نظم مركز رامتان الثقافى ندوة بعنوان «حركة الدفاع عن الجمهورية وثورة 30 يونيو» والتى شاركت فيها المستشارة تهانى الجبالى ود.جمال شقرة. بداية أشارت المستشارة تهانى الجبالى إلى أن حركة الدفاع عن الجمهورية أسستها 100 شخصية وطنية مصرية وقد خرج بيانها التأسيسى يوم 9 يونيو الماضى وهذا اليوم فى تاريخ شعب مصر يعد من أهم اللحظات التاريخية التى خرج فيها الشعب ضد هزيمة 67، فلو لم يكن للشعب هذه الحاسة التاريخية التى تخرجه فى اللحظات الفارقه دفاعاً عن دولته ومستقبله ربما كانت لحظة 1967 كفيلة بإعلان الهزيمة. وأضافت أن خروج المصريين يومى 9و 10 يونيو لم يكن لشخص جمال عبد الناصر إنما خرج من أجل الإعلان عن أنه سيصمت من أجل إزالة آثار العدوان والهزيمة فتمكن فى مرحلة من أخطر ما يكون ومن أعظم ما يكون أن يعيد بناء جيشه وأن يحتمل الضغط الاقتصادى كما كانت الجبهة الداخلية متماسكة وتقف صلبه فى ظهر الجيش وتحمية تلك هى قيمة اللحظة التى خرجت فيها حركة الدفاع عن الجمهورية. وأشارت إلى أنه قبل ذلك بأيام قليله يوم 5 يونيو كان النظام الحاكم فى مصر والذى كان يفتخر أنه ينتسب لجماعة الإخوان المسلمين يحتفى بهزيمة الشعب المصرى ويذكرنا بماحدث فى ذلك اليوم باعتبار أنه عنوان لهزيمة لم نخرج منها، إن قراءة تاريخ الشعوب لاتقف عند الثأر التاريخى لأمن الأفراد ولأمن الأنظمة، إنما دائماً ماترصد ما تم انجازه على أرض الواقع من خلال حركة شعب وحركة دولة. وأكت أن حركة الدفاع عن الجمهورية كانت إحدى مقدمات ثورة 30 يونيو لأنها كانت شعورًا بالمسئولية لدى شريحة من النخبة تسعى للحفاظ على مقومات الدولة والدفاع عن القيم وتحقيق الحلم الذى خرج من أجله الشعب المصرى ثائراً وقد عكس بيانها التأسيسى الرؤية النقدية لمسار الثورة المصرية بعد 25 يناير ووضع يده على عناصر الضعف وتحدثت عن غياب التنظيم الثورى وغياب القيادة والبرنامج الوطنى. وأضافت أن المسار الدستورى لمصر مابعد 30يونيو عنوانه تنقية الدستور المصرى من أية محاولة لتغيير الدولة المدنية المصرية لتصبح فيها بذور دولة دينية، فمصر لم تصنّف طائفياً فى تاريخها ولكن لأول مرة يوضع فى الدستور ما يقول إن مصر دولة سنيه بشكل أو بآخر، كما يوجد نص آخر يتحدث عن المسيحيين واليهود هذا عنوان لطائفية الدستور. وتشير إلى أن المادة الخاصة بالمسيحيين واليهود هى تحصيل حاصل لأن الشريعة الإسلامية تمنح لكل المختلفين معها الحق فى إدارة شئونهم بما يتفق مع شرعهم الخاص، هذا مستقر منذ صحيفة المدينة الدستور الأول الذى وضعه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأى خروج على هذا هو خروج على صحيح الدين إذن فوضع هذه المادة فى الدستور هو عوار فى حد ذاته. وخلال كلمته قال:د.جمال شقرة مدير مركز الدراسات بجامعة عين شمس إن الشخصية المصرية محيرّة وقد تناولها أعداؤها وأصدقاؤها إما بالقدح وإما بالمدح وذلك نتيجة عمق تاريخى فهى شخصية عاشت تجارب وخبرات تاريخية كثيرة ومتنوعة لذلك فمن وصفوها قالوا إنها لاتتحرك إلا بعد فترات طويله لكى تثور ضد الحاكم المستبد فالشعب المصرى يصبر كثيراً على الحاكم وعندما يشعر أنه لا فائدة من هذا الحاكم يثور عليه. وأضاف أنه عبر تاريخنا نجد أن هناك تباعداً بين الثورات وهذا نتيجة تحضر هذا الشعب فقد اختبر الثورات عبر تاريخه وعرف أنها ترتبط بالفوضى والانفلات الأمنى وقد تصل الأمور إلى حد المجاعة لذلك فهو يتجنب الثورات ويحاول أن يلفت نظر الحاكم بأسلحة أطلق عليها أساتذة علم الاجتماع السياسى «الاحتجاج السلمى» مثل النكتة والكتابة على الحائط أو الدعوة أو أن يبعث له بشكوى وعندما نجد أنه لايهمه إلا مصلحته ومصلحة أولاده وأحفاده هنا يتجه إلى الثورة.