مصر التى كانت وستظل ناشرة الخير والعلم على جيرانها على مر التاريخ، وفضلها على الكثير لا تستحق أن تلعب أصابع المؤامرات على أرضها، وإعلامها بدل من أن ينور المجتمع يفوره، وبدل بث الوئام يشيع الخصام مما أوقع المجتمع المصرى فيما نراه ولا خروج مما نحن فيه إلا بالعودة إلى السلوك الإسلامى وكانت هذه الآراء للخروج من الأزمة. يقول د. محمد طه مصطفى بكلية العلوم جامعة الأزهر:- نحن نحتاج إلى إرجاع الخير إلى القلوب ونزع الشر منه، وتحسن الأخلاق ولا يظهر ذلك إلا فى التعاملات بين أبناء مصر، "إنما الدين المعاملة" مما يجعلنا نتخلص من الأنانية وما فى الصدور من الكراهية والحقد والبغضاء والبعد عن التخاصم باتباع قو الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)واجتمع على مصر شياطين الإنس قبل شياطين الجن ليفرقوا بين أبنائها ولا نستطيع أن نهزم الشياطين إلا بتطبيق قوله تعالى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )ف بالصبر على ما نحن فيه واتباع الحق ولو كان فى غير صالحنا هو المخرج،(ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) فرقانا بين الحق والباطل وإذا خلصت النيات صلح العمل (سيجعل الله بعد عسريسرا) . ويقول د. عبد الله رمضان أستاذ الأدب العربى المساعد بجامعة المدينةالمنورة واستشارى التعليم عن بعد بجامعة الأزهر: -فى خضم الأحداث المتتابعة والخطاب الإعلامى الذى انحرف عن الدور المنوط به من تنوير المجتمع إلى تنويره ومن بث الوئام إلى إشاعة الخصام يصبح واجبًا على كل صاحب رأى بل على كل مواطن أن يسعى لتجاوز الكراهية والشحناء إلى آفاق المحبة والتسامح، وفى تراثنا وموروثنا الكثير من القيم الإيجابية والمقولات التى تحث على ذلك لاشك أن الأمر صعب لكنه غير مستحيل، فلن تكون هناك حياة طبيعية إلا بالتعاون والتسامح واستيعاب كل مكونات الشعب المصرى دون إساءة إلى أى فريق ما أجمل أن نتختلف بأدب وأن نتمايز تمايز الزهور مختلفة الأوان لكنها كلها جميلة ورائحتها طيبة. ومع كل ذلك لابد من إقامة العدل على أساس المساواة وأن يراعى القاض ربه قبل كل شىء حتى لا ينتشر الظلم ومن ثم الكراهية. عملا بقول الله تعالى .( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ) ويقول محمد سليمان المعيد بكلية التربية جامعة الأزهر:- إن من أكبر ما أدى إلى ما نحن فيه هو انعدام المعايير الإسلامية التى يقيم الإنسان عليها المواقف والرجال والأحداث من حوله، فالرجال يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال والأئمة والسلف الصالح قالوا "كل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ومانراه الآن فى مصرنا سببه تقديس الأشخاص فلابد من التخلص من هذه الفكرة بمنهج علمى قائم على قواعد سليمة بعيدة عن اللبس والتشكك، وإذا اتبع كل منا هذه المعايير بعيدًا عن الأهواء الشخصية، لأبتعدنا بأنفسنا عن الزلل والخطأ واستطعنا الخروج من واقعنا المؤلم واهتدينا إلى الطريق القويم. ويكون بالعمل بقول الله تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) وللخروج من الأزمة لابد أن يتخلى كل الأطراف عن الأغراض الشخصية بتغليب مصلحة الوطن على المصلحة الخاصة، والتحلى بأخلاق الإسلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر عملا بقو الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لتأمرون بالمعروف ولتنهين عن المنكر أو ليوشكن الله أن يعمكم بعقاب من عنده ثم تدعونه فلا مستجاب لكم" أو "لتأمرون بالمعروف حتى إذا رأيتم شخصًا مطاعًا وهوى متيعًا وإعجاب كل ذى رأى برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام". ويجب تحكيم شرع الله بيننا عملا بقول الله (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ويقول الشيخ أحمد الكبير إمام وخطيب الرياض من المقطم:- مصر البلد الذى ردمًا من الزمان يعطى ويمد العالم وما زال - بخيراته - العلماء والغذاء يأتى عليه يوم ليُهدم بيد أبناء وخلافاتهم المصلحية الذاتية دون النظر إلى مصلحة الوطن صاحب الفضل على الكثير من أهل الجوار وفضلًا على أبناء الوطن لا يستحق منا كل ذلك يقول الله تعالى (هل جزاء الاحسن الا الاحسن)لابد وحتمًا أن يتخلى كل منا عن مصالحنا الشخصية الكتاب الإعلاميون.. السياسيون.. ألخ ولتكن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وأن ننأى بأنفسنا عن المؤامرات الخارجية التى سوف يقف تمويلها يومًا ما بعدما تحقق ما تصبو إليه من اسقاط الدولة وهذا لم ولن يكون بإذن الله لأن شعب مصر يحب وطنه حبًا جمًا ولا يظن العدو إن مصر أصبحت رمادًا بل هى نار على عدوها. والخروج من هذه الأزمة يتطلب من كل مصرى - كل فى موقعه، صدق النوايا، ترك المصالح الخاصة، أن نعمل جميعًا لصالح مصر، وعدم صراع الأحزاب السياسية على السلطة بطرق غير شرعية واحترام بعضنا بعضًا حكامًا ومحكومين وهى كرامة المواطن وأن نفرح بقوة مصر ونحزن بضعفها فمصر قلب العروبة وإذا مات القلب مات الجسد والبعد عن متاع الدنيا الذى أوقع بيننا العداوة(قل متع الدنيا قليل و الاخرة خير لمن اتقى). وطنى لو شغلت بالخلد عنه