انطلاقا من طهران والعديد من العواصم العربية والعالمية: لا تزال تتواصل الكثير من ردود الفعل الايجابية المرحبة على الزيارة المهمة التى قام بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لإيران. فهو أول زعيم عربى وعالمى يلتقيه الرئيس الإيرانى الجديد حسن روحاني، بعد توليه الرئاسة، حيث أجريا فى طهران مباحثات موسعة، خلال القمة العمانية – الإيرانية، شملت تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك فى ضوء المستجدات الأخيرة على جميع الساحات. كما التقى السلطان قابوس مع على خامنئى قائد الثورة بالجمهورية الإيرانية، وذلك بحضور الرئيس الإيراني، واستقبل السلطان قابوس بمقر إقامته جواد ظريف وزير خارجية إيران، وحسين دهقان وزير الدفاع الإيرانى. من جانبها ذكرت مصادر دولية مطلعة إن الزيارة جاءت على خلفية العلاقات الوثيقة التى تجمع بين السلطنة ومختلف دول العالم، والتى تعكس إهتمامها بالإسهام الايجابى فى دعم كافة الجهود التى تستهدف تحقيق الاستقرار الإقليمى والسلام العالمي، فضلا عن تفعيل سياسات حسن الجوار بوصف كل تلك أهداف استراتيجية بعيدة المدى. اتصالات عُمانية وكانت الأشهر القليلة الماضية قد شهدت إجراء اتصالات عُمانية مع أهم العواصم العربية والعالمية فى إطار الترجمة العملية – على أرض الواقع- لمواقف السلطنة الداعية إلى دعم المحاولات الرامية إلى التوصل إلى حلول عاجلة لكافة القضايا المطروحة حاليا. وفى هذا السياق ما تزال تتتابع على الصعيد الدولى أصداء وردود الفعل الايجابية التى توالت عقب نجاح جهود الدبلوماسية العُمانية التى أدت إلى تبادل أمريكا وإيران إطلاق سراح محتجزين من رعايا البلدين، وهو الانجاز الذى تم استجابة لدور السلطنة فى المجالات المتعلقة بحل المشكلات العالقة خاصة ذات الطابع الإنسانى ما يرتبط منها بحقوق الإنسان. لقد تابع المحللون السياسيون المباحثات العمانية - الإيرانية، التى اختتمت مؤخرا، بينما تسترجع ذاكرتهم أصداء كلمات مهمة، وأحاديث صحفية أدلى بها السلطان قابوس حول الكثير من القضايا المثارة حاليا. ورغم مرور فترات طويلة فإن رؤيته وتقديراته لا تزال تكتسب أهمية بالغة خاصة وأن تراكم الخبرات وتفاعل الأحداث على مدار الشهور والأيام اثبت فى النهاية مصداقيتها. كما كشف توالى المستجدات عن قدرته على استشراف آفاق المستقبل، حدث ذلك من قبل كثيرا كما يتكرر فى كل مرة تدعو فيها السلطنة إلى مبادرة أو رؤية بعيدة المدى ليس لصالح شعبها فحسب، وإنما فى إطار التزامها بمشاركة المجتمع الدولى همومه وتطلعاته المشروعة نحو احترام آدمية الإنسان فى كل مكان، وإحلال السلام الدائم والعادل فى ربوع الكرة الأرضية. وفى واحدة من أهم الكلمات التى ألقاها: حدد السلطان قابوس، فى نوفمبر الماضى، مرتكزات المواقف العمانية على جميع الساحات، وذلك حينما ترأس الانعقاد السنوى للفترة الخامسة لمجلس عمان، الذى يضم جميع أعضاء مجلسى الدولة والشورى، حيث أوضح فى كلمته بجلاء أن السياسة الخارجية للسلطنة أساسها الدعوة إلى السلام والوئام والتعاون الوثيق بين سائر الأمم، والالتزام بمبادئ الحق والعدل والإنصاف، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، وفض المنازعات بالطرق السلمية وبما يحفظ للبشرية جمعاء أمنها واستقرارها ورخاءها وازدهارها. على ضوء هذه العبارات ووفقا للحقائق المؤكدة فإن زيارة السلطان قابوس لطهران يمكن النظر إليها من منطلق أنها جاءت فى سياق الأدوار الايجابية المهمة التى تضطلع بها السلطنة، على كافة الاصعدة، والتى تسهم فى ترسيخ الممارسات العملية التى تقود إلى تفعيل كافة مبادئ و سياسات حسن الجوار، انطلاقا من رؤية راسخة قوامها ضرورة دعم التعاون الدولى بين كافة الشعوب وجميع البلدان و إثراء حوار الحضارات، بعيدا عن مفاهيم التعصب والتحزب وإقامة التكتلات التى تمثل الاختيار المرفوض دائما وأبدا من جانب سلطنة عُمان.