عندما دخل مرسى قاعة المحكمة فى أكاديمية الشرطة صفق له المتهمون فى القفص.. على الفور تذكرت أسلوب عصابات المافيا وعتاة الإجرام الذين يبحثون عن «كحول» يشيل القضايا بدلًا منهم.. بعد أن يزينوا له أنه هو الرئيس والزعيم والمسئول وفى حقيقة الأمر هم يعرفون أنه «أستبن».. ويعرفون أن مرسى لا يملك من أمره شيئًا.. فهو عبد المأمور لتنظيم الإخوان وأنه يؤمر فيطيع فينفذ منذ أن انتظم لهذا التنظيم عام 1979.. ومرسى عندما يتحدث يعك فى الكلام.. وظهر ذلك فى كلامه أنا الرئيس أكثر من عشر مرات.. وهو وأعضاء التنظيم يعلمون أنه قضى الأمر.. فلا هو الرئيس وقياداته فى التنظيم سجناء فى جرائم جنائية تصل فى أحكامها لحبل المشنقة.. وتذكرت أيضًا وأنا أشاهد جلسة المحكمة بيت شِعر قال شاعر النيل حافظ إبراهيم: «ليس سيد القوم أغباهم.. ولكن سيد القوم هو المتغابى»، كل هذا ينقلنا للبحث عن أسباب حرص الدولة المصرية على حياة الرئيس المعزول محمد مرسى وعلى ملايين الجنيهات التى صرفت للحفاظ عليه.. فتنظيم الإخوان ومن فى فلكه يعتبرون أن مرسى مرحلة وانتهت وأنه أدى دوره على أسوأ ما يكون.. ولكنه يملك أسرارًا ومعلومات سواء أمليت عليه أو شارك فيها.. ومرسى من هواة الكلام الكثير وأجهزة المعلومات تعتبره «صيدًا ثمينًا» وسيكشف المستور فى القضايا المتعددة من قتل متظاهرين وتخابر مع أجهزة ومنظمات إرهابية.. فلابد من قتله ويموت السر معه ويتهم فى ذلك النظام المصرى الذى جاء بعد ثورة 30 يونيو لتشويه صورته فى العالم.. لذلك سمعت باهتمام ما قاله اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات الأسبق وهو يقول إن هناك عدة أجهزة مخابرات تريد التخلص من مرسى سواء بقتله أو خطفه أو اختطافه من المشهد كله لتورطه معها فى قضايا ضد الشعب المصرى وهذه الأجهزة المخابراتية هى القطرية والتركية والألمانية والبريطانية والأمريكية والبعض فسّر زيارة جون كيرى الأخيرة وزير خارجية أمريكا بأنه طلب من السلطات المصرية عدم فضح وكشف قضية تخابر مرسى مع المخابرات الأمريكية.. ولم يجد ردًا من نظام 30 يونيو.. لأن النظام يبحث عن مصلحة مصر أولًا.. ويملك أوراقا كثيرة يستخدمها فى المشهد السياسى. أما الذين يريدون اغتيال وقتل مرسى أيضًا وهذا هو المدهش.. هم من يعتبرون أنفسهم تيارات إسلامية بداية من الجماعة الإسلامية الابن البكرى لتنظيم الإخوان وتنظيم الجهاد والسلفية الجهادية وتنظيم القاعدة وحركة حماس والفصائل الإرهابية التى تدور فى فلكها والأهم من كل هؤلاء هو التنظيم الدولى للإخوان المسلمين.. وهؤلاء جميعًا يعملون مع شبكات الجريمة المنظمة فى العالم.. من مافيا وعصابات أخرى وهؤلاء يعملون وفق قاعدة «استفد من العميل ثم اقتله»، لهذا كان حرص الدولة المصرية على حياة مرسى الرئيس المعزول.. وبوصف آخر الرئيس الكحول.. الآن عرفت عزيزى القارئ من هم الذين يريدون قتل مرسى!!