هناك أوقات تعيش فيها الأمم بجوارحها من أجل أن تحقق لنفسها ما تأمله وتكون قادرة على الصراع وتتغلب على المشكلات وتزيل الصعاب من طريقها لتمضى لتحقيق إرادتها وعزيمتها القوية مما يجعلها تحافظ على قيمها ومبادئها وأمنها واستقرارها بحكمة.. مصر تعيش الآن هذه الفترة بعد أن استعادت ثورة 25 يناير مسيرتها للمطالبة بالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية، أما ما يحدث من المبعوثين الدوليين الذين هم أشبه بلجان التفتيش التى كانت تعتبر العراق سداحا مداحا للجان التفتيش وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك أية أسلحة نووية إلا أن أمريكا قامت بضرب العراق تحت مزاعم الديمقراطية ومنذ عام 2004 لم تسلم العراق من الإرهاب والتفجيرات وحرب الطائفية ووصلت أمريكا إلى ما تبتغيه من دمار للعراق والجيش العراقى. فهل تريد أمريكا أن تجعل من مصر عراقا ثانيا؟! لن يحدث بإذن الله. لأن الشعب المصرى لن يسمح بفرض إرادة أى دولة عليه ولا أية اجندات خارجية لأنه ببساطة شديدة عبر التاريخ المصرى الطويل لم يسمح بكسر إرادته وفرض الوصاية عليه وهذه هى طبيعة الشعب المصرى، أما أن هذه الوفود تأتى وتذهب من أجل إعادة المياه إلى مجاريها بين أبناء الوطن الواحد، فكل المحاولات باءت بالفشل ولم تصل إلى اتفاق أو مصالحة وطنية بعد رفض الجماعة الاتفاق والمصالحة، فماذا يريدون من كل هذه الزيارات ايضا؟! هل يريدون أن تصل بلادنا إلى حالة لا تدرك مداها مستقبلا لا وألف لا. أقول لشعبنا المصرى العظيم إن مصر وشعبها وجيشها وقوات أمنها قادرة على أن تسترد أمنها وكرامتها وعزتها فمصر عبر التاريخ عاشت دائما تعمل بجد وجهد وعرق لتحقيق هدفها القومى لتكون قادرة على انتزاع حقوقها المغتصبة وحقوق الشعوب العربية، فالتاريخ يذكر كم من المؤامرات والصراعات التى كانت تحاك ضد مصر واستطاعت مصر بصبرها وقوة إرادتها أن تخرج من أزمتها عبر اختيارها الحر فمصر وشعب مصر على دراية كاملة بما يدور من حوله وذلك قبل أن تتخذ أى قرار على الأقل كى تعرف من هو الصديق ومن هو العدو لأن الأقنعة سقطت وظهر الطيب من الخبيث لأن المواقف تتغير طبقا للمصالح، وقد يصبح اصدقاء اليوم اعداء الغد فقد خلق الله الكون فى حركة دائمة تتخللها المتغيرات التى قد تكون حادة فى بعض الأحيان. فالمصريون يرفضون الوصاية من الخارج فنحن جميعا إخوان، سلفيين، تجمع، وفد، ومسيحيين، نعيش فى وطن واحد على أرض مصرنا الحبيبة ونحن قادرون على حل أزمتنا دون وصاية من أمريكا أو الاتحاد الأوروبى أو تركيا أو ألمانيا فمصر فى أمن وأمان إلى يوم الدين. حفظ الله مصر لشعبها.