فى كتابه «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» يتحدث المؤرخ المصرى عبدالرحمن الجبرتى عن أحداث عام 1805 عندما كثرت المظالم على المصريين وفرضت الإتاوات والضرائب على الناس من قبل مماليك خورشيد باشا والى مصر الذى لم يستطع مواجهة الفساد المالى والإدارى وتهددت الدولة المصرية بالانهيار بالضبط كما حدث فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.. خرج الشعب تحت شعار «الشعب يريد إسقاط الباشا» توجه عمر مكرم نقيب الأشراف وجرجس الجوهرى من أعيان الأقباط إلى قائد عسكر خورشيد باشا.. وهو محمد على وطلبوا منه أن يتولى حكم مصر بدلًا من الباشا العثمانى.. طلب محمد على منهم أن يكون ذلك بتكليف من السلطان العثمانى الذى نزل على رغبة الشعب.. وولَّ محمد على وعزل خورشيد باشا إذن الشعب يبحث عن قائد.. كان ذلك منذ مائتى عام.. نفس اللحظة التاريخية تتكرر مرة أخرى ولكن الآن بيد الشعب خالصة بدون سلطان عثمانى.. المصريون يريدون الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيسًا لهم.. الرجل زاهد فى المنصب.. المصريون يضغطون بكل ما أوتى من قوة لأنهم يريدون قائدا يعرفهم ويعرفونه.. يفكر مثلهم.. يطرح رؤية يتبناها الناس على أنها رؤية.. أما لماذا السيسى فى هذه اللحظة التاريخية الفارقة.. فيفسرها لنا هيرودت الذى يقول «إن مصر هبة النيل».. وحابى هو إله النيل.. والعظيم جمال حمدان يقول فى كتابه شخصية مصر «الحاكم المصرى الذى يتذكره التاريخ الذى يفعل شيئًا لنهر النيل» لذلك يتذكر التاريخ الحديث محمد على باشا الذى أقام القناطر على النيل ووصلت فتوحاته إلى منابع النيل وإنشاء الترع والمصارف ومنها المحمودية والإبراهيمية وكذلك فعل جمال عبد الناصر وأقام السد العالى لحماية مصر من الفيضان.. وهذا هو ما يفكر فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسى بمشروع نهر الكونغو ومنظومة القوات المسلحة تدرس هذا المشروع العملاق لنهر النيل وهى القادرة على حمايته.. إذن حابى إله النيل يرشح السيسى لرئاسة مصر وهذا قدره وقدرنا.. لأننا اخترناه من قلب الشعب..السيسى امتداد لأحمد عرابى قائد ثورة 1882 التى رفعت مطالب الشعب للخديو.. وامتداد لجمال عبد الناصر بعده بسبعين عاما ليحقق طموحات الشعب وبعد 60 عامًا يختار الشعب السيسى وهذه هى الشرعية التاريخية للقوات المسلحة المصرية التى تأتى فى وقت المحن والأزمات.. التاريخ يصنع دورته.. على السيسى الذى اختاره الشعب واختاره النيل مهام جسام.. تستطيع بإرادته وإرادة الشعب أن يعبر بنا وسط وضع إقليمى منهار.. ولكن الرجل يفهم جيدًا متطلبات الأمن القومى المصرى والعربى ويستطيع أن يحقق على أرض الواقع أن مصر هى خط الدفاع عن فكرة النظام السياسى العربى.. ويعى جيدًا حجم المؤامرات التى تحيط بمصر من الدول الكبرى لتحقيق السياسات الاستعمارية الجديدة والتى تتمثل فى الحرب النفسية والاستعمار الاقتصادى وهى من أدوات الجيل الرابع من الحروب.. على السيسى أن يقدم مشروعا اقتصاديا متكاملا لتحفيز ونمو الاقتصاد وزيادة الناتج القومى وإعادة صياغة منظومة التعليم وعدالة توزيع الثروة. أعرف أن الحمل ثقيل ولكن هذا الرجل قادر على العبور بمصر إلى بر الأمان.. ولأن النيل هو كاتب التاريخ الحقيقى لمصر.. فالسيسى مرشح النيل.. لينقذه من عبث العابثين.