قبيل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى حاولت بعض وسائل الإعلام المؤيدة للنظام السابق إحداث حالة من الارتباك فى الشارع المصرى من خلال نشر العديد من الأكاذيب والتى بدأتها بنشر أخبار على شبكة رصد المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمون المحظورة بوجود انقسام داخل الجيش المصرى ورسمت سيناريو من نسخ خيال الشبكة، إلا أن تقريرها لم يكن له تأثير فى الشارع خاصة مع يقين الشعب المصرى أن عقيدة القوات المسلحة المصرية هى وحدة الصف من أجل الحفاظ على الوطن. وعقب فشل المخطط، وترحيل مرسى إلى سجن برج العرب عاودت الجماعة المحظورة الكرة مرة أخرى بنشر تقرير عن قيام شركة تآمين إسرائيلية بتأمين الملاحة فى قناة السويس، وأغرقت مواقع التواصل الاجتماعى بتكرار نشر التقرير فى محاولة منها لتحويل الأكذوبة إلى صدق، والخيال إلى حقيقة، ونحن خلال السطور القادمة نسعى لكشف حقيقة ما يحدث، وكيف يتم تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس؟ ومن المسئول عنه؟ كانت قناة الجزيرة المؤيدة لجماعة الإخوان نشرت تقريرا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا (منظمة حقوقية غير حكومية) زعمت فيه أن شركة إسرائيلية تدعى «النورس للأمن الملاحى» هى التى تقدم خدمات التأمين للرحلات البحرية وسفن الشحن فى قناة السويس بترخيص من السلطات المصرية ونقاط عدة أخرى بالبحر الأحمر، إضافة إلى موانئ عربية وأفريقية أخرى. فى البداية صرح الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بأنه لا صحة إطلاقًا لِما نشر على بعض المواقع الإليكترونية لتعاقد مصر مع شركة إسرائيلية لتأمين السفن العابرة لقناة السويس. مؤكدا أن القوات المسلحة المصرية الباسلة متمثلة فى القوات البحرية والقوات الجوية والجيشين الثانى والثالث الميدانيين وقوات حرس الحدود وفوج تأمين المجرى الملاحى وقوات الأمن الداخلى والجهات السيادية تمثل منظومة تأمين متكاملة لتأمين المجرى الملاحى وحركة التجارة العالمية ليلاً ونهاراً، وأن مستوى التأمين حالياً فى أعلى درجاته. بيان الهيئة كما أصدرت الهيئة بيانا تلقينا نسخته قالت فيه « إن ما أذاعته بعض وسائل الإعلام عن استعانة الجيش بشركة تأمين عالمية إسرائيلية لتأمين رحلات السفن بالمجرى الملاحى لقناة السويس، شمال شرقى البلاد، «عار تماما من الصحة». إن إذاعة هذا الكلام «يهدف لزعزعة الأمن، وإشاعة أخبار كاذبة فى البلاد». وأوضحت أن عدة جهات من الجيش والشرطة تتولى تأمين المجرى الملاحى الواصل بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، حيث يتولى القوات البحرية تأمين مدخلى المجرى، شمالا وجنوبا، والقوات الجوية تتولى تأمين الغطاء الجوى للمجرى، وقوات حرس الحدود تتولى تأمين ضفتى القناة، فيما تتولى أجهزة الشرطة تأمين المعابر والجسور الممتدة على طول المجرى». يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى يقوم بشكل دورى بتفقد أعمال التأمين لقناة السويس والمجرى الملاحى. منظومة تأمين وأكد اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى ل «أكتوبر» أن القوات المسلحة المصرية بأفرعها المختلفة وقوات الجيشين الثانى والثالث الميدانى وبعض الأجهزة السيادية هى التى تقوم بتأمين المجرى الملاحى بمعاونة هيئة قناة السويس وليس هناك أى طرف آخر