«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنظمة المافيا العربية..!!
نشر في الشعب يوم 22 - 06 - 2008

جاء في القرآن الكريم على لسان بلقيس ملكة سبأ.. (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل : 34 ) لا مجال..الواقع يقول انه حينما لا يهيمن منهج السماء على حياة البشر ويفصل بين الناس ويفعّل في واقعهم، سيظل يمارس الفعل المضارع للاستبداد أعماله الإجرامية.. والفساد وجعل أعزة أهلها أذلة كما قالت الآية الكريمة.. الممارسة ما زالت قيد التفعيل ولم تنته منذ بلقيس حتى اليوم (وكذلك يفعلون )..
كانت مهمة الحاكم من المنظور الإسلامي.. أن يكون تقيا ورعا.. يدرك انه موقوف بين يدي الله.. وان الله سائله لو تعثرت بعير بالعراق لمَ لم يمهد لها الطريق.. وان الظلم ظلمات.. قال تعالى (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) (طه : 111 ) تقوى الله هي خير ما تواصى به العباد وهي خير زاد ليوم الميعاد. ذلك لان( العاقبة) للمتقين.. وليست للمجرمين..
وهو ما قاله الشاعر
للمتقين من الدنيا عواقبها وان*** تعجل منها الظالم الآثم..
أو كما قال الشاعر:
نازعتها الدنيا ففزت بوردها ثم*** انطوى كالحلم ذاك المورد
ليس للعلو والفساد في الأرض نصيب في الآخرة.. إن العاقبة فقط (للمتقين).. كتب احد الصالحين لأحد الحكام الظالمين.. ما مّر علي يوم من البلاء الا مرّ عليك يوم من الرخاء ثم نفضي جميعا إلي يوم ليس انقضاء ساعتها يخسر المبطلون.. عادة الطغيان انه متحجر الفؤاد.. غليظ القلب.. قال لي والدي يوما.. عندما وصلت إلى سن الأربعين.. اتق الله فيما بقى لك من العمر.. فلقد بدا المنحنى في الهبوط.. جرى العرف الاستعداد الذي لا مناص من الاستعداد للقاء الله حيث يضعه المسلمين في عين الاعتبار إلا أن الديكتاتور لا يضعه في الاعتبار.... بعد التقدم في السن.. من المفترض أن يعد الإنسان العدة للقاء الله. (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (الانشقاق : 6 ) . وهي التي يعتبرها رجال النظريات.. Critica point.. التي عادة يغيب عنها الذهن البشري.. قال المصطفى كفى بالموت واعظا.. وقال الإمام: عليّ سبحان من توحد بالعز والبقاء.. وقهر عباده بالموت والفناء.
قال تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) (البقرة : 281 ) والإنسان مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم كما قال الإمام.
فماذا قدم مبارك.. ليوم المعاد.. إلا شعب عذّب وسجن وقتل وظلم ومن لم يمت تجويعا، مات تحت التعذيب.. انه يوم القيامة.. يوم القيامة والموقف الأعظم ومفترق الطرق النهائي بين السعادة والشقاء.. وأما الشقي فإلي نار حرها شديد وقعرها بعيد.. ومقامعها حديد يوم يقف الوجود كله خاضعاً.. والبشر كلهم خشعاً.. يوم يطوي الملك جل وعلا السموات والأرض كطي السَّجل للكتب!! كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: ( يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمني ثم يقول: ( أنا الملك، أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرض بشماله. ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ )(1) سبحانه وتعالي.. أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ مات الجبارون.. مات المتألهون ومات الظالمون.. انتهي كل شيء.. ومات كل حي.. كل شيء هالك إلا وجهه. كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (الرحمن:27).. إلا أنني ما زلت أتساءل.. ما هذا النظام المتحجر القلب.. حينما يعتقل شيخ مسن في عمر الستين او نحوة.. كالشيخ السماوي.. كم سيء أن يكون الحاكم غليظ الفؤاد متحجر القلب.. رجل في مثل هذا السن ماذا يريد منه النظام؟ وماذا يريد منه ضباط الامن ؟ ولكنها كما قال سعيد بن جبير للحجاج يوما: أفسدت علي دنياي وأفسدت عليك أخرتك.
