فى العام الماضى وفى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير خرجت مظاهرات نسائية منددة بحكم الإخوان. وانطلقت مجموعات منظمة من البلطجية وتحرشوا بالمتظاهرات بشكل غير مسبوق من السفالة والحقارة - ولقد عرفنا فيما بعد من دفع بهم للتحرش بالمشاركة فى المظاهرات! لكن الشىء الغريب هو رد فعل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى غير المأسوف عليه والذى كان غالبيته من الإخوان وأتباعهم وأفكارهم المريضة التى أرادوا أن ينقلوا عدواها لكل المجتمع ولقد كتبت فى هذا المكان فى أوائل مارس الماضى وقلت: “حمّل أعضاء اللجنة المرأة مسئولية ما تتعرض له من جرائم التحرش الجنسى البشع، وبدلا من المطالبة بحماية نساء مصر من هذا الأذى وهذا القهر، وجدنا السهام تنهال على نساء فضليات كل جريمتهن أنهن خرجن للتعبير عن حقهن فى التظاهر والرفض، وهذا حق أصيل لكل سيدة أسوة بأى رجل” ! المهم أن الإخوان وأتباعهم تشنجوا وتشددوا وأهالوا الاتهامات لسيدات فضليات مارسن حقهن فى التظاهر السلمى لم يتجاوز الهتافات واللافتات، وها نحن اليوم نرى نفس هؤلاء الإخوان الذين أدانوا خروج مظاهرات نسائية، ودفعوا ببلطجيتهم لانتهاك المشاركات فيها، وقد تخلوا عن رجولتهم تماما، وتواروا وراء نسائهم وفتياتهم فى الإسكندرية وجامعة الأزهر، اللاتى يتصفن بالعنف والوضاعة التى وصلت إلى حد الإجرام، حينما تخلين عن إنسانيتهن واعتدين على أساتذتهن تارة وعلى كلياتهن، بل لم يسلم المارة من أذاهن! أن كل واحدة من هؤلاء قد رضعت العنف والتطرف والأفكار المتشددة، وهؤلاء أيضا يعتبرن مجتمعنا مجتمعًا كافرًا والجيش والشرطة والدولة المصرية دولة الطاغوت، هن لا يفرقن كثيرا عن أى متطرف مجرم يمارس العنف والإرهاب بالقتل وبالسلاح، بل من المعروف أن المرأة على ضعفها عادة أكثر تطرفا فى مشاعرها من الرجل سواء كانت هذه المشاعر إيجابية من خلال أمومتها أو صداقتها أو أخوتها أو حبها أو أى نوع من المشاعر فتكون هى الأكثر اندفاعا، وهذا ينطبق أيضا على مشاعر الحقد والغل والثأر فهى لا تقل حقدا بل ربما تكون هى المحرك الرئيسى وراء الأحداث، ولقد شهد التاريخ نماذج كثيرة لهؤلاء المتطرفات حقدا وغلا، مثل هند بنت عتبة، وأم على الزوجة الأولى لعز الدين أيبك قاتلة شجرة الدر، وريا وسكينة وغيرهن ممن يتجردن من إنسانيتهن ويتحولن إلى مجرمات! وبالتالى فإن هؤلاء الفتيات بعد أن اعتدين بالضرب على أستاذات فضليات ومزقن ملابسهن وحطمن ممتلكات الدولة وغلقن أبواب كلياتهن وعملن على تعطيل الدراسة فهن ينتمون إلى شريحة المجرمات الخارجات على القانون ، ولا يدعى متفائل أنهن قد غرر بهن فقد خرجن من بيوت لا تقل عنهن إجراما، ولو كن قد تربين تربية محترمة ما أقدمن على تلك الجرائم. وبالتالى هن لا ينتمون إلى الحرائر من قريب أو بعيد، بل هن إماء لا يفهمن إلا لغة العبيد.. وهذه هى اللغة الوحيدة التى يجب على الجامعات والدولة أن تعاملهن بها!