يقوم بأعمال التامين سواء للمجرى الملاحى أو أى نقاط حدودية، لما للمجرى الملاحى من أهمية عالمية وتأثير على الأمن القومى المصرى. مشيرا إلى أن كل أجهزة القوات المسلحة تعمل لتأمين قناة السويس، لأننا نعلم أنه المورد الأساسى للعملة الصعبة فى مصر الآن، وهناك قوات مصرية محترفة تقوم بتأمينها، والقناة مؤمنة بشكل لا يوجد فى أى قناة فى العالم، وأرجو وأحذر أى فرد يفكر فى الاقتراب منها. مؤكدا أن الجيش الثانى الميدانى مسئول عن تغطية 60% من المجرى الملاحى لقناة السويس بواسطة قوات بحرية وصاعقة وجوية وأسلحة أخرى ، ولا يمكن اختراق هذا التأمين مهما كانت الظروف والملابسات لأن هذه القناة هى مورد رئيسى للعملة الصعبة. ويقوم اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى، بتفقد قواته المكلفة بتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس بشكل شبه يومى كما يتفقد كافة نقاط التفتيش على طول طريق بورسعيد الإسماعيلية. مهمة أساسية وأكد اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى ل « أكتوبر» إن مهمتنا الأساسية هى تأمين الحدود ضد أى أعمال عدائية وأن تامين المجرى الملاحى فى قطاع الجيش الثالث الميدانى أحد المهام الأساسية بالتعاون من قوات حرس الحدود والقوات البحرية وأجهزة أمنية وسيادية، مؤكدا على قدرات الجيش الثالث فى حماية المجرى الملاحى ل «قناة السويس». وأضاف عسكر أن العناصر العسكرية المشتركة فى أعمال التأمين تحافظ بالفعل على تطوير كفاءتها القتالية والتدريبية، من خلال عمليات الإحلال والتبديل، حيث يتم تدريب العناصر المشاركة فى التأمين من حين لآخر بعد عودتها لمعسكراتها لتلقى التدريب، فضلا عن تدريب العناصر الجديدة العسكرية، المنضمة حديثا إلى القوات المسلحة، من ضباط وضباط صف وجنود. وأشار قائد الجيش الثالث الميدانى إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا كاملا، بين الجيشين الثالث والثانى الميدانى، لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وهذا التنسيق يتم بشكل يومى مع اللواء أحمد وصفى، قائد الجيش الثانى الميدانى. وتقوم قوات تأمين القطاع الجنوبى لقناة السويس التابعة لقوات الجيش الثالث الميدانى بتعزيز إجراءات تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس من خلال طلعات جوية بطائرات الاستطلاع الحربية لتأمين عبور قوافل السفن العابرة للقناة جنوبا من السويس والقادمة من بورسعيد شمالا. من جانبه أكد الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية أن أعمال تأمين القناة والمجرى الملاحى أحد المهام الرئيسية للقوات البحرية باعتبارها أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة ونظرا للأهمية الإستراتيجية لقناة السويس حيث تقوم القوات البحرية بالتنسيق مع الجيشين الثانى والثالث الميدانى، بتأمين السفن التى تمر داخل المجرى الملاحى وفى أماكن الانتظار من خلال قوات مصاحبة لقوافل العبور سواء من الشمال إلى الجنوب أو العكس وعمل مسح بكاسحات الألغام بصفة دورية للمجرى الملاحى. وقال: «أتابع تأمين المراكب فى قناة السويس من مكتبى»، فى إشارة إلى تأمين القوافل التجارية منذ لحظة دخولها المجرى الملاحى إلى خروجها منه. نقاط تفتيش وقالت مصادر أمنية إنه يتم تأمين المجرى الملاحى بالكامل، بقوات مصرية، حيث تم وضع كمائن للشرطة