غزوٌ فادح للمنشطات الجنسية على الأرصفة في الميادين العامة والشوارع الرئيسية، علنًا دون استحياء تجد الباعة الجائلين يستعرضون بضاعتهم على الألواح الخشيبة في الأسواق - "على عينك يا تاجر" - وسط غياب تام للرقابة، الأمر الذي بات يهدد حياة المواطنين نظرًا لتناول أدوية لا تخضع للمعايير الصحية التي من الممكن أن تؤدي بحياة متناولها لما تسببه من كوارث تبدأ بالجلطات وأمراض القلب وتنتهي بالموت المفاجئ. و بالرغم من خطورة الأدوية إلا أنها تلقى رواجًا كبيرًا في الاسواق مع زيادة أعداد مرضى السكر والضغط الذين يواجهون ضعف في قدراتهم الجنسية فيصبون فريسة لمروجي الوهم حتى وأن كان المريض يعلم أن الدواء مُهرب غير مرخص ولا تعترف به وزارة الصحة. ووفقا لتقديرات العام الحال فقد شهد السوق المحلي، نمواً كبيراً في مبيعات وإنتاج المنشطات الجنسية، بنسبة 20%، حيث بلغت المبيعات الكلية للقطاع 466.7 مليون جنيه، وارتفع حجم الوحدات المنتجة إلى 22.5 مليون وحدة ، نتيجة زيادة الدعاية وإتباع أساليب ترويجية جديدة، وتغير دوافع استخداماتها وتحويلها من علاج للضعف الجنسي لشرائح اجتماعية معينة، إلى وسائل لتحسين القدرة الجنسية ورفع الثقة بالنفس. كما أثبتت اختبارات مخبرية أجريت في سنغافورة أن 75% من مكملات تقوية القدرة الجنسية تحتوي على مواد صيدلانية لم يتم ذكرها ضمن المكونات، كما أن نصف المكونات أعلى بكثير من الجرعات الموصي بها مما يسبب خطرا على صحة المريض. وقد وجدت "إدارة الدواء والغذاء الأمريكية" بعد اختبارات على عقار "موجو نايتس" أنه ليس مجرد نسخة مزيفة من ال "فياجرا"، بل إنه مكون من ثلاثة أدوية مختلفة مماثلة. وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أصبح هناك 372 مليون شخص يعانون مرض السكري وهذا المرض يؤثر تأثيرا مباشرا على الأعصاب ويعتبرون من أكثر الفئات التي تستخدم هذه المنشطات. للوقوف علي أسباب انتشارهذه الظاهرة ومخاوفها وغياب الرقابة كان ل "المشهد " جولة بمنطقة وسط القاهرة مع الباعة الجائلين للتعرف من مصدر استيراد الأدوية وطريق ترويجها، حيث تتنوع المنشطات التي تباع على الأرصفة بين الأقراص والجيل والاسبراي والدهان وغيرها من الأشكال. في البداية يؤكد محمد صلاح - بائع منشطات جنسية في منطقة جراج العتبة - أن المنشطات أصبحت متواجدة فى جميع المناطق بشكل كبير ، خصوصاً أن الطلب قد زاد عليها بشكل كبير، لأنها تعتبر أرخص المنشطات المتواجدة فى الصيدليات ، فهناك أنواع مختلفة من هذه المنشطات، ولكن فى العموم أسعارها لا تزيد على 50 جنيهاً، فكل منها له استخدام مختلف عن الآخر، وكل نوع أيضاً يناسب مرحلة عمرية معينة.
وبخصوص تعرضه للمسائلة القانونية لترويج أدوية غير مرخصة يقول صلاح :" إحنا بنبيع في الشارع وعلى عينك يا تاجر والحكومة عارفة " ، مضيفًا :" الإقبال على المنشطات جيد والزبون هو اللي بيجي بنفسه ، ومن يتردد على الشراء من الممكن ان يكون في مرحلة عمرية متقدمة ، الشباب فالإقبال منهم معتدل". ويكمل حديثه " منذ سنوات، وأقوم بالتاجرة فى هذه المنشطات ولم يشتكي أحد، فلا نبيع شيئاً مُضر بالصحة ، ولكنه منتج الناس تبحث عنه وترغب فى شرائه" ويقول بائع آخر رفض ذكر أسمه : "المنشطات دى منتج صينى وأرخص بكتير من المصرية وأضمن المباعة فى الصيدليات وعادى خالص أنا ببيعها وبيجى شباب كتير يشترى وعليها إقبال ومفيش رقابة من حد يعنى بيع ومشى حالك". أما حسن محمود ، بائع منشطات جنسية ، يقول إنه متعاطي المنشط يستحيل أن يستغنى عنه خاصة الذين يعانون مرض السكر وأمراض ضغط الدم، وهذا قد يؤثر على حالتهم النفسية وقد يصابون بالاكتئاب وممكن ان يصل به الحال لذلك يلجأ الكثيرون الى استخدام المنشطات الجنسية. ويضيف :" من الممكن أن يشتري المريض من الصيدليات مباشرة دون العودة للطبيب المختص لتحديد النوع المناسب لحالة المريض ، فلا فرق بين المتداول على الرصيف وما يباع في الصيدليات". ومن جهته قال شاب من متناولي المنشطات الجنسية : "أنا بشترى