* هل الإنسان مسير؟ أو مخير؟ وإذا كان مسيرا فلماذا يحاسب على أشياء قد كتب عليه عملها؟ ** أجاب الشيخ الشعراوى: الإنسان مسير فى بعض الحالات، مخير فى بعض الحالات الأخرى، ذلك لأن الإنسان كائن يمتاز عن بقيه الكائنات بالعقل والفكر وهو مناط الاختيار بين البدائل فان الشىء الذى لا بديل له، لا فكر ولا اختيار فيه، لان العقل هو مناط اختيار البدائل والشىء الذى لا بديل له لا اختيار فيه. * فما علاقة الفكر بالتسيير والتخيير؟ ** الفكر هو المقياس الذى يميز به بين البدائل والأمور الاختيارية، من الممكن أن تفعلها أولا تفعله ومادام البديل كوجود أو عقلك حاضرا فلك أن تفعل أو لا تفعل. ومحل التخيير وانتقاء البدائل من العقل. لذلك فان فاقد العقل لا يكلف من الله، وكذلك المجنون والمعتوه، "إذ التكليف والحرج مرفوع عنه لأنه لا محل ولا موجب له". ولقد خلق الله الإنسان ولا حيلة له فى خلق نفسه ويميته أيضًا ولا حيلة له فى موته لان هذا قدر الله، وذاك قدر الله أيضًا، ولا ينفصل قدر عن قدر إنما جعل الله الإيمان اختياريا. ذلك لان الله سبحانه وتعالى يحب أن يحبه عبده، ويقبل عليه مختارا غير مجبرا، ويتمنى الحق تبارك وتعالى أن يحبه عبده ويتعلق به، وهو قادر على عصيانه، والابتعاد ٍعن جادته.