مدعومة برجال من جهات أمنية سيادية كل 20 كيلو مترا بطول المجرى الملاحى البالغ 193 كم بين بورسعيد على البحر المتوسط وإلى مدينة السويس على البحر الأحمر، وكذلك تشديد الكمائن الثابتة والمتحركة». وأضافت أن «طائرات هليكوبتر تابعة للجيش المصرى تقوم كذلك بالتحليق فى سماء محافظة السويس (المدخل الجنوبى لقناة السويس)، من أجل تأمين المجرى الملاحي»، مؤكدا على «قيام الأجهزة الأمنية بالسويس بالتعاون مع هيئة القناة بزيادة أعداد كاميرات المراقبة الأمنية بالقرب من شواطئ القناة». وتم وضع كاميرات مراقبة أمنية بالقرب من شواطئ القناة خاصة بقرى جنيفة وكبريت بحى الجناين بمحافظة السويس الملاصقة للمجرى الملاحى لقناة السويس». من جانبه قال اللواء محمد عماد الخبير البحرى إن إجراءات تأمين السفن المارة من قناة السويس تنقسم إلى شقين الأول هو عمليات تأمين المجرى الملاحى للقناة نفسه والسفن وتنفذه القوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية، وهذه العملية لا تدخل فيها أى عناصر تأمين أجنبية أو غير مصرية، فعملية أمين المجرى الملاحى والحدود مسئولية القوات المسلحة المصرية، أما الشق الثانى فهو عمليات تأمين السفينة من الداخل. وألمح عماد إلى أنه وبموجب الاتفاقيات البحرية الدولية الموقعة عليها مصر يحق لأى سفينة فى العالم أن تعين على ظهرها طاقم تأمين خاصا تتعاقد معه بشكل مباشر أو من خلال شركات تامين على أن تقوم أى سفينة قبل دخول المياه الإقليمية لمصر أو أى دولة أخرى بالإبلاغ عن عدد أفراد الأمن ونوع السلاح المحمول على ظهر السفينة. وأكد اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجى أن ما نشر هو محاولة من جانب جماعة الإخوان المسلمون وتيار الإسلام السياسى لتشويه صورة الدولة والنظام الحالى، خاصة بعد شعور الجماعة بأن الحديث عن الرئيس المختطف بات لا يجدى نفعا، وزيارة وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة والذى تبعه زيارة عدد من أعضاء الكونجرس الامريكى، وخسارة التيار الدينى داعم رئيسى له فى معركته ضد النظام «الولاياتالمتحدةالأمريكية»، وضعف قدرته على الحشد، كل ذلك يجعله يحاول نشر الشائعات والأكاذيب للنيل من استقرار الدولة. وأضاف سالم أن ما نشرته هذه المنظمة المزعومة وإذاعته قناة الجزيرة يؤكد أن الهدف من وراء نشر هذه المعلومات المغلوطة هو النيل من استقرار البلاد لصالح هذه التنظيمات الإرهابية بعد فشل جماعة الإخوان المسلمون فى إدارة البلاد على مدار عام كامل. وأوضح اللواء نصر سالم أن تأمين قناة السويس وجميع النقاط الحدودية سواء البرية أو السواحل هو المهمة الأساسية للقوات المسلحة بكافة أفرعها وجيوشها الميدانية ومناطقها العسكرية، وتقوم به على أكمل وجه، ولا توجد أى عناصر أخرى تشارك فيه، حيث تعبر القناة سنويا عشرون ألف سفينة من الشمال والجنوب. وعلى جانب آخر وفى 22 أكتوبر الماضى كان الفريق أول عبد الفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى قد استقبل الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس حيث تم استعراض معدلات مرور السفن وإجراءات تأمين القناة. كما تم خلال اللقاء استعراض استعدادات الهيئة لتكون المظلة الرسمية المسئولة عن تنفيذ المشروع القومى لتنمية منطقة قناة السويس،بما يحقق متطلبات الأمن القومى ومصالح مصر وشعبها العظيم.