يستخدمه الأطفال حلوى والكبار منشطًا جنسيًا..«الفنكوش» يغزو أسواق الفقراء

لم يسلم السوق المصرى من الأدوية الفاسدة والمنتهية الصلاحية حتى تطورت منظومة عدم المحاسبة وغياب الرقابة ليظهر «الفنكوش» وهو حلوى للأطفال ومنشط جنسى على شكل شيكولاتة للكبار ويباع بجنيه واحد فى الأسواق، الأمر الذى دعا وزيرة الصحة مها الرباط للتقدم ببلاغ للنائب العام بملاحقة مصنعى هذه الحلوى التى ثبت أنها تسبب أضرارًا بالغة فى صحة الرجال بجانب الأطفال التى بدأ التجار يروجون لها على أنها نوع جديد من الشيكولاتة. والفنكوش اسم تجارى لمنشط جنسى جديد يباع الآن على الأرصفة بجنيه واحد ونظرا لثمنه الزهيد فقد استعان به بعض التجار لبيعه لتلاميذ المدارس على أنه حلوى، وقد حذر الأطباء من خطورة تناول الكبار للمنشطات المنتشرة على الأرصفة فضلا عن الأطفال، وركز الأطباء خطورة هذه الأدوية على الصحة العامة للجسم وعلى الكبد والكلى لاسيما أنها منشطات غير مصرح بها وغير حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة ومصنوعة «تحت بير السلم»، وفى نفس الصدد تمكنت مباحث التموين بالإسكندرية من ضبط 15 مليون قرص منشط جنسى مجهول المصدر وغير المسجلة بوزارة الصحة، قبل قيام تاجر من أسيوط بترويجها على عملائه المعلومين له.
البداية كانت من الاتحاد العام للتموين والتجارة الداخلية الذى أكد أن رئيس اتحاد تموين البحيرة ومدير الرقابة التموينية بدمنهور كشف عن أدوية باتت منتشرة على الأرصفة، وآخرها منشط جنسى فى شكل شيكولاتة، والذى يزعم مروجوه أن له مفعولًا سحريًا فى زيادة القدرة الجنسية، بعد تزايد الشكاوى من انتشاره فى محال البقالة بالمحافظة، وقيام التجار ببيع هذا المنتج كحلوى للأطفال بالمحافظة بسعر جنيه واحد فقط للقطعة، الأمر الذى دعا اتحاد تموين البحيرة وكل الأجهزة المعنية والرقابية بالمحافظة للتدخل السريع، للعمل على إنهاء ترويج هذا المنشط الذى يطلق عليه فى الأسواق «الفنكوش» لحماية حياة ملايين من الأطفال الذين قد يتعرضون للأذى نتيجة تناولهم تلك الحلوى.
وحذّرت وزارة الصحة من تناول «الفنكوش» لاحتوائه على مواد شديدة الخطورة، وقالت الوزارة إنها نفذت حملات مركزية من الإدارة العامة لمراقبة الأغذية للتفتيش على بعض المنتجات المتداولة بالأسواق، والتى تحمل أسماء تجارية خاصة ببعض المصانع.
بلاغ للنائب العام
قالت وزيرة الصحة مها الرباط أنها تقدمت ببلاغ للنائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة خاصة أنه خلال عمليات التفتيش وجدت حلوى بطعم الشيكولاتة يتم تداولها بالأسواق تحت الاسم التجارى (Top Cal – الفنكوش) مجهولة المصدر، وأوضحت أنه بتحليل المنتج بمعامل الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية التابعة لوزارة الصحة والسكان، تبين أنها تحتوى على مواد شديدة الخطورة، غير مصرح بتداولها أو تناولها على هذه الصورة، مما يعرض المواطنين بجميع فئاتهم وأعمارهم لخطر مباشر على حياتهم وأكدت أنها أصدرت أمرًا بإيقاف ترخيص مُستحضر الفنكوش الممنوح له من قبل معهد التغذية، نظرًا للغش التجارى وتعريض حياة المواطنين للخطر، كما أرسلت منشورًا لجميع المحافظات للقيام بالرقابة على الأغذية وسحب المنتج من الأسواق، وإخطار جهاز حماية المستهلك وإبلاغ مباحث التموين لضبط المنتج والتحرى عنه لمعرفة مصادر الإنتاج.
وقالت وزيرة الصحة إن «ذلك جاء خلال حملات مركزية قامت بها الإدارة العامة لمراقبة الأغذية، حيث فتشت على بعض المنتجات المتداولة بالأسواق والتى تحمل أسماء تجارية خاصة ببعض المصانع، وذلك فى إطار الجهود المنتظمة التى تقوم بها لضمان سلامة الغذاء حرصًا على صحة المواطنين».
وكان رئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوى وطالب بإعادة توجيه بيزنس المنشطات الجنسية إلى إنتاج أدوية وعقاقير طبية، تكون أكثر إفادة للمصريين، خاصة أن حجم تجارة المنشطات الجنسية فى مصر بلغ 30 مليار جنيه، بعدما أنفق المصريون العام الماضى على المنشطات الجنسية وأدوية المزاج نحو 3.2 مليار دولار، أى ما يعادل 25 مليار جنيه تقريبًا. كما أن حجم تداول المواد المخدرة والمنشطات الجنسية تضاعف بعد ثورة 25 يناير، حتى أصبح يتم تداولها فى المحلات التجارية والصيدليات بشكل فوضوى وبدون ترخيص، ودون أى رقابة أو إشراف طبى عليها، كما يتم تداولها بين الشباب فى النوادى الرياضية.
