيفا إن الإنفلونزا تأتى دائما فى صورة وباء بعد موسم الحج نتيجة اختلاط الأجناس من شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا ما يؤدى إلى سهولة انتشار العدوى، وغالبا كل من سافر إلى الحج عاد ومعه حالة إنفلونزا على هيئة التهاب رئوى أو شعبى خلاف أن الفيروس هذا العام نوع طويل الأمد، وعلى ما يبدو أن الجهاز الفيروسى بوزارة الصحة اكتشف أن الحالات المصابة حتى الآن هى مصابة بنوع من إنفلونزا الخنازير لأنها تصيب الإنسان وهى مختلفة عن إنفلونزا الطيور، فإنفلونزا الطيور تنتقل من الطيور للإنسان ولا تنتقل من إنسان إلى آخر، أما الخنازير فتنتقل من شخص لآخر. وقال إن الدليل على تحور الفيروس وجود عدوى للأطباء ووفاة 4 منهما فى وقت قصير وهو أمر خطير بجانب وجود 24 فى الرعاية المركزة فلم نر حالات وفاة للأطباء فى 2009 فى أسبوع واحد، والعدد الآن خطير فينبغى عقد اجتماع علمى على أعلى مستوى مكون من أساتذة الصحة العامة وأساتذة أمراض البكتريولوجى لمناقشة العينات. مشيرا إلى انه مع ظهور المرض فى عام 2009 تم تشكيل لجنة لمتابعة ومراقبة المرض والحد من انتشاره، وكان هناك عمل على قدم وساق للحد من انتشار المرض، أما ما يحدث من تخبط فى التصريحات وعدم وجود الخبرة الكافية لوزيرة الصحة فى مجال الصحة فجعل تصريحات الوزارة تخرج بصورة تدعو للقلق. معامل التحاليل وعن حالة معامل التحاليل وهل هى مجهزة للكشف عن الحالات يوضح د.حمدى السيد أنه توجد بمصر معامل على أعلى مستوى لفحص المريض وتحديد العدوى وهناك معامل وزارة الصحة وهى مجهزة بأحدث الأجهزة، بالإضافة للمعامل الخاصة التى تستطيع تصنيف الفيروسات ووجود معامل البحرية الأمريكية التى تساعد على فحص العينات، ولكن الأهم أن يكون هناك تحرك من الجميع لم نسمع من الدولة أى تحركات أو اتخاذ أى إجراءات فالأطباء مشغولون بالإضراب والنقابة منشغلة بكادر الأطباء، ويجب العمل على مدار الساعة، ففى عام 2009 كان يتم أخذ عينات لمن تظل درجة حرارته مرتفعة أكثر من يومين ويتم تحليلها فى المعمل الرئيسى، وكنت اقترحت أن يتم عمل معامل مركزية جنوب الصعيد وشمال الصعيد ومعملين بجنوب وشمال الدلتا خلاف المعمل الرئيسى بالقاهرة. وعن تحوّر الفيروس قال الدكتور أحمد السنوسى أستاذ علم الفيروسات الوكيل السابق للطب البيطرى بجامعة القاهرة إن أعراض الإصابة فيروس H1N1 تتشابه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، وقد جاءت تسميته بإنفلونزا الخنازير، بعدما ظهر لارتباطه بجينات وراثية مرتبطة بالخنازير عام 2009. موضحا أن هذا الفيروس موسمى السلالة، إلا أن خطورته تهدد الأطفال الصغار والمسنين؛ نظرًا لضعف بنيتهم الجسمانية وضعف مناعتهم، علاوة على الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية فى الأساس، مشيرًا إلى أن معظم الحالات التى حدثت لها الإصابة كانت تعانى من مشاكل صحية، أكسبتهم مناعة ضعيفة، لم تقو على مواجهة الفيروس. لافتًا إلى أن الحالات المتوفية مؤخرًا بالمرض كانت أغلبها حالات متقدمة فى المرض ونتيجة لحدوث مضاعفات خطيرة وعدوى بكتيرية شديدة أدت فى النهاية إلى تدمير الجهاز التنفسى، وهذه المضاعفات لا تصيب شخصًا سليم البنية بل تهاجم من هم ضعاف البنية، مشددًا على أهمية النظر إلى الأمر نظرة طبيعية، دون تهويل أو إثارة الرعب بلا فائدة، فهو فى الأساس فيروس مثله مثل بقية الفيروسات التى تصيب الإنسان ولا يمكن أن يتحوّر. وأضاف أنه للوقاية من الفيروس يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين بشكل مستمر، والحرص على استخدام مناشف ورقية صحية عند السعال أو العطس ثم غسل الأيدى بعدها جيدًا بالصابون، كذلك تنظيف أسطح الأثاث المنزلى بالمواد المطهرة. ، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان إضافة إلى أهمية شرب كميات كبيرة من السوائل يوميًا ، وعند الشعور بأى من أعراض الإنفلونزا لابد من التوجه إلى الطبيب؛ لتشخيص الحالة عن طريق الكشف العادى وأخذ مسحة من الأنف. أعلى المعدلات فيما أوضح الدكتور عادل خطاب أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس معدلات الإصابة فى الشتاء هى الأعلى على مستوى العالم ومصطلح إنفلونزا الخنازير ليس موجودا عالميا لأنه بعدما أضيف للائحة العالمية للفيروسات سمى باسم H1N1 و80? من حالات الإصابة حول العالم هى H1N1 وهو موجود داخل تطعيمات الإنفلونزا أحد الفيروسات الثمانية الموجودة ضمن التطعيم، كما أن منظمة الصحة العالمية 10بعد لائحة 2010 تعتبر الفيروس من الإنفلونزا الموسمية، أما فى مصر فنسبة 65? من الإصابات سببها H1N1 ووصل العدد فى شهر أكتوبر الماضى إلى 272 حالة دخل منهم المستشفيات 195 توفى منهم 24 حالة وحتى لا يحدث ذعر عند المواطنين فى 2010 كانت الحالات المصابة 16000 حالة، إذن فالفرق كبير ولا يستدعى الذعر والخوف والحالات المتوفاة متوافرة بها عوامل الخطورة فهناك حالة مريضة بمرض القلب وأخرى حامل ولديها مناعة ضعيفة، وحسب بيان وزارة الصحة فإن هناك سبع حالات منها اثنتان فقط هما من كانتا حاملتين للمرض شفيت إحداهما والأخرى تعالج مؤكدا أن المرض لم يحور وهو ما أكد عليه بيان منظمة الصحة العالمية بأن هذا النوع الموجود بمصر لم يتحور، حيث أن أجهزة الطب الوقائى فى مصر لم يثبت لها حتى الآن تحور الفيروس وأنها دائما تتربص للأمراض ولكن الأشخاص المختلطين بالخنازير يجب الكشف عليهم وتطعيمهم لأنهم أكثر الأشخاص عرضة للمرض وأكثر عرضة لنشره بين الناس خلاف الكشف عن وجود وباء داخل الخنازير للوقوف على إذا كان يتم إعدامها أم لا. وأوضح أن مرض الإنفلونزا المعروف بإنفلونزا الخنازير أخذ شكل الإنفلونزا الموسمية العادية بعد اللائحة العالمية الجديدة، ولكنه مازال يمثل خطورة إذا أهمل العلاج، ويرى أن نسبة الوفاة مرتفعة بعض الشىء، ويرى أن المرض لم يتحور وأن الحالات التى توفيت لم تأخذ الاحتياطات الكافية.