ناقشت ندوة بمعهد الطفولة فى جامعة عين شمس عدداً من المحاور أبرزها عدم تقدير الطفل ككيان إنسانى له احترامه وكرامته والتفرقة فى المعاملة بين الأطفال داخل الفصل وتهديد الأطفال داخل الفصل وتهديد الأطفال دائمًا بالعقاب، وتعمد اضطهاد طفل معين أو مجموعة معينة من الأطفال. يقول الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ العلاج النفسى ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال إن للمدرسة دورًا عظيمًا ومقدسًا ونبيلاً كما أن للمدرسين دورًا تربويًا وتعليميًا وتدريبيًا وقيميًا وأخلاقيًا ولا يمكن لأحد أن ينكر أن معظم المدرسين يؤدون أعمالهم وأدوارهم بكل عزيمة وصدق وضمير وعطاء وتحمل للمسئولية والأمانة غير أنه وفى نفس الوقت أصبح من غير المعتاد وغير المقبول وغير المسموح أن يتعرض بعض أطفالنا فى بعض المدارس للعديد من أنواع وأشكال الإهانة وإساءة المعاملة والعنف من بعض المدرسين والمدرسات، ويضيف شفيق: أقصد هنا بالإهانة والإساءة شتى الإساءات الموجهة من بعض المدرسين أو المدرسات إلى الأطفال فى المدارس مثل الإساءة النفسية أو الجسمية أو الانفعال أو التربوية والأحمال والتى ينتج عنها إيذاؤهم وإلحاق الضرر بهم نفسيا أو صحيًا أو جسميًا أو انفعالياً أو تعليميًا أو اجتماعيًا. ومن أهم أشكال ومظاهر ممارسات الإساءة الإهانة التى تصدر عن بعض المدرسين أو المدرسات ضد الأطفال والتى تم رصدها فى بعض المدارس ومنها إشعار الطفل المستمر بالفشل والضياع والتوبيخ والاستهزاء والسخرية من طفل معين أو مجموعة من الأطفال وتهديد الأطفال بالرسوب المستمر. وتعمد اضطهاد طفل معين أو مجموعة معينة من الأطفال ومعايرة الطفل بنواحى ضعفه أو رسوب فى أحد أو بعض المواد الدراسية وكثرة التكليفات بالواجبات المدرسية والتى تفوق قدرات وإمكانيات الأطفال البشرية وإجبار الأطفال على إعطائهم الدروس الخصوصية تحت شتى أنواع التهديد والوعيد وتعمد إعطاء درجات للأطفال أقل بكثير من حقهم ومستواهم لإقناع أولياء الأمور بضرورة إعطاء الأطفال دروس خصوصية. وأكد د.جمال شفيق أن هذه السلوكيات التى تصدر عن تلك الفئة من المدرسين الذين (يفترض أنهم تربويون) لا يمكن أن تشكل أو تنتج لنا فى المستقبل شخصية عالم أو باعث أو مفكر أو مخترع أو مبدع أو فنان أو شخص له شأن بل أن ذلك من شأنه أن يفرز أو يولد لنا فى المستقبل شخص ساخط عنيف ناقم عدوانى حاقدا مذنبا ضائعا ضعيفا متوترا واهنا أنانيا. وأشار إلى أن بعض المدرسين والمدرسات الذين يمارسون هذه السلوكيات ينتهكون حقوق الأطفال وإنسانيتهم ويجرحون نفسياتهم ومشاعرهم يعتدون على كرامتهم يهدرون آدميتهم يغتالون طفولتهم البريئة ويؤذون صحتهم النفسية والجسمية العقلية والاجتماعية والتعلمية ومن خلال تعاملنا النفسى مع حالات الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الإساءات ندرك تماما أنها من أخطر الأمور التى لها آثار هادمة وانعكاسات نفسية سيئة وخطرة تؤدى بهؤلاء الأطفال فى نهاية الأمر إلى تصور وإدراك البيئة المدرسية على أنها بيئة غير آمنة مهددة مخيفة منفرة طاردة غير مقبولة غير محتملة. وأضاف: ومن هنا يبدأ مثل هؤلاء الأطفال الضحايا فى كراهية المدرسين وكراهية المواد الدراسية التى يدرسونها وكراهية الامتحانات الخاصة بالمواد الدراسية وبالتالى كراهية كل المنظومة والمؤسسة التعليمية بأكملها وعند هذه النقطة بالذات فإنه ليس من المستغرب وجود نسبة كبيرة من التسرب من التعليم وبصفة خاصة فى مرحلة التعليم الأساسى بسب هذه المشكلة.لذلك أجمعت بعض نتائج مختلفة فى الدراسات والبحوث فى مجال علم النفس الإكلينكى والطب النفسى إنه توجد هناك تأثيرات ضارة مثيرة ومختلفة على الأطفال نتيجة وقوعهم ضحايا لممارسات الإهانة وإساءة المعاملة من المدرسة فى المدرسة والأخطر من ذلك إنه يصعب إزالة أو تخفيف تلك الآثار النفسية خاصة إذا لم يتم معالجتها فى حينها فتظل تضر وتؤذى بصحة الأطفال النفسية وبسلوكهم وشخصيتهم وكل حياتهم فى الحاضر والمستقبل.