مع دخول العالم العربى إلى عام جديد وهو يواجه مصيرًا سياسيًا مجهولًا، لازالت آمال الشعب الفلسطينى معلقة بانتخابات ديمقراطية عادلة عام 2014، وهذا وسط المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية والمصالحات والاتفاقيات الفتحاوية الحمساوية التى أصبحت تعرقل كل شىء داخل المنظومة الفلسطينية فى قطاع غزة والضفة الغربية وأصبحت السلطة الفلسطينية يقودها فصيلان متناقضان إحداهما يفكر بالسلاح والآخر يرفضه. ويؤكد القيادى الفتحاوى دكتور جهاد حرازين أن العقبات التى تواجهها الانتخابات الفلسطينية، بدأت عام 2005 بسبب المماطلة الإسرائيلية التى كانت ولازالت تسعى إلى تعطيل المجلس التشريعى منذ وفاة الشهيد الراحل ياسر عرفات وفى المرة الوحيدة التى فازت بها حركة حماس وأصبحت عضواً بالمجلس التشريعى الفلسطينى بحصولها على الأغلبية بالبرلمان الفلسطينى ولكن سوء ممارستها للسلطة فى قطاع غزة وتضييق حصارها على القطاع جعلها تفقد جميع الأصوات على المستوى الدولى والإقليمى ولم يكن هذا فى صالح الشعب الفلسطينى، بعد أن خلق أزمات اقتصادية وسياسية كبيرة. وأضاف حرازين أن حماس لا تريد المشاركة فى الانتخابات الفلسطينية كما تزعم أمام الجميع ولكنها تريد فقط عرقلة الأمور واستمرار سيطرتها على قطاع غزة، وتتهرب من الإنتخابات، ولا تهتم إلا بزعم عدم شرعية رئيس السلطة الفلسطينة بدعوى أنه يرضى بحدود مؤقتة من إسرائيل، على الرغم من أنه يسعى إلى الحصول على الأرض كاملة ولكنه لا يريد من الفلسطينيين إلا أن يظهروا للعالم بصفة وكلمة واحدة وموقف واحد للدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام، فإسرائيل دائماً تريد أن يستمر الانقسام الفلسطينى لتظهر إلى العالم أنه لا يوجد شريك فلسطينى حقيقى للتفاوض معه للتأثير على العالم الأوروبى والولايات المتحدة، مؤكداً على ضرورة قيام انتخابات تشريعية عام 2014 وألا يكون الشعب الفلسطينى أسيرًا لمواقف حماس. ومن جانبه قال د. أيمن الرقب المحلل السياسى والقيادى الفتحاوى إن الفلسطينيين ينتظرون عودة الانتخابات الفلسطينية مرة أخرى بفارغ الصبر، فمازال كل من البرلمان والرئاسة الفلسطينيين بلا شرعية كما أن الانتخابات الفلسطينية العامة لازالت معطلة حتى الآن وكان من المفترض إجراؤها فى شهر أكتوبر من عام 2013 ولكن بسبب رفض حماس تحديد موعد للانتخابات وتركيزها فقط على تحديد حكومة لم يستطع أبومازن حتى الآن تقديم ورقة بتحديد الانتخابات وأخرى بتحديد الحكومة المفترضة، وتعطل كل شىء إلى حين انتهاء المفاوضات التى لن تنتهى إلا بإنهاء الانقسام الفلسطينى. وأكد الرقب أن حماس على الرغم من كل هذا هى جزء لا يتجزأ من النسيج الفلسطينى، وأن المصير واحد أمام الاحتلال الفلطسينى، فعلى الرغم من أن حماس فازت بالحكومة عام 2006 إلا أن البرنامج السياسي بينها وفتح مختلف، ففتح لا تؤمن بالكفاح المسلح وحماس تؤمن به فلكى ترجع الانتخابات الفلسطينية مرة أخرى إلى مسارها الصحيح بتوحيد البرنامج السياسى الفلسطينى ولن يتوحد هذا البرنامج السياسى إلا إذا خلصت النوايا لكل من الجانبين وانطلاق مسيرة المصالحة الفلسطينية مرة أخرى، مطالبًا بأن يكون بجانب هذا الإحتكام إلى الديمقراطية وألا يكون هناك انحيازًا إلى أى جانب من الجانبين سواء كان لفتح أو لحماس فكل من الجانبين مسئول عن إشكالية الديمقراطية التى يواجهها الشعب الفلسطينى فى انتخاباته حتى الآن، فى حين أن حماس لها ميليشيات مسلحة فى قطاع غزة وفى إمكانها البدء فى انتخابات فلسطينية منفردة هناك لذلك حماس وفتح غير موحدين فى أى قرار حتى الآن.