«نسعى لدستور تفخر به مصر» هذا ما أكده الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية وعضو لجنة الخمسين لتعديل الدستور، معرباً عن أمنياته فى دستور يتناسب مع ثورة 30 يونيو التى أكد أنها استكمالا لثورة يناير التى اختطفت من الشباب، مشدداً على أن أمريكا بعد 11 سبتمبر أرادت أن تسيطر على المنطقة إما بإضعافها وتقسيمها أو بشرائها وأنها وجدت فى الإخوان ما يحقق أهدافها فدعمتهم، مشيراً إلى أن الاستحواذ والاعتماد على الولاء أهم أسباب سقوط الإخوان بعد عام واحد من اعتلائهم سلطة سعوا إليها طوال 82 عاماً. * كيف رأيت 30 يونيو؟ ** استكمالًا للثورة، أعتقد أن 30 /6 فيها تنقية للثورة، لأن 25 يناير دخل عليها مدخلات لم تكن فى أساس الثورة، والفكرة أن الثورة فى 25 يناير بدأت بالشباب ثم دخل عليها كل الأطراف الأخرى.. والشباب لم يكن لديهم خريطة مستقبل .. كان لديهم دافع .. يريدون التغيير.. لكن فى أى اتجاه لم يكن هذا فى تفكيرهم.. بدليل أن المطالب كانت تتغير كل يوم، كانوا يسعون للتغيير ونجحوا فى ذلك، ولكن لم تكن لديهم خطة بديلة للتغيير، وبالتالى جاء من لدية الخطة وأخذ ثمرة تعب الشباب. فى 30 / 6 الوضع اختلف .. أعتقد أن الشباب خرج بخطة .. كانوا يريدون تغيير الحكم القائم.. تمردوا ولديهم مشروع .. لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.. شعروا باللدغة الأولى وتجنبوا الخطأ.. وبالتالى ف 30/ 6 بنيت على خريطة .. الشباب كان عارف عايز إيه.. ومازال موجود فى الساحة.. صحيح عددهم ليس كبيراً فى لجنة إعداد الدستور ولكنهم متيقظين لما يدور ويقولون لن نقبل بهذا أو ذاك. أخطاء الإخوان * برأيك لماذا أسقط الإخوان سريعاً بعد عام واحد من وصولهم لسلطة سعوا إليها فى 82 سنة؟ ** لأنهم أسرعوا فى الاستحواذ..لو كان الإخوان بيفكروا صح، والذى استحوذوا عليه فى سنة كانوا استحوذوا عليه فى 10 سنين لكانوا استمروا فى الحكم.. لكن للأسف الشديد أن المفروض يتعمل طبقاً للخطة بتاعتهم فى 10 سنين كانوا يريدون عمله فى يومين!.. وفى نفس الوقت تعددت السلبيات.. مثلاً الإفراج عن المساجين، أنا مع خروج المظلوم لكن الإفراج عن قاتل .. هذا إهدار للقانون.. لكن لديك آخرين يمكن الإفراج عنهم.. مسجون سياسى أنا أتفق معك إنك تطلعه.. لأن المسجون السياسى لم يرتكب جريمه أصلاً.. سجن لأجل رأيه حتى ولو كان هذا الرأى مخالف للأغلبيه.. لو أفرج عن المساجين السياسيين لم تكن هناك مشكلة.. وهذا سبق وحدث فمن تم سجنه فى سبتمبر 81، بعد فترة مبارك أفرج عنهم لأنهم سجناء سياسيون.. هناك فرق بين سجين الرأى وسجين الإجرام..