قال تعالى
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص : 83 )
وقد وردت نفس المرئيات في سورة الأعراف في سياق متسلسل رائع..
(وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ)
( قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف : 127 )
(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (الأعراف : 128 )
ومختصر القول: كريمنا مهان.. في ظل الطغيان
وعلى جهة خيانة الحكام قال توماس ديكر في مسرحية العاهرة الشريفة.. المبدأ قديم وحقيقي كالقدر أن الملوك يحبون الحيانة، ويكرهون الخائن..
This principle is old, but true as fate, Kings may love treason, but the traitor hate. : Thomas Dekker..: The Honest Whore (pt. I, act IV, sc. 4)
وإذا تمعّنا في القول أعلاه ندرك إن الملوك في الغرب بالرغم من خيانتهم إلا أنهم يكرهون الخائن. بالرغم من أن الطيور في المشرق على أشكالها تقع.. لذا تتكون الحاشية وزمرة الملأ من المفسدين والمجرمين. ونتساءل هل عندما تصل الأمور إلى الخيانة تحديدا يختلف الوضع ولا يريدون أن ينافسهم فيها احد.. ويكون لهم السبق ولا يشق لهم غبار في مضمار العار كما يفعل الحكام العرب.. تبا لأنظمة لا تخاف الله !!
بمعنى الخيانة مبررة لهم، غير مبررة لغيرهم. فهل كان الخونة من الحكام كجهاز الطرد المركزي لا يستوعبون حتى من هم على شاكلتهم من الخونة.. المثل غربي ينسب إلى يوليوس قيصر ويتم تداوله دون أن ينسبوه إليه أحيانا.. ربما يأنفون كونه يلحق تهمة الخيانة مجازا الى يوليوس قيصر كرمز اوربي.. واعتقد انه خيانيا..
في الأدب الانجليزي.. يقول شيكسبير.. وقبّل يهوذا أستاذه وصاح (كل الترحاب) بينما كان (يعني كل الأذى) . جاء في القران أن الله لا يهدي كيد الخائنين.. وانه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله.. (اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر : 43 )
الأصل في الأمور انه بالسياق الإسلامي (الخيانة غير مبررة).. بل وجريمة يحاكم عليها العرف والقانون.. إلا ان حكامنا العرب لا ُيحاكمون.. اسلاميا حتى وان كان الطرف الثاني من المعادلة الاجتماعية او السياسية (خائن) ومجرم.. لا يحق لك خيانته.. كما قال المصطفى الكريم .(لا تخن من خانك). ولكن هل تكمن المعضلة انه حينما تغيب قوانين السماء وأبعاد التقوى عن الساحة الاجتماعية والسياسية.. فيصبح كل شيء وارد.. كخيانات معلنه لا تتوارى عن الأنظار وتكشف عورتها على الملأ.. وتصدير غاز مصر إلى إسرائيل في العلن.. ولقاء أمير قطر مع ليفني في العلن.. والغاز إلى إسرائيل لشهرين مجانا في العلن.. هل ممكن أن نفهم ماذا يحدث ؟

معضلتنا انه لم يتم تفعيل أسس التقوى على ارض الواقع كي تكون الأرض مدينة فاضلة كما حققها الأنبياء بل كان النقيضان صارت الكرة الأرضية مزرعة للفساد والإجرام وعصابات المافيا. ابتداء من واشنطن انتهاء إلى القاهرة.. وبغداد..
فنحن وبنظرة مجردة عل الواقع السياسي في مصر ونظرا لانتهاج.. سياسات البيضة والحجر.. ودخول جحر الضب الغربي سياسيا وأخلاقيا.. والرقص على كل الحبال تحول الظلم إلى سياق اجتماعي، فلقد قالوا إن أبشع أنواع الظلم هو تقنين الظلم وقال أفلاطون أبشع أنواع الظلم هو الادعاء أن هناك عدل..
