كشفت تقارير دولية أن العالم يخوض حربا شرسة لمواجهة الجفاف والتصحر حيث أكدت إحصائيات الأممالمتحدة أن آثار التصحر مذهلة، فأكثر من 250 مليونًا من سكان العالم متضررون بشكل مباشر من التصحر، و135 مليونا يواجهون خطر احتمال مغادرتهم لأراضيهم، إضافة إلى أن سبل عيش مليار نسمة أى حوالى ما يعادل خمس سكان العالم يحيطها الخطر. ففى كل دقيقة يضاف إلى سكان العالم 150 فرداً جديدا، ويموت بسبب الجوع 16 فرداً منهم 12 طفلاً، ويفقد 23 هكتاراً من الأراضى بسبب عوامل التصحر و10 هكتارات بسبب تدهور نوعية التربة و25 هكتاراً من الغابات والأشجار. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن تقرير أممى أن الأمين العام للأمم المتحدة «بان كى مون» شدد على أن العالم قد غدا خلال ربع القرن المنصرم أكثر عرضة للجفاف، ومن المتوقع أن تصبح نوبات الجفاف أعم انتشارا وأشد وطأة وأكثر تكرارا نتيجة لتغير المناخ. وأشار إلى أنه فى شهر مايو الماضى أعلنت ناميبيا حالة طوارئ وطنية بسبب الجفاف، حيث صنف 14% من سكانها فى عداد المهددين بخطر انعدام الأمن الغذائى. وفى عام 2012 شهدت الولاياتالمتحدة أسوأ حالة جفاف منذ خمسينيات القرن الماضى وأضرت 80% من أراضيها الزراعية. وفى عام 2011 أضر الجفاف قرابة 13 مليون شخص فى القرن الأفريقى، وهو أسوأ جفاف شهدته المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضى. ويؤثر التصحر على سدس سكان العالم، و70% من جميع الأراضى الجافة التى تبلغ 3.6 بليون الهكتارات، وربع مجموع مساحة اليابسة فى العالم. ويعتمد 2.6 مليار شخص اعتمادا مباشرا على الزراعة، وتمثل الأراضى الجافة ما نسبته 40% من مساحة اليابسة فى العالم، ويعيش عليها ثلث عدد السكان، ويخسر العالم سنويا من 20 ألفا إلى 50 ألف كيلومتر بسبب تدهور الأراضى على طول أفريقيا، وتحتل الأراضى الجافة المعرضة أو المتضررة لخطر التصحر نسبة 43% من الإقليم. ومن المتوقع أن تفقد أفريقيا ثلثى الأراضى الزراعية بحلول عام 2025. ويتسبب تدهور الأراضى حاليا فى خسارة 3 % من الإنتاج الزراعى المحلى سنويا فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ورغم أن التأثر بالتصحر هو الأقوى فى البلدان النامية فى أفريقيا إلا أن القارة التى يوجد بها أعلى نسبة من الأراضى الجافة المتضررة من هذه الظاهرة أى ما يعادل 74 % تقع فى أمريكا الشمالية. وطبقاً للإحصاءات الدولية لدى اتفاقية مكافحة التصحر.. فقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة فى العالم حوالى 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربى منها حوالى 13 مليون كيلومتر مربع أى حوالى 28% من جملة المناطق المتصحرة فى العالم ، وتشكل مساحة الصحارى ما قدره 12% من مساحة الأرض. كما أن الزحف الصحراوى الذى يجتاح الأحزمة الخضراء من العالم يعد من المشاكل الكبرى خاصة أنه أصبح يلتهم مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية ويهدد حياة ما بين (1.1- 1.2) مليار نسمة من سكان العالم. ويقدر عدد الدول فى العالم التى يجتاحها التصحر بحدود 99 دولة، نصفها فى القارة الأفريقية وجراء ذلك يتأثر سلباً بحدود 99 مليون شخص. وتعتبر المشكلة حادة ومأساوية فى آسيا حيث قدرت الأممالمتحدة أن أكثر من 1.2 مليار هكتار – الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع - من الأراضى أًصبحت منكوبة، فمنذ الخمسينيات من القرن الماضى وتحديدا فى الصين وحدها ابتلعت الرمال المتحركة والأراضى المتصحرة مجددا أكثر من 6 ملايين هكتار من الغابات والأراضى التى كانت تغطيها الأشجار، و2.33 مليون هكتار من الأراضى الأحراش، 680 ألف هكتار من الأراضى المحروثة، و24 ألف قرية، و30 ألف كم من الطرق، و50 ألف كم من القنوات والمجارى المائية مهددة دوما بتراكم الرمال والغبار. ومن جهتها قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو: إنه يتراوح فى تقديرنا عدد الذين يعيشون فى المناطق القاحلة وشبة القاحلة وبموارد محدودة من المياه العذبة بين 100 مليون و200 مليون نسمة، كما سيعانى ثلثا هؤلاء بحلول عام 2025 من شح خطير فى المياه مع تنامى الضغوط جراء النمو السكانى وتناقص الإنتاج الزراعى وارتفاع نسبة الملوحة والتلوث.