"لما بتهل البشاير.. من يناير كل عام" يلقيها رجل عجوز، يرتدي جلبابًا مصرياً بلدياً، وحوله الآلاف من محبيه، كانت هذه هي آخر المشاهد الدرامية التي لعبها الشاعر المصري الصعلوك. بنى شهرته على سطوة الأغنية على قلوب محبيها وتمرده السياسي، الذي جعل قصائده ليست مجرد أغانٍ، بل طاقات نورانية تندلع من القلب والعقل فتملأ مستمعها بالحماسة، ليصبح هو ورفيق دربه المغني الضرير "الشيخ إمام" الذي كان أكثر منه صعلكة، ثنائي عبر نيلنا السعيد للمحيطات، ليصبح أحمد فؤاد نجم هو شاعر التمرد العربي في قلوب كل المناضلين من المحيط إلى الخليج. يوسف شاهين وضربة البداية "بهية" كان هذا هو الاسم الدرامي لمصر كما رآه أحمد فؤاد نجم، والمجنون السينمائي الأبرز في تاريخ الفن السابع يوسف شاهين، كان اللقاء الأول في فيلم "العصفور" عام 1972، والذي ظهر فيه وطوال الفيلم رفيق دربه الشيخ إمام، وأدى دوره علي الشريف، وغلفت شريطه السينمائي أغنيته "مصر يا أمة يا بهية". وكان من المفترض أن يظهر "نجم وإمام" بشخصياتهم الحقيقية في الفيلم، ولكن حالت ظروف القبض عليهم دون تنفيذ ذلك، علمًا بأن فيلم "العصفور" شارك في بطولته كل من محسنة توفيق ومحمود قابيل وصلاح قابيل. الطريف، أنه كان من الممكن أن ترى فيلمًا بعنوان "وتمضي الأيام"، يجمع بين "نجم وعبد الحليم حافظ ويوسف شاهين"، وهو فيلم رومانسي كان سيلعب بطولته العندليب ومعه سعاد حسني، لكن "حليم" رفض غاضبًا إضافة شاهين لشخصيتين كان من المفترض أن يكونا من أصدقاء العندليب بالعمل. معركة رقابية من أجل «درب ابن برقوق» معركة كبيرة خاضها صناع مسلسل "درب ابن برقوق" عام 1999، والذي كان من ضمن أبطاله شخصيتين يعبران عن أحمد فؤاد نجم والشيخ أمام، انتهت هذه المعركة بتصريح رقابي شريطة؛ تغيير اسم الأبطال. ولعب دور أحمد فؤاد نجم في هذا العمل الفنان مفيد عاشور، وكان المسلسل كتابة سميرة محسن، عن رواية للكاتب محمد جلال عبد القوي، وإخراج خالد بهجت، ولعب بطولته كل من صلاح السعدني وميرفت أمين وياسمين الجيلاني وجلال الشرقاوي ورياض الخولي. «شباب عالهوا» الظهور الأول للعراب ومع توالي العروض وتوالي الرفض، كانت لابد أن تأتي المرة الأولى، وبالفعل يقبل نجم طلب المخرج عادل عوض، ابن الفنان محمد عوض، المشاركة كضيف شرف في أحداث فيلم "شباب عالهوا"، في دور جد الفنان أحمد الفيشاوي. وكان ظهور نجم في عدد صغير من المشاهد لم يتجاوز الأربعة أو الخمسة، التقى خلالهم بالفيشاوي منفردًا، أو ومعه حنان ترك، وظهر فيها نجم في دور شاعر شهير، وهو دوره بالطبع لكن دون التصريح باسمه، وألقى خلال الفيلم مجموعة من قصائده منها قصيدته الأبرز "كلمتين لمصر". الفيلم لعب بطولته كل من أحمد الفيشاوي وأحمد رزق وحنان ترك ونيللي كريم «الفاجومي» والظهور الأخير قبل ثورة يناير بعامين بدأنا نسمع عن مشروع يكتبه ويخرجه عصام الشماع، معتمداً فيه على يوميات كتبها نجم تحت عنوان "الفاجومي"، وتم ترشيح الفنان خالد الصاوي للعب دور البطولة ومعه صلاح عبد الله في دور رفيق الدرب، وكندة علوش في دور الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم، أولى زوجات نجم والتي انجبت له ابنته الكبرى نوارة، ولعبت فرح يوسف دور المغنية عزة بلبع، وشاركهم البطولة جيهان فاضل ومحمود قابيل وتامر هجرس وزكي فطين عبد الوهاب. الغريب والعجيب أنه وبرغم اسم الفيلم، إلا أن خالد الصاوي لم يظهر باسم نجم، بل ظهر باسم مستعار هو "أدهم نسر"، وكأن الأقدار قد كتبت على نجم ألا يظهر اسمه إلا مؤلفاً لأغاني بعض الأعمال الدرامية أو المسرحيات. الفيلم وبرغم تباين الآراء في تقييمه، إلا أنه سيبقى باعتباره آخر المرات التي سجلت ظهور أحمد فؤاد نجم على شريط درامي بشخصيته.