وقال سينكا ان مملكة الظلم لا تدوم.. A kingdom founded on injustice never lasts.” Seneca Roman philosopher,
وتتشعب التقوى في مناحي الحياة لتفرز واقعا أخلاقيا مثاليا.. وكان النقيض أن يتشعب الفكر المافياوي وتتشبع به الشعوب او تتجوّع جراءه الشعوب..
قالوا إن الكلمة الأكثر بطولة في كل اللغات هي الثورة.. واقعنا أعتقد انه بعد الرحيل المنتظر والذي قاب قوسين أو ادني.. أن يعد دراسات ليس للقصاص (وان كان فيه حياة).. بل دراسات للمعالجات والإصلاح.. من قبل الصالحين والأتقياء ستستغرق زمن طويل بلا شك.. لأن السياسة الحالية لم تترك منحى من مناحي الحياة إلا أتت عليه وجعلته كالرميم.. مافيا على ساحة الأمن.. مافيا على ساحة المال.. مافيا على ساحة الخبز. مافيا على ساحة التعليم.. مافيا على ساحة الإعلام.. مافيا على ساحة الحديد.. مافيا على ساحة الدين.. وهذا ينطبق عليه المثل الغربي.. الأساطير تموت بصعوبة وخاصة داخل المافيا. وكم لدينا من أساطير المافيا على الساحة العربية ؟
.“The myths die hard, especially within the Mafia.” Robert D. McFadden
ولم تكن الساحة إلا مزرعة للأوباش والمافيا.. انتهاء إلى الثقافة. فلم نر على مرور تاريخها الطويل أوباش تطاولوا على المقام الرفيع لله تعالى في سماءه قدسا ومجدا إلا تلك الحقبة السياسية الداعرة.. ولذلك لن يرحل هذا النظام رحيلا طبيعيا.. لان لله تعالى فيهم نقمة لم تبلغ مداها بعد.. وكما قال الإمام علي لبني أميه.. عما قليل لترونها في أيدي غيركم وفي دار عدوكم..
في واقع البشر لدى بعض الحكام المسلمين عندما نقرا التراث.. في فترة بني امية تحديدا أن لا يخلو الأمر لديهم من الفساد. إلا إننا رأينا أن ثمة مساحة من تقوى الله يتركونها.. كرصيد لهم عند الله.. كي يقيل عثرة.. أو يرحمهم من سوء مصير.. ربما يتركونها لما جبلوا عليه من أخلاق تربوا عليها.. ويأنفون من العار وخسيس مواقف قد يخطها التاريخ.. نرى مثلا حاجب لأحد خلفاء بني امية يحثه على قتل احد العلماء.. وبالرغم من سوء الحاكم.. إلا أن الحاكم رفض وقال لحاجبه: اسكت فقد هلك فرعون وهامان.. أي انه رفض لما يدركه من النهايات الحتمية لمسلك فرعون وهامان ألا وهي الهلاك.. ويومها رفض أن يقتل العالم.. استبقاء لمساحة بينه وبين الله كي يقيه غدرات الأيام وكيلا يأتيه الله من مأمنه وما أسهل ذلك..
في علم السياسة قالوا أن الاختبار الأول للقيادة هو القدرة على معرفة المشكلة قبل أن تستفحل وتتحول إلى أزمة.. وكم استفحلت الأزمات. ابتداء من الخبز إلى الفول والطعمية إلى الحديد.. وأنظمة المافيا وحكوماتها لا تعرف ذلك. ولا تعرف أن الظلم ظلمات أو أنها أمانة. أو أن سفك الدماء يزيل الملك ويهوي بالعروش.. وان دعوة المظلوم قاصمة للظهر.. كيف يتحول الواقع أن المافيا على الساحة تصادر الدقيق لتستخدمه كعلف للبهائم من ملأ فرعون وهامان.. ولا تمرره إلى الإنسان.