المنشطات من على الرصيف لأنها أرخص من بشتريها من الصيدليات ده لو لقيناها أصلا وده مظهرش أكتر إلا من سنتين يعنى بعد الثورة تقريبا مع غياب الرقابة". أما "ص. ن " صاحب محل عطارة يوضح" أن إعلانات المنشطات الجنسية تسببت في حدوث حالة من الركود لسوق العطارة أدى إلي عدد كبير من العطارين إلى تصنيع أنواع من الحبوب في مصانع "بير السلم" مستغلين في ذلك خبرتهم في العمل وتركيب الوصفات وإخراج منتج يطلق عليه منشط جنسي ويتم تغليفه وبيعه للمواطنين على أنه أدوية مصرح بها من وزارة الصحة مستغلين في ذلك انعدام الرقابة. وحول ظاهرة بيع المنشطات الجنسية على الرصيف وأضرارها الصحية، يقول الدكتور عبدالسلام أمين استشارى الأمراض الباطنية إن هذه الظاهرة غريبة على مجتمعاتنا العربية التي تقوم على المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية، والعلاقة بين الزوج والزوجة يحكمها الدين والأخلاق والحياء وعدم العلن عن خفاياها كالضعف الذي ينتج في كثير من الأحيان عندما يمرض الرجل بمرض ما، وقد يؤثر ذلك على أدائه في الجماع. وحذر من خطورة الإسراف في تناول هذه الأدوية لأنها قد تؤثر على الجهاز العصبي في الأمد البعيد وربما القريب إذا زادت الكمية مضيفًا، أنه لا غنى لمريض السكر الذي يعانى التهابا في الأعصاب عن استعمال المنشطات بشرط المتابعة مع الطبيب المختص. ويضيف أن مريض ضغط الدم نسمح له وأيضا المرضى الذين يعانون أمراضا نفسية، ويشدد الدكتور عبد السلام أنه لا ينبغي لمريض القلب- وخاصة الذين يتناولون دواء النيتريت - تعاطى أي نوع من المنشطات لأنها قد تؤدى إلى الوفاة، وأيضا مريض ضغط العين (المياه الزرقاء) ممنوع منعا باتا من تناول أى من المنشطاتموجهًأ النصح بعدم الإفراط في أي من الأدوية المنشطة لأنها تتعامل مباشرة مع الأوعية الدموية. ومن جهته يقول الدكتور عمرو جاد الله أستاذ أمراض الذكورة بكلية الطب جامعة القاهرة ، إلى أن مشترى هذه المنشطات أما من الشباب الذين يريدون أن يقيموا علاقات جنسية غير شرعية مع الجنس الآخر أو المتزوجون للتهيئة النفسية ولرفع الكفاءة الجنسية أثناء الممارسة الجنسية، مضيفًا أن الأعراض الجانبية واحدة لا تختلف من المتزوج أو غير المتزوج في الحالتين الآثار الجانبية خطيرة وخاصة لدى مريض القلب والشريان التاجى فقد يؤدى إلى الوفاة بسبب هبوط الدورة الدموية نتيجة تناول المنشط وفى بعض الحالات الخفيفة يحدث صداع وسخونة. وأوضح ا جاد الله تناول تلك المنشطات يرجع إلى رغبة غير المتزوج فى تعاطى تلك المنشطات لإقامة علاقات جنسية متعددة لرفع الكفاءة الجنسية ويؤكد هنا على ضرورة استشارة الطبيب . وطالب جاد الله بضرورة وجود رقابة على بيع تلك المنشطات؛ لأنها تأتى مصر مهربة من الخارج دون أى ترخيص طبى أو حكومى، على عكس التى تباع فى الصيدليات مستوردة من شركات عالمية والمادة الفعالة بها صحيحة وغير مضاف إليها أى شىء على عكس المهربة التى تباع على الأرصفة التى تحوى السموم فى تكوينها مما يضر بصحة متعاطيها وقد تسبب الوفاة. وفي السياق نفسه أكد الدكتورمحمد سعودي عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن ما نراة من أدوية علي الأرصفة من منشطات جنسية هي عبارة عن وهم يستقطب بها التاجر زبائنة و هي تعد من أخطر أنواع العقاقير الطبية لأنها مهربة و ليس عليها رقابة أو اختبارات داخل معامل الوزارة قبل تداولها في الأسواق و هناك ايضا من يستغل بعض الادوية المصرح بها كمنشطات جنسية و جسدية مثل الترمادول و الابترل فهذه الادوية تاخذ بعد العمليات الكبري كمسكنات . وأضاف سعودي أن الافراط في المنشطات يعمل علي تدمير خلايا المخ و الكبد و الكلي فاغلب الشركات المصنعة وقفت انتاج تلك العقاقير نظرا لسوء استخدمها و تجرد ضمير بعض الصيادلة وأن الأطباء الذين يقومون بترويج تلك العقاقير الخطرة في الأسواق. و شدد أبو السعود بضرورة الرقابة علي الموانىء و الحدود و زيادة وعي الجمهور من خلال الندوات و المؤتمرات و كافة النوافذ الاعلامية .