كشف «هيو شيلتون» رئيس هيئة الأركان المشتركة فى عهد الرئيسين بيل كلينتون وبوش الابن عن تورط الإدارة الأمريكية فى زعزعة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.. وقد أشاد شيلتون بذكاء وزير الدفاع المصرى الفريق الأول عبد الفتاح السيسى ودوره فى الإطاحة بهذا المخطط الأمريكى والذى أشرف على تنفيذه الرئيس أوباما شخصياً وتكلف حتى الآن 100 مليار دولار أمريكى. وكما هى العادة استعادت أمريكا وبجدارة وجهها (الدميم) عقب هذا الكشف المفصل عن مسئولية الرئيس أوباما فى دورته الثانية والأخيرة فى لعبة تفتيت منطقة الشرق الأوسط لعدة دويلات والمعروفة باسم (الشرق الأوسط الجديد) لصالح ربيبتها المدللة (إسرائيل) والتى بدأت تمثل عبئاً استراتيجيا محسوساً لدى الناخب الأمريكى الذى أصبح يتساءل: لماذا يحصد هو كل هذه الكراهية والرفض لصالح قزم مشاكس طامع يعيث فى الأرض فساداً بينما يدفع الكفيل الأمريكى فواتير الفشل السياسى الذريع. هذا بالإضافة لقرارات أوباما الأخيرة والتى تسببت فى تورطه عالمياً واقتصاديا، لدرجة قد تتسبب فى انهيار المنظومة الاقتصادية الأمريكية، وتداعيات ذلك كله على الاقتصاد العالمى وذلك رغم تعالى الأصوات الرافضة للممارسات الأمريكية وجهرهم لمواقفهم المعارضة منذ تسريبات ويكليكس الشهيرة، واعترافات سنودن التى أشارت بوضوح لموافقة أوباما على استخدام برامج للتجسس ذات طبيعة خاصة ضد المواطنين الأمريكيين أنفسهم وغيرهم فى أنحاء العالم، والتى تسببت أيضاً فى إثارة استياء ورفض عالمى لتلك الممارسات الاستخباراتية الأمريكية والتى أدت لتدنى شعبية الرئيس الأمريكى داخليا و خارجياً. أضف لما سبق التصريحات الأخيرة التى جاءت على لسان هيو شيلتون ( 72 عاماً) وهو أحد القيادات العسكرية البارزة والحاصلة على العديد من النياشين والأوسمة، فقد شارك شيلتون فى حرب فيتنام مرتين وقاد فرقا قتالية فى حرب الخليج وأصبح قائدا لقوات العمليات الخاصة الأمريكية، بالإضافة لقيادته لأكبر الوحدات السرية الخاصة ثم تدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسا لهيئة الأركان المشتركة فى عهد الرئيسين السابقين كلينتون وبوش الابن، والغريب أنه يواجه اتهامات ضمن 40 من كبار المسئولين الأمريكيين لحصولهم على رشاوى تبلغ 30 ألف دولار مقابل كل تصريح إعلامى علنى يعربون فيه عن تأييدهم لحركة «مجاهدى خلق» الإيرانية التى أعلنت مقاومتها للحكومة الإيرانية الحالية والتى تصنفها الإدارة الأمريكية ضمن المنظمات الإرهابية. وذلك بحسب تصريح نشر فى موقع «شام نيوز» نقلاً عن قناة «إن بى سى» الأمريكية بأن وزارة الخزانة الأمريكية بدأت التحقيق مع 40 من كبار المسئولين الأمريكيين السابقين، من بينهم لويس فريه المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات الأمريكية وشيلتون رئيس هيئة الأركان الأسبق للكشف عن مصادر حصولهم على هذه الأموال. وجاء هذا القرار استجابة لرغبة الإدارة الأمريكية للرئيس أوباما، بينما رفض شيلتون هذه الاتهامات فى تصريح له أذيع فى نفس القناة، إلا أنه اعترف بأنه لا يعتبر منظمة مجاهدى خلق إرهابية، لأنها تقاوم الحكومة الإيرانية والتى يعتبرها العدو الأول لأمريكا. وهكذا يتضح أن لعبة السياسة الدولية التى خضعت منذ زمن للمصالح الخاصة تجعل الجميع ضالعا فى سباق البحث عن الدولار.