ربما لا يصنع المكان إرهابًا. بل فتش عن الإنسان وراء كل إرهاب. يستوى فى فعله الفالح والطالح. وأنا أربأ ببيوت الله أن تكون هى المكان. ولكن هناك قلة ممن يترددون عليها يعطون لعقولهم إجازة ويفسحون قلوبهم لفعل الشر. صدمنى قرار د. مختار جمعة وزير الأوقاف بإغلاق المساجد التى تقل عن 80 مترًا أمام صلاة الجمعة.. كيف ذلك يا دكتور جمعة؟.. ولماذا الثمانين مترًا تحديدًا؟. لماذا لا تكون أكثر أو أقل؟. والحجة أن هذه الزوايا تصّدر الإرهاب إلى الشوارع. واعتقادى أن المساجد الكبيرة تزداد فيها فرص الإرهاب حيث العدد الكبير من المصلين: ناهيك عن عدم معرفتهم بعضهم البعض. مما يعطى الفرصة لاندساس من يشعل فتيل الفتن بينهم. واعتقادى أيضًا أنه طالما كانت المساحة صغيرة. كان التحكم فى سلوك الرواد أكبر. فالمصلون أبناء شارع واحد.. وعمارات متقاربة فى الغالب. فضلًا عن أن النسبة الأكبر منهم من كبار السن والعجزة والمرضى. الذين بالكاد ينزلون إلى المسجد أسفل العمارة للصلاة. د. جمعة ليست لنا صلوات ولا بيع. ولكن لنا مساجد يُذكر فيها اسم الله ويسّبح بحمده. صغرت المساحة أم كبرت. ومن الصعب على أى مسلم أن يغلق فى وجهه بيت من بيوت الله. الله الذى أخذ على نفسه عهدًا تقول سطوره: «بيوتى فى الأرض المساجد وزوارها عمّارها.. وحقًا على المزوُر أن يكرم زائره». هل القرار جاء مقصورًا على مساجد الوزارة.. أم يشمل حتى مساجد الجمعية الشرعية التى ما زالت يؤمّها المصلون للجمعة رغم المساحة التى تقل عن 80 مترًا؟. القرار ليس قرآنًا.. وعليه يجوز الرجوع عنه أو تعديله.