الأمن يتأثر لو أفرجت عن سجين الإجرام، ولكن سجين الرأى الوضع مختلف لأنه لم يرتكب جريمة.. سجن لأن سياسته مختلفة، وهذا ما نحاول أن نعمله فى الدستور أن لا يسجن إنسان من أجل رأيه. وبالتالى أخطاء الإخوان تمثلت كما قلت فى الاستحواذ فى المرتبه الأولى ثم وضع الأشخاص فى مكان غير مناسب.. مثلا عندما تأتى بشخص غير مؤهل وتريد أن تضعه فى منصب محافظ.. ليس لديه الكفاءة ولكن لديه الولاء.. وبدون ذكر أسماء أحد الأشخاص وضعوه فى منصب نائب محافظ مؤهلة دبلوم تجارة.. لكن من الجماعة.. من الأهل والعشيرة .. وبالطبع هاجت المحافظة. كيف تأتى بموظف درجة كام وتجعله نائب محافظ، لاحظ أن نائب المحافظ الذى ينتمى للجماعة أقوى من المحافظ الذى لا ينتمى لها، وهو الذى يدير المحافظة وليس المحافظ، لأن النائب هو المسنود.. يستطيع فى أى وقت أن يرفع سماعة التليفون ويصدر القرار.. المحافظ يقول ما يريد لن يسمعه أحد.. والشعب المصرى ذكى ويفرز بسرعة.. ضع شخصًا ليس لديه الكفاءة فى أى مكان الشعب لن يقبله.. وبالتالى أنت تظلم محافظة بأكملها بسبب فكرة الاعتماد على الولاء وليس الكفاءة. * الكنيسة الإنجيلية لها علاقات بالكنائس فى الغرب خاصة فى أمريكا.. كيف يمكن الاستفادة من هذه العلاقات لتوضيح موقف مصر وتدعيمها؟ ** لقد سافرت إلى سويسرا مؤخراً لمدة 36 ساعة التقيت خلالها بما يتراوح من 400 إلى 500 شخص ليس من سويسرا فقط ولكن من إيطاليا أيضاً، وكان لقاء طويلًا استمر إلى منتصف الليل ولقد أشرت إلى هذا اللقاء بعد عودتى فى الجلسة العامة للجنة إعداد الدستور، ونقلت لهم أن الخارج يريد دولة حديثة وديمقراطية ومدنية.. كما أن علاقتنا بالمصريين بالخارج مهمة جداً ومعنا ممثلون للمصريين فى الخارج.. وأكدنا على أنه عندما يكون هناك مصريون مسافرون إلى الخارج يكون معهم خارطة الطريق، ويوضحون للناس فى أوروبا أن هذا ما يريده الشعب المصرى، وهذا ما نتمناه فى الدستور الجديد أن يعبر عن الشعب.. أيضاً لنا كنائس فى أمريكا تتصل مع الكنائس الأمريكية وتوضح لهم الموقف خاصة أن هذه الكنائس مازالت محتفظة بالهوية المصرية. * البعض يرى تناقضًا فى المواقف الأمريكية فى المنطقة. هل تعتقد أن أمريكا تدعم الإرهاب؟ ** أمريكا لا تدعم الإرهاب.. أمريكا يهمها مصلحتها فى المقام الأول.. خاصة بعد 11 سبتمبر بيفكروا كيف يسيطرون على المنطقة إما بإضعافها وتقسيمها..وإما بشرائها.. أعتقد أنهم أنفقوا على الإخوان مثل الذى يربى شيئا وعمال يصرف عليه وفى الآخر المشروع مات.. وإذا كانت أمريكا لها مصلحتها فإن من مصلحتها أيضاً أن تحافظ على أمن إسرائيل وعلى استقرارها، لأنه إرضاء لليهود فى أمريكا ورغم قله عددهم إلا أن اليهود كتلة واحدة.. رجال مال وأعمال.. إذا دعموا مرشحًا رئاسيا نجح على الرغم من إنهم أقلية 6 ملايين من 300 مليون.. ثانياً هناك عدد كبير مما يطلقون عليه الصهيونية المسيحية – وإن كان هذا التعبير غير دقيق – وهؤلاء يؤمنون بعودة اليهود وأنهم أمة مختارة وإلى آخر هذه الأفكار وهذه تدعم هذا الفكر الذى يساعد السياسة الأمريكية. * لماذا دعموا الاخوان؟ ** عندما جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون إلى مصر سألتها: سياستكم فى العراق فشلت فلماذا تكرروها فى مصر؟ فأجابتنى بتعبير «نحن نخطئ» ثم أضافت أنا لن أستمر فى وزارة الخارجية مرة ثانية.. هى اعترفت أنه هناك خطأ ولكن هذا ليس معناه أن كل الناس اعترفت بذلك.. ومع ذلك هناك عدد كبير من الكونجرس ليس راضياً على هذه السياسة الأمريكية.. الأعضاء الخمسة الذين جاءوا مؤخراً كانوا مختلفين تماماً مع السياسة الأمريكية فى المنطقة.. أمريكا كانت تريد كتلة يقدروا يحركوا بيها الأمور لما يريدوا.. لم يجدوا فى مصر غير الإخوان لتحقيق ذلك.. والآن السلفيون بيحاولوا يأخذوا مكانهم.. السلفيون أسرعوا لأمريكا وقالوا نحن البديل..كنتم تدعمون الإخوان فدعمونا. دستور جديد * هل كنت تفضل تعديل الدستور أم وضع دستور جديد؟ ** كان هذا حوار طويل فى اللجنة أخذ حوالى ساعة ونصف وتكلمت ونقلت رأي المصريين الذين يعيشون فى أوروبا من أن التعديل سيكون ترقيعًا وليس تعديلاً لأنك تأتى بالمادة وتحور فيها وتبدل وهذا لا ينفع.. صحيح نحن نقول إن التعديل يشمل تغيير لكن من الممكن جداً يطلع شخص يقول الدستور القديم كان مطعونًا عليه، ومثلما طعن على البرلمان وتم حله، فإذا قبل الطعن على دستور 2012 سيسقط ومعه التعديلات الخاصة به، وبالتالى قد نحتاج إلى إعلان دستورى مكمل، وهذا ما يدرس حالياً، إعلان دستورى يغير الأمر من تعديل دستور إلى وضع دستور جديد حتى نطمئن أنه غير قابل للطعن عليه، وحتى نأخذ حريتنا بدل ما نحن مرتبطين بالمواد الموجودة ونتحرك فى إطارها.. وبمعنى أصح حررنى من هذا الثوب القديم المهلهل، ولنحضر ثوبًا يتناسب مع ثورة 30 يونيو. * لماذا انسحبتم من اللجنة السابقة ؟ ** الانسحاب كان لسببين.. أولهما الإصرار على المادة 219، واليوم إخواتنا المسلمين هم الذين يرفضون هذه المادة، فى حديث لأحد أساتذة الأزهر رفض المادة تماماً..وبالتالى فى اللجنة الحالية يرفضون هذه المادة، لكن طبعاً السلفيين لا يرفضونها وبيهددوا بيها.. وبالتالى نحن انسحبنا فى اللجنة السابقة لأننا شعرنا أن هذه المادة ستأخذ الدنيا لدولة الفقية..السبب الثانى أنهم قالوا إحنا اتفقنا على التوافق.. وأنا قلت تآمر وليس توافق..لأنهم قالوا إن هناك لجنة من المائة كانت اللجنه مكونة من 10 أشخاص وإذا حضر 8 أو 6 أشخاص منهم كان الاجتماع قانونيا، وقتها قالوا إذا توافقت اللجنة يعتبر الكل توافق عليها بالوكالة يعنى..هم أساءوا الوكالة وقالوا هذا توافق.. فى اللجنة الجديدة لا يكون التوافق الا بأغلبية لا تقل عن 75% لماذا؟، لأننا قلنا أنه لابد أن الشعب يتوافق على الدستور بالملايين.. أحدهما خرج وقال الدستور الماضى أخذ نسبة موافقة 68 % وبالتالى إذا لم تأخذ التعديلات هذه النسبة نرجع لدستور 2012 (الذى ثار عليه الشعب)، فرديت عليه متهكماً الرئيس السابق نجح بنسبة 52% أو أقل، والرئيس الأسبق كان وأخذ 88% يبقى نرجع للرئيس الأسبق إذا كانت العملية بالنسبة..ومع ذلك نحن نريد دستور فعلاً لا يقل عن 75% من الشعب يكون متوافقًا عليه وهذا ما نتمناه.. * هل ستصرون على إلغاء المادة 219؟ ** لجنة ال 10 من الأساس لم تذكرها، بمعنى أنها اختصرت الدستور من 232 مادة إلى 198 ماده، فحذفت عددًا من المواد ومنها المادة 219، وسواء كنا نتكلم على دستور جديد أو دستور معدل فأنه عند مناقشة هذه المادة بالذات فى لجنة مقومات الدولة كانت الأغلبيه مع الإلغاء ما عدا صوتاً واحداً فقط تحفظ على إلغائها وهو صوت السلفيين وأثبت تحفظه.. * ولكن هل الأزهر موافق على الإلغاء؟ ** بالطبع بدليل أنه صوت معنا.. التنسيق مع الأزهر كان واضحاً منذ اللجنة السابقة أن هناك تنسيقًا بين الأزهر والكنائس.. فهل هذا مستمر فى اللجنة الجديدة؟ مازلنا ننسق، وقبل انعقاد اللجنة بيوم اجتمعنا فى الأزهر واتفقنا على نقاط مبدئية وبالتالى نحن متوافقين.. * وهل التنسيق موجود أيضاً بين الكنائس وبعضها؟ ** بالطبع التوافق مهم، ومع ذلك لو قلت أن الكنائس متوافقة مع بعضها ستكون النتيجة 3 من خمسين ولن تحقق نتيجة، أنا قلت نحن خلعنا عباءتنا الكنسية وغيرها ونحن مع مصر .. كل المصريين.. نحن لم ندخل اللجنة لأخذ قطعه من الكعكة.. إذا كنا سنتكلم عن مبادئ الحريات، فالحريات للجميع وإذا أعطينا الحرية للكل فإن الكنيسة مستفيده.. لكن لو دخلت لأخذ قطعة والباقى لا يأخذ شيئا سأكون ظلمت الآخريين.. وبالتالى نحن متوافقون على خلع العباءات الطائفية، والكنيسة تسعى للوصول إلى نتيجة نفتخر بها كمصريين ومتمسكين بذلك. * بعض الأقباط وجهوا انتقادًا أن أغلب ممثلى الأقباط فى اللجنة من رجال الدين فلماذا لم ترشح الكنائس شخصيات عامة لتمثيلها؟ ** الإعلان الدستورى أراد أن تمثل الكنائس والأزهر كهيئات كما تمثل الأحزاب فى اللجنة.. ولو كانوا قالوا لنا نريد 3 مسيحيين لم نكن لنرشح أنفسنا كرجال دين .. لكن عندما يقول نريد تمثيل الكنيسة فأن الذى يمثل الكنيسة هو رئيس الكنيسة أو من ترشحه، والدليل أن الأزهر كذلك تم تمثيلة كهيئة بثلاثة من رجال الأزهر.. ومع ذلك فأن 92% من أعضاء اللجنة مسلمون ومسيحييون من المجتمع.. فالكنيسة مثلاً ممثلة هناك الدكتور مجدى يعقوب وهو مسيحى ولكنه من الشخصيات العامة. * لماذا أثارت المادة الثالثة الخاصة بالتجاء المسيحيين واليهود لشرائعهم السماوية فى أحوالهم الشخصية الكثير من اللغط؟ ** أنا شخصياً لا أتفق مع ذلك، وأعتقد أن الكنائس الأخرى على نفس الرأى، إلا إذا قبلت على مضض للتوافق وحتى لا تصبح هناك مشكلة، وفى رأيى أن الكنائس الثلاثة لا تقبل تقسيم البلد مسلمين ومسيحيين ويهود.. هذا معناه أنى كسرت هذا المجتمع. * هل تريد الغاء المادة؟ ** لا، أنا أريد استبدال عبارة «المسيحيين واليهود» إلى «غير المسلمين» أنت أعطيت وضعًا للمسلمين، وتريد أن تريح الباقى.. لكن يا سيدى أنا لا أريد أن يطلع اسمى .. أنا أريد «كل المصريين».. * ولكن البعض يعترض على كلمه «غير المسلمين» بأنها سيدخل فيها أشخاص لا يؤمنون بأى دين؟ ** هناك القانون.. ليس كل شخص ماسك دستور وماشى بيه.. الدستور فى مواجهة المشرع فقط.. وليس لرجل الشارع.. القانون هو الذى يحكمنا.. ونحن سنضع فى المادة عبارة «بما يتفق مع القانون».. وإذا كان هناك خارج عن الصف لن يقبله المجتمع حتى ولو كان تحت عباءه مسيحية أو إسلامية أو يهودية.. هناك حقوق إنسانية.. لا تستطيع أن تمنع الحق عن أى إنسان، فقط تمنع الممارسات التى لا يقبلها المجتمع. * على الجانب الآخر بعض المسيحيين ممن لهم مشاكل فى أحوالهم الشخصية يرون أن هذه المادة ستزيد من تعقيد مشاكلهم وستقطع الطريق أمامهم للزواج المدنى كيف ترى ذلك؟ ** ومن قال أن الزواج حالياً ليس زواجاً مدنياً.. أنت تذهب لتسجل العقد فى السجل المدنى.. الكاهن يقوم بنفسه بتسجيل العقد فى السجل المدنى.. إنما خضوعك للكنيسة خضوع روحى.. أنا لا أقبل أن مسيحيتى تبقى بالأمر.. * بمعنى أنه ليس المقصود من المادة تحكم الكنائس فى الأقباط؟ ** لا إطلاقاً، الكنيسة لم تدخل فى الزواج حتى القرن ال 12 .. أى كنيسة فى العالم حتى ذلك الحين لم تكن ركناً من أركان الزواج ولا حتى فى أيام المسيح ولم يحدث أبداً أن الرسل زوجوا أحدًا، لكن الكنيسة تدخلت بعد ذلك تدريجياً وشىء جميل أن يكون لديك قواعد كنسية.. من يقبلها له ذلك ومن لا يقبلها لا تستطيع أن تجبره عليها.. هل الكنيسة الأرثوذكسية فى الغرب تستطيع أن تعطى لإنسان وثيقة زواج؟ .. الوثيقة مدنية .. بعد ذلك أنت تقوم بالصلاة أهلا وسهلاً. المصالحة * وسط كل هذه الأجواء المشحونه التى نعيشها كيف يمكن تحقيق المصالحة الوطنية؟ ** بالتأكيد نحن مع المصالحة والغفران والتسامح.. ومع فتح صفحة جديدة وغلق الصفحات القديمة.. ولكن فى نفس الوقت المصالحة تكون مع من لم تتلوث يديه بالدماء.. ويكون التصالح من أحل التصالح وليس للهروب من العقوبة.. فلا يمكن ترك الأمور بلا حساب وإلا ستكون فوضى وانفلات.. المخطئ يجازى ويعاقب.. ولكن الراجع للحق .. فالرجوع للحق فضيلة.. لو جاء شباب الإخوان رافضين أوامر ومواقف قيادتهم وقالوا لا نريد أن نساق كالأغنام.. فبالطبع أهلاً وسهلاً.. لكن من دمر وقتل وخرب ثم يقول مصالحة.. لا ينفع.. كيف أعرف أنك لا تريد تجنب العقوبة؟.. ماسك لى بندقية وتقول أصالحك لا ينفع. * كيف يمكن فى أقرب وقت ممكن تحقيق الاستقرار فى مصر سياسياً واقتصادياً وأمنيا؟ ** أعتقد أن الأمر سيأخذ وقتاً طويلاً من الناحية الاقتصادية لأن الاقتصاد دمر.. والبناء بيأخذ وقت .. الهدم فى ساعة والبناء فى سنة.. المصالحة نحن فى طريقنا إليها.. الاستقرار الأمنى أيضاً فى الطريق بفضل الله أولاً والشرطة والجيش فى التآخى مع بعضهم لأن هذا الموقف محتاج ضم كل الجهود مع بعضها.. وأعتقد أن ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة فى سيناء خطوة قوية جداً وكذلك الذى حدث فى دلجا والاستقرار الأمنى وإرجاع الأمور إلى الأوضاع التى كانت عليه من استقرار، وتصحيح المسار أعتقد أنه سيتم فى وقت قريب. * بمناسبة دلجا والكنائس التى تم حرقها فى الصعيد كيف رأيتم الموقف الأمريكى الذى لا يرى هذه الكنائس المحروقة؟ ** أولاً الإنسان أهم من المبانى.. المبانى تعوض ولكن الإنسان لا يمكن أن يعوض.. اللواء الذى استشهد فى كرداسة لن يعوض مرة أخرى.. أطفاله الذين تيتموا فى طفولتهم وامرأته التى ترملت من يعوضهم؟.. لكن الكنيسة التى حرقت قد تبنى أفضل مما كانت.. صحيح نفقد تاريخ وأثر من الآثار لكن يظل الإنسان هو الذى لا يعوض.. أما بالنسبة للموقف الأمريكى نحن نرى اتجاها واحدًا، ولكن هناك موقف فى أمريكا داعم لمصر وداعم للحريات المصرية وداعم لمن أضيروا فى مصر من أى نوع كان.. وكون البيت الأبيض له موقف وحتى ليس موقفًا متكاملًا لا يعنى وجود كثيرين داعمين لمصر هناك، مع الأخذ فى الاعتبار أن رئيس الدولة فى أمريكا هو صاحب القرار لأنها دولة رئاسية. مجلس الشورى * هل تم الاتفاق على نظام الحكم وهل سيكون رئاسيًا أم برلمانيًا أم مختلطًا؟ ** أعتقد أننا نتجه إلى نظام رئاسى برلمانى.. بمعنى أنه سيكون هناك شراكة بين الاثنين ولا يستطيع أحد أن ينفرد بالحكم، لن يكون رئيس الوزراء معين من قبل رئيس الجمهورية.. وبالتالى لن يستطيع تعيينه وعزله كما يريد.. وفى نفس الوقت الرئيس وحده لا يقوم بكل شىء ولكن هناك برلمان.. وأنا شخصياً مع المجلسين مع تغيير اختصاصات الشورى.. فلابد أن يكون لدينا مجلسان .. هناك أكثر من 70 دولة فى العالم لديها مجلسين باختصاص نيابى كامل.. وزمان كان مجلس الشيوخ فى مصر أعلى من مجلس النواب.. وبالتالى أنا مع بقاء الشورى ولكن لا يكون «مجلس تشريفاتى» .. بل مجلس مشارك فى التشريع ويكون غير قابل للحل.. رئيس الجمهورية يحل مجلس البرلمان ولكن لا يستطيع حل مجلس الشيوخ.. ومجلس الشيوخ يحاكم رئيس الجمهورية.. وفى حالة حل البرلمان يؤول الاختصاص التشريعى كله لمجلس الشيوخ فى غيبه البرلمان.. حتى لا يكون هناك فراغ تشريعى كبير.. البعض يتحدث عن الأنفاق.. ولكنى اقترحت تخفيض 10% من مكافآت المجلسين وهى نسبه كافية للصرف على المجلسين.. * كيف ترى مواصفات رئيس مصر القادم؟ ** أتمنى أن يكون رئيساً لكل المصريين.. رئيس يترفع عن النزول إلى مستويات يتم فيها تصنيفه إلى جانب من الجوانب.. المفروض أن رئيس الدولة حتى ولو أختير من حزب معين ففى اليوم الذى يتم فيه إعلان نجاحه فى الانتخابات الرئاسية يجب أن يستقيل من حزبه حتى يكون رئيساً لكل المصريين.. نريد رئيسًا يعطى كل وقته لشعبه.. شاهدنا رئيسًا فى سنة واحدة سافر 17 زيارة خارجية خلال هذه السنة.. فمتى أعطى وقتًا لشعبه؟ بالطبع مش فاضى، ولا أقول أنه كان «بيتفسح» أنا ذهبت لسويسرا ل 36 ساعة لم أشاهدها.. * مصر إلى أين؟ ** أنا بطبعى إيجابى ومتفائل جداً.. مصر تخطو خطوات حثيثة للأمام.. تتعلم من الماضى وتحاول تجنب كل الأخطاء التى ارتكبها الآخرون.. نحن نحاول أن نعمل شيئا يبقى للتاريخ.. وينقل مصر من نقطة على الخريطة إلى مصر الفاعلة فى الخريطة.