يبحث الأمريكيون الآن بين رفات صفحات التاريخ عن زعيم قديم يحمل شرر من شجاعة الماضى ودهاء الحاضر.. عله يبعث حرارة الواقع فى جسد الأسطورة أو يبعث الروح فى إرث يموت ..!! فمن الغريب أن تحيى الولاياتالمتحدة فى هذه اللحظة الفارقة ذكرى وفاة الرئيس الأمريكى جون كيندى الخمسين ويقيمون لأول مرة منذ حادثة وفاته حفل تأبين له ومزاد لمقتنياته الخاصة وكأنهم يتحسرون على ماض تليد قد ذبل ونجم أوشك على الأفول فهم يرغبون فى زعيم أسطورة قد يبعث من الماضى لينقذ الحاضر من مصير غير معلوم. فأسطورة (آل كيندى) بين الأمريكيين وغيرهم هى تجسيد لنجاح أسرة كاملة بثت روح البطولة الكامنة فى سيناريوهات خالدة لراعى البقر الجسور الذى جسدته الشاشة الهوليودية وسيمًا، قويًا، حكيمًا، يسخر من الأحداث الجسام، ويتغلب على روح الشر الكامنة – دائما- فى الآخر.. مكسيكيًا أو هنديًا أحمر أو حتى عربيًا مسلمًا (لاحظ أنهم كلهم أصحاب البلاد الشرعيون). فكل الأجناس فى العالم القديم يحسدون راعى البقر (الكاوبوى الأمريكى) الذى يبعث الحياة فى الغرب الموحش منظفاً البيئة الأمريكية للأمريكى الصالح الذى يتجسد فى شباب العائلات الأمريكية من الأثرياء على شاكلة عائلة (كيندى) ليكونوا نجوم للفيلم الأمريكى الناجح الذى غزا سينمات العالم القديم والعالم الحديث أيضًا. جون فيتزجيرالد كيندى الذى تعرض للاغتيال وهو فى السادسة والأربعين من عمره هو الرئيس رقم خمسة وثلاثين للولايات المتحدةالأمريكية وأصغر رئيس كاثوليكى منتخب ينتمى لعائلة ثرية عملت بالسياسة والاقتصاد، تم اغتياله ظهر يوم 22 نوفمبر عام 1963 فى مدينة دلاس - والتى تغيرت بعد الحادث لمدينة الحقد - بولاية تكساس الأمريكية وقد اتهم بقتله وفقا للتحقيقات لى هارفى أوزوالد والذى قتل أيضا عقب الحادث بيومين على يد جاك روبى الذى مات أيضاً قبل محاكمته لتصبح حادثة جون كيندى لغزا محيرا لم تنكشف أسراره حتى يومنا هذا. ورغم قصر مدته الرئاسية والتى استمرت لثلاث سنوات نجح جون فى جعل اسم بلاده الأشهر طوال خمسة عقود بسبب قراراته الشجاعة التى دشنت لبداية الحرب الباردة الروسية الأمريكية ومهدت للتفوق الأمريكى فى مجال الفضاء - رغم ما أثير مؤخراً عن كذب الادعاءات الأمريكية حول صحة الهبوط على سطح القمر- وتعد قضية الصواريخ الكوبية التى نجح جون فى منع السوفييت من نصبها لحماية حليفهم الكوبى وكذا بناء جدار برلين من أشهر القضايا التى جعلته الزعيم الأكثر شعبية لمواقفه القوية أمام السوفييت. أما حياته الخاصة فلم يوجد شخص مثله نجح فى جذب هذا الكم الهائل من الفضائح والعلاقات النسائية التى تم الكشف عنها فى حياته وبعد مماته وتأتى علاقته بالنجمة مارلين مونرو لتكون هى الأشهر والتى تسببت فى الإشارة لدور جهاز (سى أى إيه) فى اغتياله نظرًا لما أشيع عن تهوره فى علاقاته النسائية والتى قد تؤدى لخضوعه لعملية تجسس أو الابتزاز وهذا ما جاء فى تصريحات لارى ساباتو مؤلف أحدث كتاب يتناول السيرة الذاتية لجون كيندى وعلاقاته النسائية كما ألقى الضوء أيضا على علاقته بزوجته جاكلين والتى يصفها بأنها أيقونة الموضة وقد تزوجت بكيندى عام 1953 وقد تولت منذ البداية مهمة إعداده لمنصب الرئاسة فهى تنتمى لأسرة ثرية مثقفة استطاعت أن تلهم النساء فى العالم فنون الموضة وتلهب خيال مصممى الأزياء العالميين حتى وفاتها. ومنذ أيام احتفلت ابنة جون و جاكى بشغل منصب أول سيدة سفيرة لبلادها فى اليابان لتبعث من جديد أسطورة (آل كيندى).