في الغرب ومن خلال الرأسمالية المتوحشة.. عانوا هناك من هذه النماذج.. فلا ينبغي علينا أن نجرب ونستورد المستهلك هناك والفاشل هناك.. ولنعد إلى كتاب المجد.. القرآن الكريم.. (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف : 44)
في العادة لا مانع على أي دولة كافرة أن تنتهج من سبل كما تريد.. أي سبل كانت بغية الأرصدة والثراء الفاحش. ولا تعبا.. بالجوعى والمساكين كما يفعل البنك الدولى اليوم. وكما فعل جورج بوش اللص في سطوه المسلح على العراق.. وأعادنا ملايين من الأعوام إلى الوراء ولكن إسلاميا ثمة معايير تتعلق بالمثالية هي المنطق والسبيل.. وان كل مال نبت من حرام فالنار أولى به. ليس لأميركا ولمن دار في فلكها ثمة وازع أخلاقي أمام السماء أو حتى أمام العباد.. كما قال ديستوفسكي: اذا كان الله غير موجود فكل شيء مبرر..
إلا أننا كمسلمين ندرك أن الله تعالى موجود ندركها حق اليقين لا لبس فيها ولا غموض..
قال دانيل بايبس الكاتب اليهودي الشهير.. وهو الذي يقطر حقدا على الإسلام.. كلاما غريبا بصدد الخيانة.. حيث يعتبران الخيانة غير متواجدة في المجتمع الغربي..
Treason as a concept is defunct in the West. To succeed in war, governments need take this change into account.Daniel Pipes
يقول بايبس: الخيانة كمبدأ لم يعد يمارس في الغرب بغية النجاح في الحروب، يجب أن تضع الحكومات هذا التغير في حسبانها. العديد من الغربيين في تراثياتهم.. اعتبروا أن الخيانة لا تثمر وإذا أثمرت لا يطلق عليها خيانة.. وقال شيشرون كيف يثق إنسان مخلص في شخص خائن.. وقالوا أن الخائن يقف على رمال متحركة سرعان ما تلتهمه.. وما قاله بايبس مناف لكل ما هو ممارس غربيا حتى اللحظة فاحتلال أمريكا للعراق لم يكن إلا نتاج لسياسات ولألاعيب عادة ما تتفتق عنها قرائح الشوارع الحواري الخلفية لأميركا.. وعصابات المافيا ..الأمريكية التي وصف فيها ال كابوني أن أميركا ارض بكر لبيوت الدعارة.. احتلت العراق ابتداء من كذبة أسلحة الدمار الشامل وانتهت إلى نهب البترول العراقي حاليا.. مرورا بكل الأفلام الهوليودية التي تتم على الساحة العربية.. المعالجة السياسة في الغرب. تتسم بالخيانة.. ومسالك المافيا.. يقول تيودور باركر نحن أمة متمردة، تاريخنا كله مبني على الخيانة، دمنا ملوث بها قبل الولادة ومعتقدنا هو الكفر بالكنيسة الأم، ودستورنا خيانة للأجداد ....
We are a rebellious nation. Our whole history is TREASON; our blood was attained before we were born; our creeds were infidelity to the mother church; our constitution TREASON to our fatherland.
التاريخ السياسي للغرب.. يختلف سواء من السياق والمنطلقات عن التصور الإسلامي.. فنحن حضارة تنطلق من وحي السماء لا هواجس الفلاسفة.. او المعالجات غير المثالية.. من هنا قالها جيمي بريسلن.. إن مكتب الرئيس بمثابة شي بائس، نصف ملكية ونصف ديمقراطية ولا احد يعرف عما إذا كان سيركع أم سيبصق..
