لفنانى الكاريكاتير أيضًا نصيب فى انتصار أكتوبر 73، وقد أثبتوا بالفعل - وليس بالمجاز - أن اليد التى تحمل الريشة تستطيع أن تحمل السلاح فهل تعرف مثلًا أن الفنان الكبير طوغان شيخ رسامى الكاريكاتير أمد الله فى عمره اشترك فى كل الحروب العربية تقريبًا ضد العدو الصهيونى.. أما فى هذه المناسبة التى تحمل السطور التالية تفاصيلها فطوغان وأبناؤه.. أبناء الفن المشاغب المشهور بفن «الكاريكاتير» فيشاركون فى معركة تخليد الانتصار وسلاحهم فيها الفرشاة والألوان. «40 سنة نصرًا» هذا هو العنوان الذى جمع المصريين خلال الأسابيع القليلة الفائتة، وفى «بانوراما حرب أكتوبر» جمع المعرض الذى حمل شعار الاحتفال عددًا من أكبر الفنانين التشكيليين وفنانى الكاريكاتير فى مصر من خلال أعمالهم التى تنوعت بين فن البورتريه للفنانين محمد نادى وعفت، وعماد عبد المقصود وخضر حسن وآمنة الحمادى واللوحات الكاريكاتيرية التى برع فى إبداعها الفنانون الكبار طوغان وعبد العزيز تاج وجمعة فرحات وحسن فاروق وعمر صديق بلوحات تعكس انهزام الغرور الإسرائيلى أمام إرادة جنود الجيش المصرى وقادته وتدمير الصورة الوهمية للجيش الذى لا يقهر التى رسمها لنفسه وإظهار قوته الحقيقية، وهو ما عبّر عنه أيضًا أبناء هذه المجلة التى تحمل شهر النصر «أكتوبر» شارك الفنانان «فوزى مرسى» و«أحمد طنطاوى» أمام فنان دار المعارف «محمد عطية» فقد جسدت لوحته مشاعر التضحية والفداء حيث رسم الجندى المصرى يتلقى سهام الأعداء بصورة العارى لكى يحمى جسد مصر منها وهو المعنى الذى تجلى فى قصص البطولة والفداء خلال حرب أكتوبر وصوّرته جدران البانوراما وجنبات المعرض والذى تجده محفورًا داخل عقل وقلب ضباط القوات المسلحة وقادتها وطلاب الكليات والمعاهد العسكرية وجمهور المثقفين الذين تجولوا بالمعرض خلال فترة إقامته والتى صاحبها إقامة حفلات فنية وعروض غنائية لفرقة الثقافة الجماهيرية وكورال فرق الجامعات ومسابقات وندوات شعرية ورسم حُر لطلاب المدارس المختلفة.