لم يكن الفيلم التسجيلى القصير «أبو النجوم» الذى عرضته بانوراما الفيلم الأوروبى بعد يومين من وفاة الشاعر الكبير تكريماً له، هو العلاقة الوحيدة بين «نجم» والسينما، لكن «الفاجومى له مشوار طويل مع الفن السابع يبدأ من «عصفور» يوسف شاهين وينتهى بتجسيد قصة حياته على الشاشة من خلال القصة التى كتبها بنفسه بعنوان «الفاجومى». والفيلم مدته سبع دقائق من إخراج احمد المناويشي..ويفتتح بصوت نجم قائلا: لما كنت عيل كنت ارمى نفسى فى حضن أمى لما ابقى محبط، ولما كبرت وبقيت شاعر عملت الحكاية دى مع مصر، بارمى روحى فى حضنها. ويتناول الفيلم نشأة نجم الريفية و انحياز أشعاره للمضطهدين، و تجربة ثنائى أغنيات المقاومة مع الشيخ إمام عيسي، وكيف حفظ ثلاثة أجيال أشعاره خاصة وأن كثيرا منها تحول إلى أغنيات. وركزت تعليقات المشاركين بالفيلم على دور إبداع نجم الشعري، وعلاقته بالشيخ إمام التى رفعتهما إلى مستوى أبطال الفلكلور الخالدين، و قالت ريما حمانى إن لغة نجم الشعرية لا تتميز فقط بقوة الكلمة المقاومة، و لكن أيضا بتحميل اللغة بحس الفكاهة و الدهاء، ناقلا اللغة العامية المصرية إلى مكانة رفيعة و مستوى شعرى لافت، وقالت أنه بأشعاره اثبت على مدار خمسة عقود قدم فيها إبداعه أن الثقافة احتياج حقيقي، وقال المخرج ميشيل خليفى إن إبداع نجم مبنى على الفرح الإنسانى ويقدم طاقة و دافع للتطلع للمستقبل. واختتم الفيلم كبدايته على صوت نجم ملقيا قصيدة من أشعاره تبشر بالآتى والثورة، مختتما بشهادته الشعرية اعلموا إن الثورة فكرة، فيما ختم المخرج فيلمه على خلفية عبارة للشاعر لويس أراجون تقول: إن فى هذا الشعر لقوة تسقط الأسوار بالغناء. و«بهية» كان الاسم الدرامى لمصر كما رآه أحمد فؤاد نجم، والمخرج الكبير يوسف شاهين، حيث كان اللقاء الأول بينهما فى فيلم «العصفور» عام 1972، والذى ظهر فيه الشيخ إمام، وأدى دوره على الشريف، وغلفت شريطه السينمائى أغنيته «مصر يا أمة يا بهية». وكان من المفترض أن يظهر «نجم وإمام» بشخصيتيهما الحقيقية فى الفيلم، ولكن حالت ظروف القبض عليهما دون تنفيذ ذلك، علمًا بأن فيلم «العصفور» شارك فى بطولته كل من محسنة توفيق ومحمود قابيل وصلاح قابيل. وخاض أصحاب مسلسل «درب ابن برقوق» معركة رقابية عام 1999، بسبب وجود شخصيتين يعبران عن أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام بين أبطال المسلسل، وانتهت المعركة بتصريح رقابى بشرط تغيير أسماء الأبطال. ولعب دور أحمد فؤاد نجم فى هذا العمل الفنان مفيد عاشور، وكتب سيناريو المسلسل سميرة محسن، عن رواية للكاتب محمد جلال عبد القوي، وإخراج خالد بهجت، ولعب بطولته صلاح السعدنى وميرفت أمين وياسمين الجيلانى وجلال الشرقاوى ورياض الخولي. ومع توالى العروض وتوالى الرفض، كانت لابد أن تأتى المرة الأولى، وبالفعل يقبل نجم طلب المخرج عادل عوض، ابن الفنان محمد عوض، المشاركة كضيف شرف فى أحداث فيلم «شباب عالهوا»، فى دور جد الفنان أحمد الفيشاوى. وكان ظهور نجم فى عدد صغير من المشاهد لم يتجاوز الأربعة أو الخمسة، التقى خلالهم بالفيشاوى منفردًا، أو ومعه حنان ترك، وظهر فيها نجم فى دور شاعر شهير، وهو دوره بالطبع لكن دون التصريح باسمه، وألقى خلال الفيلم مجموعة من قصائده منها قصيدته الأبرز «كلمتين لمصر». الفيلم لعب بطولته كل من أحمد الفيشاوى وأحمد رزق وحنان ترك ونيللى كريم. وقبل ثورة يناير بعامين بدأنا نسمع عن مشروع يكتبه ويخرجه عصام الشماع، معتمداً فيه على يوميات كتبها نجم تحت عنوان «الفاجومي»، وتم ترشيح الفنان خالد الصاوى للعب دور البطولة ومعه صلاح عبد الله فى دور رفيق الدرب، وكندة علوش فى دور الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم، أولى زوجات نجم والتى انجبت له ابنته الكبرى نوارة، ولعبت فرح يوسف دور المغنية عزة بلبع، وشاركهم البطولة جيهان فاضل ومحمود قابيل وتامر هجرس وزكى فطين عبد الوهاب.