The office of president is a bastardized thing, half royalty and half democracy, that nobody knows whether to genuflect or spit.": Jimmy Breslin
الحياة في عالم المافيا كما قال جيمي هوفا: ان كل رأس له ثمن.. وبناء عليه فما هو ثمن رؤوس الشعب المصري لدى مبارك ؟! وثمة تساؤل أليس هناك دية لهذه الشعوب.. ام منطق حكومات المافيا من تعرف قدر ديته، أقتله ؟..!! الوضع في الإسلام ليس لكل رأس ثمن .. فلقد قتل عمر رضي الله عنه سبعة أشخاص حدا كقصاص لأنهم قتلوا رجل واحد.. وقال قولته المشهورة.. لو تمالا عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعا به .. ولقد قال الإمام علي لمالك الاشتر. عندما ولاه مصر. أن لا عذر عنده في قتل احد من الرعية.. وان فيه القود أي القصاص.. السياق في عالم الغرب.. كما قال ستانلي كروش.. الثقافة الشعبية تخبرك أن المدارس والآباء لا يعرفون ماذا يدور على الساحة.. البوليس كالكلاب والسياسيون كذابون وغثاء ومن لم يمت بالمافيا مات بالمخابرات المركزية الأمريكية..
Popular culture tells you that schools and parents don't know what's going on, the police are dogs, politicians are all liars and scum, and any crime that's not committed by the Mafia is done by the CIA.Stanley Crouch
العلمانية اكبر جريمة في حق الشعوب..
إن العلمانية بغض النظر عن كونها ردة وحدث ولا حرج.. إلا انك ما ان تمر على سجون ومعتقلات مصر والعالم الإسلامي.. تصاب بالدهشة تجاه فضيحة الأنظمة العلمانية ابتداء من المغرب مرور بتونس إلى مصر.. انتهاء.. إلى سجن باجرام في افغانستان صعودا إلى كوبا غربا.. حيث غوانتنانمو.. انها جرائم تقترف.. ولا احد يستطيع ان يطالب بمحاكمة بوش أو بقية الحكام العملاء.. أن العلمانية في العالم الإسلامي تقتل الشعوب ولا تدفع الدية.. العلمانية مصدر البلاء.. لقد قرأت مقالا للدكتور محمد عباس يتناول التعذيب وصل الى هتك عرض الرجال.. ان العلمانية لا تتفق مع أخلاقيات الأرض فضلا عن السماء ولا حتى العرف العام.. بل ولا حتى عرف الحيوانات.. إنها أنظمة المافيا والجريمة.. يقول استيف الن.. حكوماتنا هي حكومات الشيكات والأرصدة المافيا ورجال الأعمال الذين في الظل يصدرون الشيكات والسياسيين المتفاهمين معهم يحسنون من أرصدتهم في البنوك.
قالوا أن الجريمة المنظمة في أميركا تستهلك 40 بليون دولار في السنة هذا مبلغ مربح وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن المافيا تنفق القليل جدا لمستلزمات مكتب الرئاسة.. أجل ستظل تضرب البشرية في التيه مالم تحّكم شرع الله.. (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة : 50 ) إن بر الأمان لمصر والبشرية جمعاء.. ان يهيمن القرآن الكريم على العالم.. دستورا وشرعا وحكما.. ذلك لأن القرآن هو كلمة الحق الباقية التي نزلت على الكون قدسا ومجدا وعدلا.. أليس من الأفضل للبشرية التي تضرب برأسها في الحائط لألاف المرات.. حتى الموت.. ان تستشعر الأمان والاطمئنان في ظل شرع الله. ام سيظل مضللوا البشرية والمجرمين يمنعون الدواء عن الشعوب.. (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة : 66 ) أما آن الأوان أن تقيم الأمة القرآن لتأكل من فوقها ومن تحت أرجلها.. بدلا من هذا الوضع المأساوي ..
كان أغربها ما قاله ويندل فيليبس: اكتبوا على بلاطة ضريحي.. كافر وخائن.. كافر بكل كنيسة تتصالح مع الخطأ.. وخائن لكل حكومة تقمع الشعوب..
فقط أحذف كنيسة وضع مسجدا ..في قول فيلبس أعلاه..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.