من جانبه قال عصام فاروق الأمين العام للاتحاد العام للتموين والتجارة الداخلية بمصر إنه وفق قانون 281 لسنة 1994، فإن التدليس وبيع الوهم للمواطنين يدخل فى إطار الغش التجاري، والذى يعاقب عليه أيضا بالحبس والغرامة وغلق المؤسسة التى تعرض أو تبيع هذا المنتج، فكل منتج لابد من أن يمر على وزارة الصحة، ويحمل تصريحًا لبيعه، وفق القانون رقم 127 لسنة 1955، والذى يجرم أن تباع هذا المنتجات إلا من مصادرها.
فيما أوضح الدكتور طارق أنيس أستاذ الأمراض التناسلية والجنسية والعقم أن أدوية ضعف الانتصاب لا يمكن أن يتعاطاها المريض كوصفة من صديق أو شراءها عن طريق إعلان بالتليفزيون أو حتى من صيدلانى فهى أدوية لا توصف إلا من طبيب متخصص، لذلك نحذر من الأدوية المقلدة والمزورة فنشاهد كثيرا من الإعلانات فى التليفزيون فى غيبة رقابة وزارة الصحة ويروج لها بدون اسم دواء حتى تتهرب من المسئولية الجنائية لذلك نسمع عن أدوية تحت اسم «العلبة الذهبية» كما أن هناك كثيرا من الأعشاب التى يروج لها لعلاج أمراض فى حين أن لها أضرارا بالغة، والطبيب يعلم صحة الدواء ومناسبته لحالته الصحية فلابد أن يزور الرجال طبيب أمراض الذكورة ليعرفوا الأسباب التى أدت لضعف الانتصاب لمعالجتها ومراجعة الأدوية التى يتناولها المريض حتى لا يحدث تداخل مع أدوية أخرى لها أعراض جانبية خطيرة، فالطبيب يحدد مدى قدرة المريض على تحمل المجهود المبذول أثناء الجماع خاصة لمرضى القلب فقد لا تكون هناك مشكلة فى تناول الدواء لكن قد تنشأ مشكلة أن حالته الصحية لا تسمح بإتمام العملية الجنسية.
الحالة النفسية
ويقول الدكتور مصطفى نيازى أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم إن الأدوية المصنوعة بمعامل بير السلم تعتمد طريقة تصنيعها للعقاقير على استخلاص نسبة بسيطة من الأقراص الحقيقية من المادة الفعالة ثم يضيف إليها «عجينة» من الأعشاب المجلوبة من العطارين وهى غالبا ما تكون تركيبة من مجموعة أعشاب مثيرة للغرائز مثل الفلفل ويصنع منها عجينة ويضعها فى شكل قرص ومن يتعاطاه يشعر بنسبة تحسن وهذه المادة الخام التى يستخلص منها غالبا ما تكون من أقراص مهربة من الصين أو شرق آسيا فتكون مقلدة، وأما النقطة الأكثر خطورة أن من يقوم بتصنيع المنشطات الجنسية قد يضيف إليها مواد مؤثرة على الحالة النفسية مثل بودرة الترامادول ليعطى حالة نفسية جيدة لمتعاطيه وأما فى أسوأ الأحوال لتأثير المنشطات غير المصرح بها وغير المرخصة فإنه يضع أعشاب تصيب الجسد بسخونة وتسبب زيادة فى حركة الدورة الدموية.
وأوضحت الدكتورة هبة قطب، استشارى العلاقات الجنسية، أن الدراسات العالمية تؤكد أن حوالى 40 مليون رجل حول العالم يتناولون أدوية ومنشطات جنسية، وتكاد تكون الأعراض الجانبية قليلة جدا، وهو ما يشجع الجميع على تناولها.
على الجانب الآخر تشير دكتورة هبة إلى أن 10% فقط من الذين يتناولون الفياجرا تحدث لهم أعراض جانبية، غالبا ما تكون تلك الأعراض مرتبطة بالجرعة، لذا يجب تقليل الجرعة واستشارة الطبيب فور ظهور أى أعراض. مؤكدة أن الأعراض تتباين من فرد لآخر، ولكن غالبا ما تكون ضيقا فى التنفس مع ارتفاع فى ضربات القلب أو الإصابة بأزمات قلبية والشعور بهبوط عام فى الدورة الدموية.
وتؤكد الدكتورة هبة أن تناول المنشطات يجب أن يكون تحت الإشراف الطبى الذى يحدد الجرعات، وفقاً لطبيعة الحالة، وذلك لضمان تجنب الأعراض التى قد تحدث إما لتناول منشطات غير أصلية أو تناولها بشكل خاطئ.
وتحذر الدكتورة هبة من خطورة تناول المنشطات غير الأصلية أو المغشوشة التى قد لا تحتوى على المادة الفعالة، كما قد تؤثر بشكل ضار على صحة الإنسان، وقد تصل فى بعض الأحيان إلى الوفاة.