عقدت حركة التحرير الوطني فتح إقليم جمهورية مصر العربية، مؤتمرًا صحفيًا اليوم الاثنين، بمشاركة د. جهاد الحرازين المتحدث الإعلامي باسم الحركة فى مصر، ود. أيمن الرقب مسئول العلاقات الخارجية للحركة، حول الموقف الرسمي لحركة فتح فى جمهورية مصر العربية، من قضيتين الأولى: استشهاد الأسير عرفات جردات فى سجون الاحتلال، والثانية: ملف المصالحة وما آلت إليه بعد الخلاف الذى نشب بين عزام الأحمد، وعزيز دويك. وقام د. أيمن الرقب بعرض ملخص لقضية الأسير عرفات جردات الذى استشهد داخل السجون الصهيونية، وما تلاه من ردة فعل لأبناء الشعب الفلسطيني. موضحت أن الشهيد جردات هو الشهيد 203 من الأسرى الذين استشهدوا نتيجة التعذيب، وأن عدد الأسرى اليوم وصل إلى أكثر من 4500 أسير، وأشار إلى أن الأسير سامر العيساوي تخطى اليوم 220 لأضرابه عن الطعام مع تزامن الصمت الدولي والعربي عن حياة الأسرى. وفى هذا السياق، حمل الرقب الكيان الصهيونى والمجتمع الدولي مسئولية استشهاد جردات، موضحًا "أنه على إسرائيل الإعتراف بالأسرى ومعاملتهم كأسرى حرب كما تنص القوانين الدولية وكما أقرت محكمة العدل الدولية على عدم استخدام العنف مع الأسرى الفلسطينيين، واتفاقية جينيف الموقعة عام 1949، التى تقول إسرائيل بأنها تحترمها، وألا تستخدم فى سياستها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني أسلوب المقايضة، وهذا ما أعلنت عنه ورفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأن ما أعلنته إسرائيل من خلال إفراجها عن أموال السلطة المستحقة مقابل تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، ما هي إلا عملية تحاول إسرائيل من خلاها تقديم بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين، معتقدة بذلك بأن هذه الخطوة ستسكت الصوت الفلسطيني كونها لم تدرك بأن هذه الأموال من حق الشعب الفلسطيني وهي أموال فلسطينية". كما أكد الرقب على أن حركة فتح ستستمر فى دعمها لقضية الأسرى والوقوف إلى جانبهم حتى ينالوا حقوقهم التي يسلبها منهم المحتل، وأشار الرقب أنه آن للاحتلال أن ينصرف بلا عودة، كما طالب د. الرقب الدول العربية والدول الإسلامية بتحمل مسئوليتهم تجاه قضية الأسرى. وحول ماهية الاجراءات التي اتخذتها الدولة الفلسطينية في قضية الأسير جردات، أوضح الرقب "أن الدولة الفلسطينية قدمت طلب للأم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولي خاصة بعد صدور تقرير طبي أشار إلى أن الأسير جردات استشهد جراء التعذيب والاعتداء عليه، وأنه سيتم التصويت على الطلب خلال يومين". وبشأن قضية المصالحة قام د. جهاد الحرازين بعرض ملخص لما ألت إليه، وأوضح أن "حركة فتح قدمت كل ما لديها من إمكانيات وتنازلات عن الشروط والعراقيل التى تقوم بافتعالها حركة حماس، ليس عن ضعف في الحركة وإنما نزولاً على رغبة أبناء الشعب الفلسطينية ورغبة الحركة في إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني". وأوضح الحرازين أن حالة التجاذب التى حدثت فى الندوة السياسية التي نُظمت برام الله بين الأخ عزام الأحمد (رئيس وفد حركة فتح للحوار)، وعزيز دويك (أحد قيادات حماس)، وتصريحات دويك الخارجة عن حدود اللياقة الأدبية، "ما هى إلا عراقيل فى طريق المصالحة"، مؤكداً أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهى من حافظت وستحافظ على حقوقه من الضياع، وأنه لا وجود لبديل عنها"،مشيراً أن "تصريحات دويك بشأن اللات الثلاثة التي أثارها وتثيرها حركة حماس تباعاً، ما هي الا مزايدات يراد بها باطل، فالمقاومة فى فتح لم تنته والدليل على ذلك أن الشهيد الأسير جرادات من أبناء كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وأن على حركة حماس أن تقرأ التاريخ وتقارنه بالواقع فمن اليوم يسعى للتنسيق مع إسرائيل فى الخفاء؟"، وأضاف "إننا فى فتح نسعى للتنسيق مع إسرائيل لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني لقضاء احتياجاتهم اليومية والمتعلقة بالأمور والخدمات الصحية والحياتية المعاشة. وأشار الحرازين إلى أن حماس تطالب بتغيير الأخ عزام الأحمد، الذى يحمل ملف المصالحة وتحمل من خلاله الكثير فكان من ضمن من قدم التنازلات فى سبيل إتمامها. وأردف قائلا:"نقول لحماس "أن هذا الشأن داخلي، وأن على حماس وغيرها أن البحث عبر التصريحات التى تطلق يومياً لمعرفة من الذى يسعى لإفشال ملف المصالحة". وأكد الحرازين أن فتح ستمضي قدمًا نحو المصالحة نزولاً على رغبة الشعب الفلسطيني رغم الخلافات المفتعلة، وترفض محاولة ابتزازها من حماس من خلال افتعال الازمات المتكررة لرفع سقف مطالبها في محاولة منها لتحقيق أكبر قدر من الاستحقاقات الحزبية على حساب المصلحة الوطنية". وحول سياسة مصر نحو الشأن الفلسطيني، أوضح الحرازين أن مصر دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص، فرغم اختلاف الأنظمة والإدارات تبقى القضية الفلسطينية قلب مصر النابض، ودائما ما تأتي التصريحات عن مؤسسة الرئاسة المصرية "أن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف"، وطالب الحرازين مصر "بالكشف عن الطرف الحقيقي المعطل لعملية المصالحة، وأن تضع الأمور في نصابها الحقيقي". وفى نهاية اللقاء، حث الحرازين بعدم التدخل فى الشأن الفلسطيني، لتكريس الانقسام أو تقوية طرف على حساب الأخر، مشيرًا أن القرار الفلسطيني منذ نشئت منظمة التحرير الفلسطينية يكون دائما بالتشاور مع الاشقاء العرب، مضيفًا "أننا فى فتح نرفض أن يكون هناك تأثيرات من شأنها خلق نزاعات في الصف الفلسطيني".