أكد أحمد عواض مدير الرقابة على المصنفات الفنية أن الفيلم الوثائقى «الميدان»، وهو أول فيلم مصرى يتم ترشيحه لنيل إحدى جوائز الأوسكار ليس ممنوعاً من العرض فى مصر، لكن أصحابه لم يتقدموا للرقابة بطلب للحصول على تصريح بعرضه فى دور السينما المصرية. وأضاف أن الفيلم سبق أن حاز على تصريح من الرقابة بعرضه ضمن مهرجان السينما الأوروبية، لكن رئيسة المهرجان ماريان خورى عادت وتراجعت عن فكرة عرضه بالمهرجان، بعد عزوف مخرجته جيهان نجيم عن حضور المهرجان ، سواء هى أو أى فرد من طاقم العمل فيه. وأشار عواض إلى أنه شخصياً من أشد المعجبين بالفيلم على المستوى الفنى، ولن يمانع عرضه بمصر، بعد استيفاء الإجراءات المطلوبة والعرض على اللجنة المختصة بإجازة عرض الأفلام للجمهور العام، لافتاً إلى أنه سمح منذ توليه رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بعرض خمسة أفلام جريئة جداً لم يكن من الممكن التصريح بعرضها كاملة من قبل. ويوثق فيلم «الميدان» للمخرجة المصرية التى تحمل الجنسية الأمريكية «جيهان نجيم» لثورة 25 يناير ، وتم عرضه عام 2012، ثم عادت المخرجة وأضافت إليه وقائع ثورة 30 يونيو التى تم من خلالها الإطاحة بحكم المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين. وجمعت نجيم (39 عاما) التى نشأت فى مكان يبعد عشر دقائق عن ميدان التحرير طاقم العمل معها من الميدان، لأنها كانت تدرك أنه لا يمكنها الاستعانة بأناس من الخارج وتطلب منهم تحمل مخاطر التصوير فى وسط الثورة. وقالت «نجيم» للوكالات الأجنبية التى التقت بها بعد إعلان ترشح فيلمها لجوائز الأوسكار: «أهم شىء بالنسبة لنا ولكل فريقنا من المخرجين المصريين هو أن يعرض هذا الفيلم فى مصر، لذلك سنفعل كل ما بوسعنا من أجل هذا». وقالت وكالة رويترز: «ربما يبدو فيلم «الميدان» بالنسبة للمشاهد دورة دراسية مكثفة فى فهم مصر اليوم ويقوم بالتدريس فيها المحتجون الذين بدأوا التجمع فى ميدان التحرير فى يناير 2011 للمطالبة بإنهاء حكم حسنى مبارك الذى دام ثلاثة عقود». ويركز الفيلم على ثلاث شخصيات هى أحمد حسن وهو رجل من الطبقة العاملة فى أواسط العشرينيات يتسم بالدهاء لكنه يواجه صعوبة فى الحصول على وظيفة، وخالد عبدالله وهو ممثل بريطانى مصرى فى أواسط الثلاثينيات ويمثل جسرا بين النشطاء والإعلام الدولى، ومجدى عاشور وهو عضو فى جماعة الإخوان المسلمين فى منتصف الأربعينيات تعرض للتعذيب فى عهد مبارك ويمر بأزمة ثقة بخصوص الثورة والإخوان. نال «الميدان» جائزة الفيلم الوثائقى بمهرجان تورونتو السينمائى فى سبتمبر، كما حصل على جائزة أفضل فيلم من الرابطة الدولية للأفلام الوثائقية الشهر الماضى. وعرض «الميدان» على جمهور كبير لأول مرة يوم الجمعة قبل الماضية من خلال شركة نتفليكس التى تعرض الأفلام عن طريق الإنترنت ولها 40 مليون مشترك. ووافقت نتفليكس على السماح بعرضه فى دور العرض السينمائى فيما يتراوح بين ثمانى وعشر مدن أمريكية، وسيتم توزيعه أيضًا فى البلدان التى لا تعمل فيها نتفليكس.